عودة البنك إلى صنعاء ضرورة لمعالجة الاقتصاد وإنهاء الانقسام المالي.. بقلم/ عبدالغني حجي
سنوات من الفشل الإداري والفساد المالي لمركزي عدن خلفت شلل للاقتصاد وانخفاض للريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي؛ ما تسبب في غلاء أسعار جميع المواد الاستهلاكية وانخفاض كبير لأسعار الصادرات المحلية وانقطاع للمرتبات وتوقف للمشاريع الانمائية ومعاناة مُستمرّة للمواطن، ووضع اقتصادي مأساوي تأثيراته انعكست على حياة أكثر من ثلاثين مليون يمني مع أنه يتلقى الدعم الخارجي والمنح والقروض والمساعدات والإيرادات، وموارد أُخرى تفي بصرف استحقاقات الشعب وجعل الاقتصاد مستقر.
في المقابل نجد مركزي صنعاء الذي لا يصل إليه سوى القليل من الموارد المحلية يقوم بوظائفه بشفافية ونزاهة حسب الممكن والمتاح ويعمل بشكل دائم على توفير ما يمكن للموظفين كمرتبات وإن في فترات متفاوتة لكن هذا يتم بجهود من لا همّ لهم سوى تحقيق رفاهية المواطن، ولا زال حتى اللحظة يمول الكثير من المشاريع ويقدم الكثير من الخدمات لجميع المواطنين في المحافظات الحرة ويعمل بشكل دائم على التنمية، اضف إلى ذلك أن الوضع الاقتصادي مستقر وفي حالة جيدة رغم الحرب الشعواء والحملات الدائمة التي تعمل على توقيفه عن أداء وظائفه.
فشلت مساعي شل الاقتصاد وأصبح البنك والاقتصاد ورقة خاسرة في الحرب والواقع يشهد أن نتائج عملية البنك انعكست بشكل سلبي على المحافظات المحتلّة وسببت معاناة كبيرة.
الان بعد التجربة المريرة والفشل الذريع لحرب الاقتصاد والتجويع على دول العدوان تكبد النكسة وتقبل الخيبة والعودة لجادة الصواب تقديراً لظروف المواطنين والحالة التي أوصلوا الشعب إليها بتكبرهم وغرورهم وعنادهم وإنهاء الانقسام المالي والمصرفي بإرجاع وظائف البنك إلى العاصمة صنعاء وتمكينه من موارد الشعب بما فيها النفطية والغازية والموارد الأُخرى وقيادة صنعاء كفيلة بإصلاح الفساد المالي الذي شل حركة البنك في عدن، وجعل البنك يعمل بحياد كما كان في بداية الحرب وصنعاء وحدها من بيدها النهوض بالاقتصاد الوطني.
الشعب يعاني ويكابد ويلات الجوع والموارد التي تضمن تخفيف معاناة الشعب تصرف للنخب وتمكّنها اقتصاديًّا فقط.
لوكان فشل مركزي عدن في صنعاء لما ماطلت القيادة في تمكينهم من أداء وضائف البنك لأجل المواطن لكن الواقع مختلف والاجدر بثقة الشعب وحمل مسؤولية النهوض باقتصاده، صنعاء فقط ومن غير الممكن القبول بغير هكذا حَـلّ؛ لأَنَّ تمكينهم من الاقتصاد يعني وضع سيف الموت على رقاب الجميع والدخول في دوامة من الصراع على لقمة العيش وتمكينهم من نشر وتعميم الفوضى والفساد في جميع البلد كما هو حاصل في الجنوب.