الإمـامُ زيد.. “وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ”.. بقلم/ شهاب الرميمة
في كُـلّ عصرِ وعلى مدى الأمم المتتاليةَ يعملُ فيها حُكَّامُها على تجهيل العامةِ وإضلالِهم وحَرْفِهم على النهجِ الذي يريدُه اللهُ لعبادهِ؛ مِن أجل صلاحهم واستقامتهم وللغاية الذي استخلفهم على الأرض.
التضليلُ والتجهيلُ من قِبل السلاطينِ غايتُه تدجينُ الأُمَّــة وإخضاعُ الناس وإذلالُهم والاستحواذُ على عقائدِهم وأفكارِهم؛ وكل هذا حتى يضمنوا لأنفسهم البقاء على عروشِهم، ومع كُـلّ هذا تأتي حكمةُ الله وعدلُهُ ورحمتُه بالأمة أن يجعل من بين عبادهِ هادياً لهم ومرشداً للأُمَّـة؛ للخروجِ بها من حالة الاستعباد والخضوع والذل والجهل إلى حالةِ العزة والرفعة والهداية والبصيرة.
كما قال سبحانه (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد).
وعندما نعود للأحداث من حقبة بني أميةَ وما آلوا إليه من ظلمٍ وتجهيلٍ وقتلٍ لخِيرة آل المصطفى وما عملوا عليه من تكريس الجهل وتحريف منهج الإسلام وترويض الأُمَّــة على تقبل مثل ذلك، كان كفيلًا على أحدِ أعلام آل المصطفى أن يخرج لتصحيحِ وضعِ الأُمَّــة وتبصيرها وهدايتها؛ وهو يرى دينَ الإسلام يُحرَّفَ في مبادئه ويشوَّه في قيمه؛ فخرج قائلاً: “واللهِ ما يَدَعُني كتابُ اللهِ أن أسكُتَ”.
إنه حليفُ القرآن “زيد بن علي بن الحسين -عليهم السلام-.
كان أول ما أسّس به دوافعَ ثورتِه هو البصيرة، ومنها تكونُ الطريقُ إلى الجهاد؛ رأى الأُمَّــةَ ضعيفةً في وعيها وبصيرتها عمياءَ عن مشاهدة واقعها فما كان إلَّا أن بدأ بتوعيتهم وإرشادهم وشدِّهم إلى معرفة الله حتى يكونَ اللهُ في تأييدهم.. وهي في قوله: “البصيرةَ البصيرةَ ثم الجهاد”.
تحَرّك ومن معه لتوعية الناسِ بخطورة السكوتِ والخنوع لما يحاك للأُمَّـة من قبل أعدائها وجور سلاطينها، وأسَّسَ بثورته وحركته واستشهاده للأُمَّـة في حينه وللأُمَّـة من بعده مدرسةً أَسَاسُها الهدايةُ والبصيرةُ والجهادُ وعدمُ السكوت على الظالمين؛ وهذا ما نستلهمه ونحن نحيي ذكرى استشهاد الإمَـام زيد “عَلَيْهِ السَّلَامُ”.
ونحن نمُرُّ في العام التاسع من العدوان السعوديّ الأمريكي على بلدنا من قبل أُولئك الذين يعملون على تدجين الأُمَّــة وتجهيلها عن مبادئها وقيمها وتركيعها لليهود والعمل على نشرِ الثقافات الغربية بين أوساط مجتمعاتنا وطمس الهُــوِيَّة الإيمَـانيةَ وحَرْف مبادئها وقبول كُـلّ انحلال وانحطاط أخلاقي والترويج لذَلك ونشر المِثلية والعمل على شرعنتها وما نراه من استهداف لمقدساتنا واستفزاز للأُمَّـة الإسلامية بإحراق كتاب الله وباسم الحرية وما رأيناه من مواقفَ مخزيةٍ من بعض الحكام تجاه هذا التصرف.
ولهذا يجبُ علينا أن تحَرَّك كما تحَرّك حليفُ القرآن الإمَـام زيد بوعي وَبصيرة، وترسيخ ذلك فينا وفي مجتمعاتنا.
وهذا ما حرص عليه السيدُ القائدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي، من خِلال استشعاره للمسؤولية أمام الله، في تكريس جهده ووقته؛ للحفاظ على مبادئ وأخلاق الأُمَّــة ووعيها، من خلال دروسه ومحاضراته التي تشُدُّنا إلى الله، وإلى الاستقامة وترسيخ مبادئ الأخلاق في أوساط الأُمَّــة جمعاء وَتربية الأُمَّــة التربية الإيمانية والجهادية، والعمل على إعدادها الإعدادَ العسكري والثقافي؛ وهو يكرِّرُ فيها مبدأَ “البصيرةَ البصيرةَ ثم الجهاد” واستنهاضه للأُمَّـة للتضحية في سبيل ذَلك من تكرارهِ لقول الإمَـام زيد:- “واللهِ ما كَرِهَ قومٌ قَطُّ حَــرَّ السيوفِ إلَّا ذَلُّوا”.