الأنصار أكثر الأطراف حرصاً على الوحدة والشراكة الوطنية.. بقلم/ محمود المغربي
لقد سعى الأنصار ومنذ زمن بعيد إلى أن يكن هناك شراكة وطنية وإلى دولة تمثل الجميع، ولم يكن هدف الأنصار في يومٍ من الأيّام الاستحواذ على السلطة، بل كان هدفهم أن يكونوا جزءًا من السلطة، جزء قادر على التأثير وتعطيل القرارات التي تتعارض مع المصالح والثوابت الوطنية وضد القرارات التي تضر بمصالحة المواطن.
وفي مؤتمر الحوار الوطني حرص الأنصار على أن يكونوا قريبين من كافة الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية حتى مع حزب مثل “الإصلاح” الذي عمل على محاربة الأنصار وسعى إلى اجتثاثهم من خلال العدوان على صعدة وتحت عناوين طائفية ومذهبية ومناطقية، وكان دائم التحريض عليهم، كما أن الأنصار كانوا أكثر جماعة ومكون قريب ومتعاطف مع الجنوب ومدرك لحجم المظلومية التي تعرض لها أبناء الجنوب ودعا الأنصار إلى إشراك الحراك الجنوبي في السلطة وعرضوا التخلي عن حصتهم في الحكومة لصالح الحراك الجنوبي، مع أن الأنصار كانوا أكثر جماعة تعرضوا للإقصاء والتهميش ولديهم أكبر مظلومية.
وبعد قيام ثورة 21 سبتمبر وإسقاط نظام العمالة والخيانة وحكومة الفساد والفشل والمناصفة بادر الأنصار إلى الإعلان عن مؤتمر السلم والشراكة وتوجّـهوا إلى دعوة كافة الأحزاب والمكونات السياسية للشراكة الوطنية، ولم يكونوا يرغبوا في الانفراد بالسلطة والقرار إلا أن كافة الأحزاب رفضت دعوة الأنصار وهرب الجميع، ومع ذلك ظل الأنصار يبحثون عن شريك وطني حتى بعد شن العدوان على بلادنا، ولم يجدوا سوى عفاش الذي أراد من تلك الشراكة القضاء على الأنصار، كما كان يفعل مع من كانوا له شركاء في السابق، إلا أن مكر عفاش لم يفلح هذه المرة ودفع ثمن تلك الألاعيب والمكر والخداع لوحده، بعد أن حرص الأنصار على عدم معاقبة المؤتمر الشعبي العام والإبقاء على الشراكة الوطنية معه قائمة حتى اليوم وحصر العقاب على عفاش ومجموعة صغيرة جِـدًّا ممن كانوا معه في خندق الخيانة والغدر وتم منح العفو لكل من أراد وسعى إليه.
وحتى اليوم لا يزال الأنصار يحافظون على الشراكة الوطنية مع المؤتمر الذي لديه نصف الحكومة و60 % من موظفي الدولة إلا أن المؤتمر الشعبي العام شريك للأنصار بالربح فقط أما الخسارة يتحملها الأنصار لوحدهم، مع أن المؤتمر هو حزب حاكم سابق وخرج عليه الشعب بثورة وتعرض لغدر وخيانة الشريك السابق وهو حزب مثقل بحمل تركة هائلة من الفساد والفشل، وهو يلقي بظلاله على الأنصار ويفرض ثقافته في الفساد وأُسلُـوبه في إدارة الدولة عليهم، إلا أن الأنصار وحدهم من يتحمل مسؤولية أي فشل وفساد وغضب الناس، ومع ذلك نجد المؤتمر في أغلب الأوقات شريكًا أَسَاسيًّا في شيطنة الأنصار وتحريض الناس والرفع من حدة التذمر والغضب الشعبي على السلطة التي هو نصفها، لكنه وكما قلنا يدرك بأنه شريك في الأرباح فقط.
ومع ذلك ترفض قيادة الأنصار التخلي عن تلك الشراكة وهذا الأمر يظهر أكاذيب أعداء الأنصار الذين يتهمون الأنصار بالعنصرية وعدم القبول بالشراكة الوطنية، بل ونجد قيادة الأنصار تتمسك بقرار العفو العام وتقبل بكل عائد مهما كانت خلفيته وقد شاهدنا العديد من هؤلاء وقد أصبحوا في السلطة يمارسون أعمالهم دون أي تمييز أَو إقصاء وربما لهم الأولوية في المناصب وهذا يظهر سماحة وحرص الأنصار على الشراكة الوطنية وتوحيد كُـلّ أبناء اليمن وجبر الخواطر وإغلاق ملفات الماضي.