قواتنا المسلحة.. نبراسُ الإيمان والابتكار في مواجهة قوى العدوان.. بقلم/ حسام باشا
لم يكن رجال قواتنا المسلحة واللجان الشعبيّة، منذ بداية العدوان على بلادنا، مُجَـرّد مقاتلين يدافعون عن أرضهم وشرفهم، بل كانوا أَيْـضاً مبدعين ومخترعين يواجهون تحالفًا عدوانيًا يضم أكثر من 17 دولة، مزودًا بأحدث الأسلحة والطائرات والآليات والقوات المدربة، بأسلحة محلية صنعت بأيديهم الصادقة، وبإيمانٍ لا يقهر في قلوبهم المخلصة، محقّقين انتصارات باهرة ومشرفة في جبهات ومجالات عديدة وبقدرة فائقة على مواجهة العدوّ بكل قوة وعزيمة.
ففي ساحات القتال، كانوا صامدين وصابرين في مواجهة مرتزِقة الداخل، ومواجهين ومبدعين في إبراز تكتيكات عسكرية وخطط عملياتية فريدة، وشجعان ومهاجمين في صد الزحوفات وتنفيذ العمليات الهجومية، ومتقدمين وفاتحين في تحقيق التقدمات الميدانية وتحرير مساحات واسعة من أرض الوطن.
كانوا أَيْـضاً مدمّـرين لآليات العدوّ التي تفخر بها الصناعات الغربية، فأحرقوا أعدادًا كبيرة من المدرعات والآليات التي تمثل أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية الغربية.
ولم يكتفوا بالدفاع عن أرضهم فقط، بل تجاوزوا حدودها ليردوا الضربة بالضربة، فطوروا قدراتهم الصاروخية والجوية، وأطلقوا مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة المصنعة محليًا على أهداف حيوية في عمق دولتي العدوان السعوديّة والإمارات، كما أسقطوا وصدَّوْا أعداداً من الطائرات الحربية والمسيَّرة والقطع البحرية التي تشكل عمود القوة العسكرية لتحالف العدوان.
ولقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى- دورًا رائدًا ومؤثرًا في تعزيز قوة قواتنا المسلحة، وتحقيق تقدمها وتطورها على كافة الأصعدة، فهو يوليها أولويةً عاليةً في خططه وبرامجه، ويقدم لها الدعم والرعاية والإشراف المُستمرّ، كما يشجعها على التضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى، والصبر على المشقات، والثقة بالله ونصره للمؤمنين.
ولا يقتصر دور قائد الثورة -يحفظه الله- في توفير الأسلحة والذخائر والمعدات اللازمة لقواتنا المسلحة، أَو في تشجيع الابتكار والإبداع في صناعة الأسلحة المحلية التي تضاهي مثيلاتها الأجنبية، بل يشمل أَيْـضاً الجانب الفكري والروحي، فهو يزود قواتنا بالعلم والفهم والإيمان، ويوجهها إلى ما يخدم مصالح الأُمَّــة وأهداف الثورة، ويحذرها من المخاطر والأخطار التي تحيق بالأمة من قبل أعدائها.
إن دور القائد -يحفظه الله- في تعزيز قوة قواتنا المسلحة هو دور مبارك ومشرف، يستحق منا كُـلّ التقدير والامتنان، فلولا هذا الدور لما استطعنا مواجهة التحديات التي نعاني منها، أَو صد هجمات العدوان التي تستهدف أرواحنا وأرضنا، فجزى الله قائد الثورة خيرًا على ما يقوم به من جهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه أمتنا الإسلامية، والتي لا تقف عند حدود بلادنا، فَــإنَّ قواتنا المسلحة تعمل على مواكبة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص تمكّنها من تحقيق الاستقلالية والتقدم في مجالات الدفاع والأمن، ومن هذا المنطلق، فَــإنَّ قيادتنا الثورية تولي اهتماماً كَبيراً للتأهيل العلمي العسكري التخصصي، وتضع خططًا وبرامجًا لزيادة مستوى التدريب والتطبيق والتقييم لأفراد قواتنا المسلحة، في كافة التخصصات القتالية، سواء أكانت برية أَو جوية أَو بحرية أَو صاروخية أَو مدفعية أَو هندسية أَو غيرها، كما تستثمر في دعم قدرات العنصر البشري المؤمن، الذي يشكل ركيزة أَسَاسية لقواتنا المسلحة، وفي تخريج المجاهدين المؤهلين من مختلف مراكز التدريب بالمناطق العسكرية في كافة التخصصات القتالية، بالإضافة إلى ذلك، فَــإنَّ قيادتنا تستثمر في تطوير الصناعات والقدرات العسكرية المحلية، لتلبية حاجات قواتنا من أسلحة وأنظمة حديثة، تضفي على اليمن قوة رادعة استراتيجية تحافظ على سيادته وأمنه الوطني.
أمام هذه كله، لا تخفى على رجال قواتنا المسلحة الشجعان ما يحدث من تحَرّكات عسكرية أمريكية في المنطقة، لا سِـيَّـما التحَرّكات الأخيرة في البحر الأحمر، فهم يدركون تماماً أن هذه التحَرّكات تحمل في طياتها نوايا عدوانية، تستند إلى ذرائع باطلة، تهدف إلى تبرير سياسات الأمريكان الاستباقية؛ ولذلك فَــإنَّ رجال قواتنا المسلحة لن يسمحوا بأن يكون شعب اليمن أمام هذه التحَرّكات ضحية سهلة، بل وهم يستندون لشعبهم العزيز فَــإنَّ لديهم كُـلّ القوة والإرادَة لصد أي اعتداء على سيادة وأمن وطنهم.
كما لا يجب أن يفسر موقف اليمن السلمي والمسؤول، وجهود قيادته لخفض التصعيد وإيجاد حَـلّ سياسي شامل، على أنه ضعف أَو استسلام، بل هو دليل على حكمةٍ ووعي، فالسلام المشرف لا يقوم على أَسَاس التنازلات أَو التخلي عن المبادئ، بل يبنى على أَسَاس القوة والكرامة، فالشعب اليمني يؤمن بأن الحرية والسيادة والقوة هي حقوق طبيعية ومشروعة لكل إنسان، ولن يقبل بأقل من ذلك.
أخيراً: لولا فضل الله وتوفيقه، وجهود القيادة الثورية الحكيمة التي تحمل راية المشروع القرآني لبناء أُمَّـة قوية ومستقلة، لما استطاع اليمن أن يواجه العدوان الغاشم الذي يهدف إلى تدميره وتقسيمه، ولما أثبت بطولاته وصموده وقدرته على بناء جيش قوي ومؤمن يمتلك قدرات ردع متطورة تحد من طموحات المعتدين وتحفظ سيادته وأمنه.