بين امتداد بني أمية وامتداد آل البيت.. بقلم/ فاطمة محمد المهدي
من سخرية تناقضات المنطق الدجلي، أن ترى الظالم يحارب المظلوم، الشرير يحارب الخيّر، الفاسد يحارب الصالح، الكافر يحارب المؤمن، المنافق يحارب الصادق بكل الوسائل.
وحين يدافع المظلوم، الخيّر، الطيب، الصالح، المؤمن، الصادق عن نفسه، تهب جيوش وحشود تدعي التحضر والوعي والإنسانية والعدالة، لاستنكار ما يفعله.. وتدعوه إلى أن يكون متسامحاً مسالماً وديعاً كالحمل!
وقد تسميه مليشيا أَو إرهابياً أَو أي اسم مشوّه يعكس حقيقة المعتدي، أي منطق هذا، إن لم يكن منطق الزيف والتضليل والخداع والدجل؟
لم يأمرنا الله أن نقاتل من يخالفنا العقيدة أَو الفكر أَو الرأي، ولكنه أمرنا أن نقاتل من يقاتلنا في ديننا، كرامتنا، عرضنا أَو حقنا، ونرد على من يعتدي علينا بمثل ما اعتدى.
المسلمون اليوم يواجهون هذا الموقف، ولكن ليس فيهم إلا قليل من الأحرار والمؤمنين الصادقين، ومنهم محور المقاومة الذي يمثل اليمن أحد أركانه.
قوى الطاغوت العالمية تسيء إلينا، إلى ديننا ونبينا وكتابنا، وإلى كرامتنا وحقوقنا وحريتنا وحين نصرخ في وجه المسيء تشن علينا الحرب، ويفرض علينا الحصار.. ونُطالب بالإذعان والاستسلام وفق شروط الطاغوت.
ولكننا نقف ونصرخ بشموح: (هيهات منا الذلة).
نقف موقف شهيد هذه الأُمَّــة الشهيد الإمام زيد بن علي-عليه السلام- حين وقف أمام اليهودي الذي سبّ رسول الله وكتاب الله في حضرته وهم بمجلس الطاغية (هشام)، ونقول ما قاله بوجه الطاغوت الأموي: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت)، ونجاهد ونقاتل مثلما جاهد وقاتل حتى النصر أَو الشهادة.
فمعركتنا ليست وليدة اليوم، بل هي تاريخية موغلة في القدم، إنها معركة الحق بوجه الباطل، والخير بوجه الشر، والإيمان بوجه الطاغوت.
وإذا كان طاغوت اليوم، المتمثل بأنظمة ودول تسيء إلى دين الله وإلى كتابه وإلى رسوله، وبتحالف عدوان عالمي غاشم على رأسه آل سعود، هو امتداد لطاغوت (هشام)، (يزيد)، (معاوية) وبني أمية، فَــإنَّ اليمنيين اليوم جنباً إلى جنب مع محور المقاومة وكلّ الأحرار والشرفاء والمؤمنين الصادقين في العالم، امتداد للإمام (علي) والإمام (الحسين) والإمام (زيد) عليهم السلام.
وستبقى صرختنا: (هيهات منا الذلة).
وكُذّبت وعود الشيطان لأتباعه، وصدق وعد الله {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}.