الوزير والقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الشيخ حسين حازب في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: العالَمُ المتقدمُ يستندُ إلى مرجعيات تحكمه ومرجعيتُنا وقائدُنا اليومَ هو السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي:
قال القياديُّ في حزب المؤتمر الشعبي العام، وزير التعليم العالي، الشيخ حسين حازب: “إن اليمنيين لا يخشَون من التهديداتِ الأمريكية، وإنه إذَا ما فكّر الأمريكيون في قتال الشعب اليمني، فَــإنَّه سيكون يومَ النور، وقد تكون بداية النهاية لهم”.
وقال الشيخ حازب في حوارٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “عاصفةَ العدوان الغاشم على بلادنا كشفت الوجهَ القبيحَ للقيادات الحزبية، وإنها عميلة وخائنة للوطن”، مُشيراً إلى أن “الديمقراطية لباسٌ كاذبٌ ولا تصلح لمنطقتنا، وأن العالم المتقدم يستند إلى مرجعيات تحكمه، وأن مرجعيتنا وقائدنا اليوم هو السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله-“.
وأشَارَ إلى أنه “ليس هناك مؤتمر شعبي إلا الذي في صنعاء، الذين يقفون مع من يحمي بلدنا ويصون كرامته ويسعى نحو عزته ورفعته وهذا ما يحيون ويموتون؛ مِن أجلِه”.
إلى نص الحوار:
– بدايةً شيخ حسين.. لكم وجهة نظر حول دورِ الأحزاب السياسية التي كانت تُشكل فسيفساء ديمقراطية؛ فالبلد مع كُـلّ ما كان فيه من فوضى كُنت تضع علامة استفهام كبيرة حولها وترى أنها كانت تخدم العدوّ أكثرَ من خدمة البلد؟
في البداية نرحِّبُ بكم، ونشكُرُكم على هذه الفرصة، ونشيدُ بما تجترحونه من جهاد بالكلمة لمواجهة التآمر على اليمن.
وبخصوص سؤالك، فقد كتبت في السابق، وقلت إن عاصفة الحزم كما أن لها أضرارًا لها فوائد، وَمن تلك الفوائد أنها كشفت لنا بأن كُـلّ أَو غالبية القيادات الحزبية السياسة التي كنا نسبح بحمدها كانت قيادات لأحزاب عميلة، فلم تكن تسعى لأجل أن تحكم بل؛ مِن أجل أن تخدم أجندات وقوى خارجية.
– هناك حزب استثنيته من خيانة الأحزاب التي شاركت المحتلّ في عدوانه على البلاد؟
نعم، كان ذلك حزب البعث وقياداته، ربما الوحيدة الذي لم تشارك في عاصفة الحزم.. وحكمي هذا على حزب البعث وقيادته؛ لأَنَّي لم أشاهد أحدًا من قياداته في الرياض أَو في أبو ظبي أَو الدوحة؛ أي أن قياداتِ هذا الحزب لم تشارك في بيع الوطن، أما بقية الأحزاب بدون استثناء، فقد اتضح أن أغلبَ قياداتها، خَاصَّةً بعض أعضاء الصفوف الأولى كانت قيادات عميلة، مع تقديرنا الكبير للقيادات التي بقيت في الوطن من تلك الأحزاب -حتى لا نعمَّم- فقد رفضت العدوان، سواءً كأفراد أَو باسم أحزابهم، ولو أنه لم يكن لهم موقف من قياداتهم التي ذهبت مع التحالف.
– كانت صورة تلك الأحزاب تعبّر عن مضمونها منذ البدء شيخ حسين.. كانت للمصلحة والتكسب باسم الحزبية وهذا كان واضحاً؟
كشفت العاصفةُ بعدوانها أن تلك الأحزاب، أَو بالمعنى الأصح تلك الجماعات، تسعى لتحقيق مصالحها، ولخدمة أنفسهم وخدمة النظام وتجميل وجهه كمعارضة، وفي النهاية كلهم بالرياض وأبو ظبي بعد أن كانوا يقولون لنا ويعلّموننا أن السعوديّة رجعية وملكية، وأنها العدوّ التاريخي، ومن وجهة نظري فَــإنَّ الحزبية السياسية على مدار عمرها وحضورها في الساحة اليمنية كانت معول هدم وليس بناء، هي لم تخدم البلد بل كانت مُجَـرّد واجهة لقياداتها للارتزاق وابتزاز النظام.
صحيحٌ وللأمانة في الطرح هناك أشخاص في قيادات تلك الأحزاب نماذج يقتدى بها ومنهم الكثير باقون في الساحة ومع الوطن، وقد نجحوا فيما أنيطت إليهم من أعمال في الفترات السابقة واليوم كأشخاص.
العمى والمصيبة في القيادات التي سيطرت على إمْكَانات الأحزاب وقرارتها، حتى إنها باقية فيها من المهد إلى اللحد، ولدرجة أن أخطاء تلك القيادات طالت الكثيرَ من زملائهم داخل أحزابهم.
– مثل من تلك الأحزاب شيخ حسين؟
مثل قيادة الإصلاح والناصري والاشتراكي والقوى الشعبيّة والبعث العربي؛ فقياداتُ هذه الأحزاب هي نفسها جالسون فوق رؤوس تلك الأحزاب من يوم ظهرت.
– هذا نتاجُ الديمقراطية الفوضوية شيخ حسين؟
نعم الديمقراطيةُ الفوضوية هي كذلك فعلاً وبكل ما تعنيه الكلمة.
أنا مُصِرٌّ على هذا التوصيف، وإلا أعطني مثالاً واحداً لدولة عربية استقرت ونجحت بالديمقراطية على مدار مِئة عام مضت، لن تجد هذا أبدًا، فأنا وأنت نتفقُ أن هذه الديمقراطياتِ الكاذبةَ لباسٌ لا يناسب العرب والمنطقة العربية ونظم الحكم العربية فيها، نحن في اليمن جربنا الديمقراطية، جربنا الانقلابات البيضاء والحمراء.
جرَّبنا الملكية المطلقة ولم نفلح، بالتالي يجب أن نبحث عن الأُسلُـوب الصحيح لإدارة وحكم هذا البلد.
– الأُسلُـوب الذي يجعل لهذا البلدَ مرجعيةً تعود إليه لا أن تترك البلاد للفوضى أليس كذلك شيخ حسين؟
صحيح، أخي بدون تدبير أَو سعي منه للسلطة مكَّن الله وأتى بهذا الرجل الذي يقودنا اليوم، وهو مع مجموعة من المستضعفين في جبال وشعاب صعدة ومكن له في الأرض أمام دولة وأموال وأحزاب وجيوش وأسلحة ودعم خارجي، وهو على حال لا تقارن إمْكَاناته بإمْكَانات الجمهورية اليمنية والقصة معروفة، ثم جاء العدوان من العالم كله، وبالاتّفاق مع رأس القيادة في اليمن والقوى السياسية التي تحدث عنها واستطاع هذا القائد أن يحفظ الأمانة ويقود المواجهة ضد العدوان ويقوم بالبناء العسكري وغير العسكري فلماذا نبحث عن غيره؟!
– لماذا نبحثُ عن غيره مع كُـلّ ما يتصف به من صلاح وطموح وحكمة؟
قائدُنا اليوم هو الحبيب عبدالملك الحوثي، قائد الثورة ومرجعيتنا فيما اختلفنا فيه وأمين الأُمَّــة على الوطن وسيادته ودينه، والبقية يسلمون له ويساعدونه ويعاونونه في إدارة شؤون البلد من خلال حكومة مجلس رئيس لإدارة الشأن العام وفق موجهات هذا القائد وتوجيهاته والدستور والقانون؛ فالعالم المتقدم يستند إلى مرجعيات تحكمه، أنت تسمع أن الأمريكيين يقولون رئيسَ الإدارة الأمريكية، وليس رئيس الشعب الأمريكي؛ أي أنه مسؤول عن إدارة شؤونها والمرجعية هو الكونجرس، والملكية البريطانية نفس الشيء، واليابانية، وحتى السعوديّة والإمارات التي تعادينا نفس الشيء؛ أي أننا بالمختصر بحاجة إلى هذا القائد والمرجع الذي آتاه اللهُ الحُكمَ بالطريقة التي نعرفها؛ ليقود الأُمَّــة والوطن ونعود إليه في شؤوننا الداخلية ويكون بيده حماية سيادة واستقرار البلد، وأنا كفيل أن هذا القائد سيعطي الفرصة لنا جميعاً على أَسَاس الكفاءة والنزاهة والأمانة، لا على أَسَاس أني من حزب فلان أَو من قبيلة فلان.
– اليمن ليس بحاجةٍ لأحزاب فهو متنوع أصيل..
تكفينا حزبيتُنا الأصيلة غير المستوردة التي تتمثل في شمال وجنوب شرق وتهايم، الشوافع والزيود، الحاشدية والبكيلية، والمذحجية، والحميرية الهاشمية، والقحطانية، والإسماعيلية.. أعتقد أن هذا التنوع كافٍ ولسنا بحاجة حقيقة لتصنيفات أُخرى ومسميات أُخرى، وعلى ولي الأمر أن يستحضر هذا التنوع في توزيع السلطة والثروة وعند تعيين مسؤولين أَو تشكيل حكومة أَو عند توزيع السلطة والثروة وما شابه ولن تحصل مشكلة.
99 % من الشعب اليمني لا يبحث عن حكم هو يبحث عن من يبني البلد ويؤمن حياته ومعيشته، لا يبحث عن سلطة أَو حكم، وهذا يقودنا للتأكيد أن الحكم والاستخلاف بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، متى يشاء؛ وهذا ما يؤمن به حتى النصارى كما أسلفت، حَيثُ تبقى منافستهم حول من يدير شؤون البلاد فقط وليس من يحكمها ويحولها إلى شركة له ولأقاربه ثم يعمل لتوريث الحكم، فالمرجعيات تظل ثابتة، والإدارات تتغير وكل بلد له طريقته.
قصر ويست منيستر، وباكنجهام ببريطانيا مرجعية بريطانيا والعالم، والإدارة تتغير، والكونجرس مرجعية أمريكا والإدارة تتغير؛ وهذا أَدَّى لاستقرار وتطور تلك البلدان، وعلينا أن نعقل ويكفينا هوشلية فلدينا قائد ومرجعية علينا الالتفاف حوله لنبني بلدنا.
– تزاحم التناقضات بتزاحم الأحزاب كانت إحدى الكوارث التي عصفت بالبلاد خَاصَّة بعد إعلان الوحدة عام ١٩٩٠م؟
ما حصل بعد الوحدة مباشرة كان إخلالاً كَبيراً، حَيثُ ظهر لنا كَمٌّ هائل من الأحزاب، والنتيجة يعرفها الجميع؛ وهو أمر ما كنا بحاجته، وقبوله بمنطق العقل والحكمة خطأ.
الوَحدة حقّقها طرفان في الشمال والجنوب، المؤتمر في الشمال والطغمة فقط في الجنوب، هذان الطرفان فقط من حقّقا الوَحدة؛ ولهذا كان أول معول لهدم الوحدة هي تلك التعددية السياسية المجنونة، التي أَدَّت إلى انحراف عن الوحدة، وإلى التمزق من أول يوم، حَيثُ كانت تلك الفوضى هي ما خلخل البلد، وأوصله إلى ما وصل إليه.
وهنا أقول: والله لولا أن قيَّض الله لهذا البلد هذا الرجل لَكنا قد مُزِّقنا شر ممزق، ولكان التحالف اليوم يعيث فينا فساداً وفوضى لا أول ولا آخر لها، والعبرة فيما يحدث جنوب الوطن.
– أنت بهذا تجزم شيخ حسين بفشل الحزبية وتعدديتها.. أليس كذلك؟
نعم هذا ما أجزم به، نحن لا تصلح لنا كعرب ومسلمين الديمقراطية بل العدل والشورى، ومن أعطاه الله الحكم عليه أن يُؤَمِن للناس العدل والأمن والتنمية والحياة الاقتصادية الكريمة، وفتح آفاق العلم والبناء.
– اليوم نشعر لأول مرة أن نظام صنعاء لا يدارُ من الجوار السعوديّ أَو من الخارج شيخ حسين.. هل تتفق مع هذا الطرح؟
حقيقة ما تفضّلت به صحيح، وَيمثل الهدف الرئيسي للعدوان؛ فهم يريدونا حديقة خلفية كما كنا في السابق، فالتدخل كان واضحًا، أنظمة بدءًا من الرئيس السلال الذي لم يأتِ من الرياض أطيح به لصالح الرئيس الإرياني وبترتيب سعوديّ، ثم أطاحوا بالإرياني عندما وجدوه رجلًا عصيًّا على الترويض، وجيء بالرئيس الشهيد الحمدي وبترتيب سعوديّ وحين خرج عليهم قرحوا رأسه وجيء بعلي عبدالله صالح، وهكذا كانت اليمن تعيش حالة اللا استقرار وإن حصل شيء من التنمية فهو أمر طبيعي في وجود شعب مميز له إمْكَانيات كبيرة.
واستمر الخلل والإخلال في غياب بناء المؤسّسات التي تحمي البلد والنظام حين يغيب الأشخاص والقيادة لأي سبب.
نعم لم يسمحوا ببناء دولة ومؤسّسات فحصل ما حصل، واليوم أنا مطمئنٌ ومقتنع بأن بلدنا وقيادتنا قد شبت عن الطَّوق وعن التبعية.
– في حديثكم شيخ حسين كقيادي مؤتمري يبرُزُ الجانبُ الثوري والفكرُ المقاوم مع النظرة البراجماتية للمؤتمر الشعبي العام؟
أهدافُ المؤتمر الشعبي العام في عمومها وروحها لا تختلفُ عن أهداف أنصار المسيرة القرآنية، ونحن نقف مع من يحمي بلدنا ويصون كرامته ويسعى نحو عزته ورفعته، وهذا ما نحيا ونموتُ مِن أجلِه.
– تنتقد شيخ حسين بعضَ قيادات المؤتمر في الخارج لكنك توجِّـهُ جُلَّ انتقادك لشخصيات مثل البركاني ورشاد العليمي.. لماذا؟
الأيّام والأحداث أثبتت بأن سُلطانَ البركاني ورشاد العليمي كانَا مرتبطَينِ بالسعوديّة وأمريكا وبريطانيا منذ زمن، حَيثُ كانَا يُسّيران أمورهما من خلال وجودهما حول علي عبدالله صالح.
ولم ينكشفَا لنا أَو للعامة، لكن علي عبدالله صالح كان يعرفهما وقد سمعته ذات يوم يقول لأحدهما أنت عميل مع السعوديّة ومع هادي، وتبيعنا للسفير وقد كانوا يمرون من خلاله، لكن بعد أن ذهب انكشفت عورتهم أكثر فقد كانوا يغطون عمالتهم بظهر علي عبدالله صالح، وعندما ذهب بان المستور، حتى إنهم أساءوا له كَثيراً وإن رفعوا صورته وقميصه والثأر له، وهم و”بن دغر” وآخرين أوقعوا بعلي عبدالله صالح ثم عبدربه منصور قبل الأزمة السياسية وبعدها.
وأثناء الحوار والأحداث ثبت أنهم كانوا مرتبين حالَهم مع الإصلاح، ونحن في قيادة المؤتمر كنا إن حاول أحدُنا أن يتكلم قمعوه، واستطاعوا أن يوجِّهوا دفة المؤتمر خارج أهدافه وقيمه ومبادئه.. لقد كانوا هم مع الدكتور الإرياني أخطرَ المستشارين لصالح وهادي، واليوم لا زالوا يمارسون سياسةَ “البرم” واللف على بعضهم البعض؛ فهم من خطط ورتَّب مع آل سعود لبرم هادي، والآن رشاد با يبرم الباقين، وهكذا.
– ما الذي سيستفيده هؤلاء بعد كُـلّ هذه المهانة التي جعلت أكبرَ قيادي فيهم كأصغر صغير يأتمر بأمر ضابط سعوديّ إماراتي صغير وما في قياسه؟
للأسف هؤلاء خسروا وسيخسرون في الدنيا والآخرة، لقد كانت مكانتُهم بين الناس ومكانتهم لدينا في السماء لكنهم خسروا وهم يشعرون بذلك.. صحيحٌ سيتركون لأولادهم أموالاً طائلة وشركات، لكنهم أَيْـضاً سيورثون لأولادهم الخزي والعار والعيب هم ومن هو مثلهم.. وعذرهم بالثأر من الحوثي حسب قولهم هو عذر أقبح من ذنب وفعل.
يا أخي إن كان بداخلك كرهٌ أَو حقدٌ أَو خصومة لأنصار الله فهذا لا يستدعي أن تبيعَ وطنك.. لقد قلت لأصحابنا بعد أحداث ديسمبر إن ما حصل مؤلم ومؤسف أن يحصل لكن هذا لا يعني أن نضحي بالوطن، وَإذَا كان من في الخارج يبرّرون حربهم على الوطن لمنازلة وإبعاد الحوثيين حسب قولهم.
فالوطن ليس أنصار الله هم القيادة وهذا صحيح، لكن الشعب هو الذي يواجه وهو المتضرر والمستهدَف، وعذركم قبيح؛ فلا تقاتل الشعب والوطن وتخونه مع عدوي وعدوك لأجل خصومتك مع الحوثي كما تدّعي، الوطن أسمى وأكبر من أن نضحي به لأجل أحقادنا وضغائننا الشخصية.
وأخاطب أُولئك وأقول لهم، ألا تنظرون إلى دماءِ أبناء بلدكم التي سفكت واستباحها العدوّ باسمكم ويعمل على تمزيق بلدكم وتجويعه ونهبه وتقسيمه وقضمه وتفتيته..
وقد رأيتم رأيَ العين أن تشريعَ وجودكم كقيادة وحكومة ومسميات دولة ليس لتحكموا عدن أَو مأرب أَو صنعاء؛ بل مِن أجل أن تشرعوا لعدوكم النيلَ منكم ومن شعبكم ووطنكم؛ فأنتم توقّعون لهم اتّفاقيات تبيع لهم السماء والبحر والجزر والبقاء، وقد ارتكبتم بهذا خيانةً؛ تعني أنكم انتهيتم للأسف، وشعبنا في الأخير سينتصر بهذا القائد والشعب، ويجعل اتّفاقاتكم كسراب بقيعة بعون الله.
– هناك من يروِّجُ لمستقبل الأحزاب السياسي المنضوية مع العدوان على أَسَاس المشاركة السياسية كالحديث عن مؤتمر الخارج.
ليس هناك مؤتمر شعبي عام إلا المؤتمر الشعبي العام في صنعاء وقيادته الحالية ممثلةً في الأُستاذ صادق أبو رأس؛ وهو شريك في الحكم ويتحمل مع الأنصار وشركائهم السلبيات والإيجابيات؛ لأَنَّ البلد تدار من ٢٠١٦م بموجب ذلك الاتّفاق بين المؤتمر والأنصار وشركاء الطرفين، ويجب أن يؤدي الجميع دورهم وألا يستمر العمل بهذا الشكل، أدِّ دورَك أنت عضو في المجلس السياسي، في الحكومة، في البرلمان، في الشورى، أدِ دورك، أنت عضو في الحكومة، أد دورك، أن تكون شريكًا وتعارض ما هو صح هكذا، عارض داخل المؤسّسة الذي أنت عضو فيها.
بالأمس عارضت موضوعَ المرتبات وقلت لا يصح أن تبقى دولةٌ بدون مرتبات وطرحت رؤية لبدائل كحوافز أَو إعاشات لا تقل عن خمسين ألفًا ولا تتجاوز المِئة ألف في هذه الظروف.
أعود وأقول إن من يعترف بغير المؤتمر الذي بصنعاء هو يضر نفسه ويضرنا حتى لو كانوا أنصارَ الله، فإذا فكروا أن يتعاملوا مع غير مؤتمر صنعاء هم يخطئون في حق أنفسهم قبل أن يخطئوا بحقنا، وأقول على مؤتمرنا بصنعاء أن يقوم بدوره من خلال وجودهم كشريك، حيثُ إن رئيس الحكومة من المؤتمر ونطالب أنصار الله أن ندير البلد وفق القانون والنظام بحيث تخف الاستثناءات؛ فالمؤتمريون هم أبناء الوطن وكانوا في ظل نظام يحكم وعندما ذهب النظام بقيت هذه المسميات وبقي الناس، ولسنا بحاجة لبقاء التخوف من النظام السابق والواقع يظهر صحة أَو خطأ هذه النتائج.
وأقول: لا تتخوفوا مني؛ لأَنَّي مؤتمري، فقط خافوا من عملي إذَا خالف التوجّـه والتوجيهات.
وكما أقول إن على المؤتمر أن يؤدي دوره، أقول لإخواننا أنصار الله أن يتركوا هذه العزلة، لماذا هم عازلون أنفسهم هكذا؟! هذا ليس جيداً، كذلك قيام البعض بأحداث منفرة أَو مربكة أَو مخالفة ليس جيِّدًا؛ فهو يمنح لعدو البلاد سلاحَ البلبلة واستغلال الموضوع لتمرير أهدافه.
يجب أن نحترم عاداتِ الناس وما اعتادوه، وليس كُـلُّ الماضي شائنًا أَو عوفًا، فيه إيجابيات تحتذى بس نبحث عنها.
الدول تبنى بالتراكم وليس على أَسَاس “كلما جاءت أُمَّـة لعنت من قبلها”.
– قلت شيخ حسين إن اليمنيين بسفينة وهم كذلك.. ما حظوظ المصالحة اليوم في ضوء الأغطية عن مرامي العدوان، وضع المناطق المحتلّة، وحقيقة التحالف.. كيف للمصالحة أن تتم؟
إخواننا الذين تورطوا هم اليوم بين مطرقة محمد بن سلمان وسندان محمد بن زايد؛ وهذا يعني أنه ما من خيار لهم غير صنعاء.. وأقول هنا إن على صنعاء أن تفتحَ صدرها أوسع، وعلى قيادتنا السياسية أن تبادر لما هو أكبر من العفو.
– ما هو أكبر من العفو شيخ حسين؟
يجب أن نقدم مشاريعَ وفُرَصًا.
– مثل ماذا؟
مثلًا البعض ممن هم بالخارج ممتلكاتهم محجوزة، يجب أن نقول لهم: تعالوا، تعالَ يا فلان وشل حقك.
سألت أحد الموالين للتحالف في القاهرة بالعودة فقال لي: كيف تشتيني آمِن، وقد شلوا بيتي، ولو قالوا بيرجعوا بيتي با أشعر بالأمان وأرجع، فهذه أمور لا بدَّ منها، والشيء الآخر أنه لا بُـدَّ من حوار داخلي، وعلى قيادتنا السياسية أن تفتح الباب لحوار داخلي، حتى ولو مجابر عادية على مستوى العاصمة والمحافظات، على الأقل يتم في هذه المجابر الاستماع لما في خواطر الناس أفضل من نشرها في الإعلام، وإننا في دوشة نحن في غنى عنها.
– حوار داخلي بحاجة لظروف يجب أن تكون بعيدة عن تأثير الخارج شيخ حسين.
حوار داخلي وطني، وقد سمعت هذا من خطابات السيد القائد -يحفظه الله-، حيثُ إن هذا قائد المسيرة لا يريد فرض قضية أسرة ولا مذهب ولا انغلاق ولا حكم طائفة… إلخ، من المسميات التي تسبب خلافًا والتي يحاول الأعداء أن يصوروا بها القائد والمسيرة بذلك.
هذا يستدعي أن يفتح الباب، فالناس محاصرة هناك ما بين محمد بن سلمان وابن زايد، فافتح لي طريق أمر إليك.
والجماعة بالخارج أنواع، فهناك الخائن الذي رتب أحواله على أنه لن يعود، ونوع آخر ظن أن الحكاية أسبوع، شهر، وتنتهي الحرب ويعود، ونوع جرفه الخارج ورأى نفسه محاصَرًا، وإعلام وسياسة وترتيبات العدوان والعملاء أخافت الناس.
أنا في ٢٠١٧م ذهبت إلى بلادي مراد وبالعافية كنت أفتح قنوات المسيرة من الرعب والإرهاب الذي عيشوا الناس فيه هناك، وبالتالي الحوار الرسمي وغير الرسمي تحتاجه البلد، من المشرفين، المحافظين، من كُـلّ المرتبطين بشؤون الناس وعلينا أن نقدم صورة ونموذج في التعاون والتسهيل للناس.
وبصراحة السيد القائد والأخ الرئيس وكثير من القيادات والله إنهم منفتحون وقابلون بالناس ومن أرقى من تتعامل معهم، وإن وجدت هنا وهناك “نثرات” من خامل أَو مزايد، وأكرّر لا بدَّ من نافذة للحوار وأن ندعو الناس للمشاركة في الدفاع وبناء البلاد على نحو يحفظ لنا سيادتنا وعزتنا وكرامتنا في ظل هذا القائد والمرجع الحكيم.
ومن يمسك بزمام الحكم دائماً ما يكون أكثر الناس تضحيةً وصبرًا وتحمُّلًا.
– لو عرّجنا على وضع جنوب الوطن ومشاريع المحتلّ الساعية للتجزئة والتفتيت.. كيف تقرؤون واقع محافظات البلاد المحتلّة؟
الجنوب والشمال هدفٌ قديمٌ للقوى الاستعمارية؛ لما فيه من خيرات ولموقعه الاستراتيجي وللقوى البشرية التي تختلف عن بقية القوى البشرية في المنطقة، فقوى الاحتلال دجّنوا العالم ولم يتبقَّ لهم غيرُ الشوافع والزيود والقبائل اليمنية، الذين ظلوا أحراراً؛ ولهذا تخاض هذه الحرب وهذا العدوان ضدنا، حيثُ إننا متماسكون لولا الحزبية.
وبقراءة للتاريخ فالجنوب يستهدف اليوم ولا هَمَّ للمحتلّ ولا للوكلاء من الرياض وأبو ظبي وأتباعهم سوى أن يستهدفوا ثرواتِه وموانئه وأراضيَه ولا هَمَّ لهم بالإنسان والشعب على الإطلاق.
وهذا حالُ الاحتلال على مر التاريخ، حَيثُ يمزق المجتمع هناك إلى أقسام وجماعات كثيرة متنازعة متناحرة انتقالي على مجلس حضرموت على مجلس شبوة… إلخ.
وقد استغلوا مشاكلَ الوَحدة؛ حتى يفرقوا بين قلوب اليمنيين، ومن يفكر بالانفصال ونظام خاص به نهايته أن يقتُلَه المحتلُّ أَو يعزله ويهمشه بعد أن يؤديَ دورَه في خدمة أهداف المحتلّين، وهكذا.
ومع حصول أخطاء في الوَحدة فقد اعتذرنا عنها لإخواننا، ولو عُدنا قليلًا بالذاكرة لأدركنا جميعاً في الشمال والجنوب أن الوحدة نفعت محافظات الجنوب فلم تنهض مدنها على قدميها إلا بعد قيام الوحدة، فيما المحتلّ البريطاني الذي دام ١٣٩ عامًا لم يخلّف وراءه شيئًا يستحق الذكرَ.
والأخطاء التي حصلت للوَحدة وما بعد الوحدة كانت أخطاءً جسيمة، ولن يعالجها غير هذا القائد المنصف السيد عبدالملك الحوثي، وأنا كفيل أنه سيجبر ضرر الجنوب ويقدم التعويض لما حصل، أما أن جنوبيًّا سينصف جنوبيًّا فهذا مستحيل، فتاريخُ إخواننا حافلٌ بالصراعات والدماء والاقتتال، ويكفي أن إخوانَنا قبل عام ١٩٦٧ كانوا ٣٠ سلطنةً ومشيخة.
وكلمة الجنوب العربي -كما تفضّلتَ- مفهومٌ جديدٌ لم يكن له وجود، والحدودُ الوهمية صنعها الأتراك والبريطانيون لا أكثر ولا أقل..
ونقول لإخواننا: لا تصدّقوا البريطانيين بعد أن نهبوا الجنوبَ قرنًا ونصف قرن، لم يصنعوا لكم شيئاً، فقط أعطوا رواتب للمشايخ وعلّموا أولادهم اللغة الإنجليزية وعملوا شارعَ مدرم في التواهي، في ما أبقوا الناسَ جهلةً جياعًا حُفاة.
أما الوَحدةُ فقد أوصلت الطرقَ لكل مكان وأحدثت شيئاً من التنمية؛ فالتقى ابن البيضاء وذمار وصنعاء مع ابن عدن وأبين وحضرموت والمهرة؛ أي أن قَدَرَنا في الوحدة، والكل يعرف هذا وبدونها ستظل مصائبَنا دائمةً، وإخواننا بالمحافظات المحتلّة سيظلون إخوانَنا حتى وإن حضر الأمريكان والبريطانيون فقبائلنا بامتداداتها تعودُ إلى أصول مترابطة، إخوانًا وأصهارًا وأبناءَ عمومة.
– فيما يخص تواجُدَ قوات أمريكية في الجنوب.. أنتم أرجعتم هذا الحضور لطلب مرتزِقة التحالف دعم الأمريكان؟
في ١١ يونيو الماضي طلب المرتزِقةُ من المجتمع الدولي تأديبَ “المليشيات” في صنعاء حسب قولهم؛ لأَنَّ صنعاءَ قطعت عنهم بزبوز سرقة ثروة الشعب اليمني من النفط، وقلت إن هذا التواجدَ من المحتمل يكون نتيجةَ هذه الدعوة، وإن كان المشروع الأمريكي الغربي يتجاوز هؤلاء وغيرهم، وَإذَا ما تأكّـد لنا صحةُ هذه الدعوة فعلينا أن نقفِلَ “البزابيز” الباقيةَ التي يعتمدون عليها في حربنا والعدوان علينا.
– تقصد بزابيز الخليج في الرياض وأبو ظبي!!
نعم، ولا بُـدَّ أن يفهموا هذا الكلام جيِّدًا، فالمحادثاتُ التي بدأوها معنا لا بُـدَّ أن تكتمل وأن ينفَّذَ ما تم التفاهم عليه.
السيد القائد أقولها وأنا واثقٌ بأنه يعرفُ كيف يدير الحرب، ونعرفُ أن جنوحَ العدوّ للسلام جاء غصباً عنه وادعاؤه للسلام ليس صادقًا، لكن ومع كُـلّ هذا التمرد من العدوّ على الملف الإنساني عليه أن يعرف أن قائدنا رتب كُـلّ ما يلزم استعداداً لأخذ حقنا بالقوة كما رتب لغدر العدوّ الذي ممكن أن يحصل منه في أية لحظة، لقد رتّب جيشًا وتسليحًا وتخطيطًا وإمْكَانات تنبئ عن قوة وعن حنكة وهذا يثلجُ الصدر.
وقائدنا ما قال كلمة إلا وكان كُفْئًا لها وصادقًا فيها، في العام ٢٠١٨م قال إنه عام المسيَّرات وقد صدق ثم عام المجنَّحات، وهكذا.
هو لا يقول إلا الصدق، وهذا أمر له عظيم المكانة في نفوسنا كيمنيين.
فنحن معه وقد أعطى الفرصة الكبيرة للمحادثات ومنح الوسيط العماني الشقيق فرصة للوساطة، وقد أوصل رسالته للسعوديّين ومن جاورهم أن لا تركنوا على الخطة “ب” ومسلسل الفوضى، فهذا لن يكون وعندما يقول قائدنا إن هذا لن يكون فهو لن يكون.
وبالتالي فأنا أنصَحَ محمد بن سلمان أن يأخُذُ ما عرضه السيدُ القائد؛ فو الله إن قائدَنا الشخصُالذي سيحفظ علاقة اليمن والسعوديّة على أفضل ما يكون ولكن بندية، أما الذين اعتمدت عليهم السعوديّة والذين نهبوا ثروة ابن سلمان وثروة أبيه من سبعين عامًا وظلوا يصرفون عليهم لن يقدموا ولن يؤخروا، ونتيجته لن تكون غير الخسران المبين.
وعليه أن يتفق مع من واجهه وقاتله وأوقفه عند حده، فمن قاتلك هو القادر على عقد سلام مشرف معك، ونحن مسلِّمون له كصاحب القرار الأول والأخير وواثقون فيه، على عكس ما يفعل بهم المرتزِقة في المناطق المحتلّة فهم في نزاع ما بينهم على أقل القليل، وليس لهم رأس ولا رأي؛ ولهذا أقول للسعوديّين وغيرهم: المكتسي بأمريكا عريان، صالحوا اليمن عبر هذا القائد وعوضوا عن أخطائكم في شعب اليمن.
– تقول اليوم خلّوا السلاح صاحي؟
نعم، خلّوا السلاح صاحي، وأقول لمن أراد أن يستوعبَ إن بحريتَنا اليوم ليست بحريةَ الجمبري والشروخ وقصع الهنكن الألماني وبحرية فلان وفلان، فقد كانت في السابق تحرس سفن صيد الشروخ والسفن التي كانت تجرف الجرف القاري والمزارع البحرية وسفن الخمر.
بحريتنا اليوم هي التي فاجأتنا بإنقاذها سفينة صافر عام ٢٠٢٠م ولم نعلم بهذا إلَّا اليوم، لم تعرف بهذا مخابراتهم ولا جواسيسهم ولا أقمارهم، فإذا كانت هذه قدرات بحريتنا فهي البحرية التي ستواجهُهم في البحر الأحمر، وكما قال الرئيس المشاط، فلدينا إمْكَانية لضربهم ليس من البحر فقط بل من البر أَيْـضاً، وهنا عليهم أن يضعوا ألف خط تحت هذه الجملة.
والله سبحانه عندما يقول: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ”، فمعناه اعملوا ما تقدروا عليه والباقي سيقوم به الله ويأتي النصر والعون والتمكين من الله عز وجل فهو من سينصرنا، وَإذَا كان أطفالنا يقولون “الموت لأمريكا؛ فيوم النور اليوم الذي سيظهر الأمريكان بشخوصهم ليقاتلونا وجهاً لوجه، وقد تكون بداية النهاية لهم إذَا فكروا في هذا الخيار ومواجهتنا والتطاول على مياهنا الإقليمية.
في المقابل نؤكّـد أن غريمتَنا هي السعوديّة؛ فهي من جاءت بهؤلاء؛ فإذا ضربتنا أمريكا، فغريمُنا السعوديّة، وإن ضربتنا بريطانيا فالغريم السعوديّة، ولو ضربتنا حتى نيكاراجوا فغريمُنا السعوديّة، وعليهم أن يفهموا هذا؛ فالشرُّ إمَّا أن يتوقَّفَ عندنا وعندهم، وإما أن يعُمَّ الجميع، فلن يكونوا بمأمنٍ ولا بخيرٍ إذَا ما أرادوا بقاءَ الشر لنا وحدَنا، والسلام.