مرتباتُنا من نفطنا.. بقلم/ زهران القاعدي
ثماني سنوات من الفقر المدقِع الذي يعيشُه أبناءُ الشعب اليمني، وخَاصَّةً موظفي القطاع العام، بعد أن تم قطعُ مرتباتهم، والتي كانت تُصرَفُ من إيرادات النفط والغاز، التي كانت تورَّد إلى البنك المركزي بصنعاء، ومن ثم صرفها لجميع موظفي الدولة، استمر البنكُ المركَزي في أداء مهامه حتى بعد أن أُعلِنَ العدوانُ على اليمن، وهو يصرف المرتبات للجميع دون استثناء، حتى لأُولئك الذين انخرطوا في صف العدوان، واستمر حالُ البنك المركزي على مَـا هو عليه حتى قرّرت قوى العدوان، وعلى رأسها أمريكا، استهداف السيولة النقدية وتجميد الاحتياط البنكي من العُملة الصعبة، ونهب ثروة النفط والغاز، ونقل البنك المركزي إلى عدن، وَتعهَّدت حكومة الخونة والعملاء بدفعها -حسب تصريحات الدنبوع حينها-.
واجهت حينَها صنعاءُ تحدياتٍ كبيرةً، وبذلت الجهدَ الكبيرَ؛ للحفاظ على مؤسّسات الدولة من الانهيار، وبجهود جبارة ودعم شعبي كبير استطاعت -وبإيرادات لا تُذكر- مواجهة المحتلّ، وتأمين البلاد وتشغيل مؤسّسات الدولة وتوفير الخدمات الممكنة.
ومضى شهرٌ بعد شهر وحكومة الخونة والعملاء لم تدفع مرتبات الموظفين، وإيرادات النفط الغاز تذهب إلى “البنك الأهلي” السعوديّ وتتحكم فيها دول العدوان وتمنع صرفها، بتعمد واضح لتفاقم معاناة اليمنيين وطمعاً في ثرواتهم، فقد أمعنت دول العدوان في حربها على اليمن عسكريًّا واقتصاديًّا، وسعت لضرب العُملة الوطنية.
عملت صنعاء قدرَ الإمْكَان للحفاظ على العملة وسعت جاهدةً لإعادة مرتبات الموظفين المنهوبة من قبل تحالف العدوان، وَطالبت بصرفها مع كُـلّ جولة تفاوضية، وأبرزها تلك التي كانت في الكويت، وَأطلق السفير الأمريكي تهديداته بضرب العملة واعتباره مطالبَ صنعاء بصرف المرتبات في الجولات التفاوضية شروطاً تعجيزية، في دلالة واضحة أن من يتحكم بإيرادات النفط والغاز اليمني هي أمريكا.
إن مطلبَ اليمنيين اليوم هو صرفُ مرتباتهم من نفطهم وثروات شعبهم التي تنهبها أمريكا، وصرفها حقٌّ مشروع وليس مِنَّة من أحد.
لسانُ حالهم يقول إن الحَلَّ الوحيدَ لإنهاء أزمة المرتبات هو إعادة البنك المركَزي إلى صنعاء وإعادة الإيرادات إليه، وإنهاء الحصار، وخروج الاحتلال من برّه وبحره، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
التهرُّبُ من ذلك ومحاولة الاستمرار في الغطرسة وعدم التعاطي لمطالب اليمنيين من قبل تحالف العدوان هو الشيء الأخطر على الإطلاق، وعليهم أخذ تحذيرات قائد الثورة على محمل الجد، ولا مجال للمماطلة واللعب مجددًا.