رسالةُ الشعب اليمني إلى الوسيط العُماني.. بقلم/ منصور البكالي
يتابع شعبنا اليمني التحَرّك العماني المسؤول منذ بدء العدوان الأمريكي السعوديّ عليه، بكل تقدير ومحبة وترحيب، مثمناً للقيادة العمانية وشعبها الشقيق، عدم مشاركتهم في قتلنا وحصارنا وتدمير بنيتنا التحتية، ومحاولة تمزيق وطننا الواحد ونهب ثرواته واحتلال أراضيه.
شاكراً لكم الجهود الأخوية والمساعي العظيمة للتوسط بين صنعاء والرياض، عبر عدد من الجولات والتفاهمات التي مهَّدت الطريق لخفض مستوى التصعيد العسكري وإنجاح الهدنة وتمديدها لفترة أُخرى، وُصُـولاً إلى التهدئة المُستمرّة إلى اليوم، وما جرى خلال ذلك من تفاهمات ومقاربات في وجهات النظر بين الطرفين تفضي بوقف العدوان على شعبنا اليمني ورفع الحصار عن كافة موانئه ومطاراته، وتسليم مرتبات موظفيه في مختلف المحافظات اليمنية، من إيرادات النفط والغاز، وإطلاق سراح كافة الأسرى والمفقودين والمختطفين الكل مقابل الكل، استناداً لمخرجات اتّفاق السويد.
وفي هذه الفرصة الأخيرة: التي منحتها القيادةُ الثورية والسياسية للأعداء، وأفسحت لوفدكم المجال مجدّدًا لعل وعسى ينجح في إلزام الرياض بسرعة تنفيذ التفاهمات التي وصلت إليها المباحثات السابقة وعلى رأسها تنفيذ البنود الإنسانية، وفق إطار زمني محدّد ومتفق عليه، نجدد تفويضنا للقيادة في صنعاء، ونحذر الرياض عبركم من تكرار تهربها وارتهانها لتدخلات الأمريكي والبريطاني في المفاوضات، كما حصل في مختلف الزيارات السابقة وما تم الاتّفاق عليه بين الطرفين.
وأمام استمرار جهودكم المباركة، ووجودكم المرحب به بيننا ومعرفتكم عن قرب لمعاناتنا، لن نقول لكم: ماذا لو كنتم مكانَنا -لا سمح الله-، ونحن مكانكم، وماذا لو قطعت رواتبكم، واحتلت أرضكم، ونهبت ثروات وخيرات شعبكم، هل ستقبلون بتأخير صرف مرتباتكم، وأبنائكم جوعى! ومرضاكم محاصرون من السفر للعلاج، فيموتون بالعشرات يوميًّا أمامكم دون أية حيلة؟ هل ستقبلون بوجود قوات أجنبيه في بلادكم، هل ستقبلون أن يباع نفطكم وغازكم وتودع قيمتهما في بنك دولة تقود عليكم العدوان والحصار لـ9 أعوام؟ وهل ستقبلون بتقسيم بلادكم واحتلال جزركم وممراتكم… إلخ؟، بالطبع لن تقبلوا.
وهنا نحب أن نذكركم ونذكر العالم معكم بأن مطالبنا منذ أول يوم من العدوان والحصار علينا محقة ومشروعة وواضحة، لا غبار عليها، ولا يمكن لأي حر من أحرار العالم أن ينتقدها، أَو يجد فيها انتقاصا من حقوق الآخرين أَو أدنى محاولة للسطو على ما ليس حقاً لنا، ومحاولة الحصول عليه بأية وسيلة، ولا فيها أي تعال على أي طرف هنا أَو هناك، أَو أي مطالب تعجيزية يستحيل تنفيذها، عبركم أَو عبر الأمم المتحدة.
كما نأمل منكم أن تكونوا عند حسن ظننا وظن قيادتنا بكم، وألا يحوِّلَكم الأمريكي والبريطاني أَو غيرهم إلى مطيةٍ بأيديهم؛ لإضاعة الوقت، وتأخير شعبنا اليمني عن انتزاعه لحقوقه العادلة بيده، وببأس الله وعونه ونصره، فيستمر الأمريكي في تحريككم حينما يكون لتحريككم فائدة له، أَو يوقفكم ويعرقل مساعيكم ويرفض تنفيذ ما وصلتم إليه، وفقاً لاستمرار تنفيذ مخطّطاته ومؤامراته ونجاحها على حساب حقوق أبناء الشعب اليمني.
وأخيراً: حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً، ونسأل الله لكم العون والسداد والتوفيق، وأن يحقّق على أياديكم ما يوحد به أبناء الأُمَّــة وشعوبها، وحكوماتها، وما يجمع كلمتها ومواقفها تجاه أعدائها الحقيقيين المتربصين بها ليل نهار، وما يخرج شعبنا مما هو فيه من العدوان والحصار والاحتلال.