فسادُ بني إسرائيل في الماضي والحاضر.. بقلم/ راكان علي البخيتي
(وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسرائيل فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبيراً).. هكذا تحدث القرآن الكريم عن فساد بني إسرائيل في الماضي والحاضر وبالتحديد في زمن نبي الله موسى -عليه السلام- حين كانت تحدث آيات الله أمام أعينهم كعصا موسى وانفلاق البحر ونزول مائدة لهم من السماء لَكنهم كذّبوا وجحدوا كُـلّ تلك الآيات الكريمة وسارعوا إلى عبادة الأوثان والركوع والتبرك بعجل السامري، واتخذوا منه إلهاً، حَيثُ قال الله لهم من بعد ذَلك العمل: “وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِـمُونَ”.
لكنهم اليوم يقومون بارتكاب أبشع الجرائم، حَيثُ كانت آخر جريمة هي إحراق المصحف أمام الرأي العالمي، ومع ذَلك الحدث الذي يُدمي القلب ويندى له الجبين ويقشعرُ له البدن، كان الرد من الشعب اليمني الخروج بمظاهرات كبيرة وغاضبة ومندّدة بذَلك العمل الإجرامي ومتوعدة بالرد على من قام بإحراق المصحف الكريم.
مع أن بعض الشعوب العربية والإسلامية لم تُندّد بكلمة واحدة أَو تصدر أي بيان وهذا دليل على الذُل والهوان الذي وصلت إليه بعض الشعوب العربية ومنها دول الخليج الذي لطالما ابتعدوا عن طريق الحق والطريق الصحيح الذي سار عليه الأنبياء والرسل وأعلام الهدى.
وما زالت أنظمة الخليج تُقيم العلاقات مع دول الاستكبار والغي حتى وصلوا إلى هذه النتيجة السلبية وستستمر في الخضوع بالتزامن مع استمرارها في بناء العلاقات المحرّمة وستُصبح شعوبها جنوداً للأنظمة الغربية بقيادة أمريكا وإسرائيل التي يقوم برعايتها النظام الماسوني الخبيث الذي يسعى إلى كسر شوكة العرب ويتفنن في إفساد الأُمَّــة الإسلامية، ويقوم بتشويه صورة المسلمين فيأمرهم بالفحشاء والمنكر حتى يتفشى الفساد في شعوبهم وتُصبح تلك الشعوب مرتعاً للشيطان الأكبر أمريكا.
إن الماسونية العالمية التي ترعاها أمريكا وإسرائيل قد أصبحت متواجدة في داخل بعض الشعوب العربية، حَيثُ أصبح الجميع يلاحظ ذَلك من خلال فساد بعض الشعوب وانحلال أخلاقها والتخلي عند مبادئ الإسلام الحنيف من بعض أنظمتها العميلة، حَيثُ قامت بعض الدول العربية بفتح المراقص والبارات وإنفاق الأموال في الهالوين الذي تُذهب زكاء النفس وتجردها من القيم والأخلاق وهذا العمل بإشراف الماسونية العالمية وهي التي كانت مؤخّراً بترويض بعض الشعوب العربية عبر قنواتها التي تبُث الأفلام المحرمة والمسلسلات الفاضحة وإفساد العقيدة الصحيحة والغريب في الأمر أن أكثر هذه القنوات تُدار من قبل بعض الشخصيات العربية، مثل شركة روتانا التي تسيطر على معظم الإنتاج التلفزيوني العربي والذي يقوم بإدارتها الأمير السعوديّ الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود وبترخيص من النظام السعوديّ ومعه الشريك والداعم الصهيوني روبرت مردوخ أحد أكبر الموالين للنظام الصهيوني وأكبر الإعلاميين في العالم، حَيثُ يسيطر على الكثير من الصحف والقنوات الفضائية التي تعمل لخدمة الماسونية العالمية.
وتقوم بنشر الفساد الأخلاقي ومحاربة الدين الإسلامي بكل وسائلها المختلفة.
إن الهجمة الشرسة والممنهجة التي يقوم بها الصهاينة والأمريكيون على القرآن الكريم هي في الأصل خدمة للماسونية العالمية التي تعمد إلى نشر أفكارها وثقافاتها التي تؤدي بالمجتمعات إلى الكفر والإلحاد وعبادة الشيطان.
وبالتزامن مع هذه الأحداث فقد وضح الله في القرآن الكريم فسادهم وقُرب نهايتهم المحتومة وسقوط أنظمتهم بإذن الله على أيدي أعلام الهدى والمؤمنين الأحرار في هذا العالم.
حيث قال الله تعالى: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أول مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”.