التحَرُّكاتُ الأمريكية في المنطقة مخطّطات مبيَّتة.. بقلم/ فضل فارس
التحَرُّكاتُ الأمريكية في المنطقة، وخُصُوصاً في المياه الإقليمية والدولية تأتي ضمن مخطّطات عدائية مدروسة وَمبيَّتة.
حيث عمد الأمريكيون إلى تعزيز وجودهم البحري في البحر الأحمر بمحاذاة الممر البحري باب المندب وعلى مقربة كذلك من مضيق هرمز وبحر العرب.
مع أَيْـضاً ما حدث وبالتزامن مع تعزيز وجوده العسكري في سوريا، وَاستقدام قطع بحرية وطائرات حربية متطورة إلى المنطقة.
الأمريكيّ، بالتعاون مع البريطاني والكيان الصهيوني -التي أثبتت المرحلة توحدهم في قطب شر عدواني- قد أصبحوا يشعرون أنهم على وشك فقدان السيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي لطالما ظلت وإلى عهد قريب مناطق نفوذ ومصالح لهم.
الشعور الأمريكي بذلك يأتي نتيجة تغيرات دولية كبيرة في واقع المنطقة أَدَّت إلى تحولات جذرية في ميزان القوى على المستوى العالمي.
وبات مكشوفًا أنهم يسعون وعبر نشرهم تلك القوات البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في المياه اليمنية؛ لإيجاد موطئ قدم مهم يكون لهم به الثقل والتحكم بالعالم.
وباب المندب -كما يتصورون ويظهر من تحَرّكاتهم الأخيرة- سوف يلبي لهم تلك الأمنية وذلك القدم الذي يريدونه في جسم هذه الأُمَّــة؛ وذلك لما يمثله باب المندب من أهمية؛ باعتباره من أهم الممرات البحرية في العالم والرابط البحري الأَسَاسي بين قارات آسيا وإفريقيا وأُورُوبا وما يتعلق به أَيْـضاً من طرق تجارية دولية هامة.
هذه التحَرّكات العدائية وذلك الانتشار العسكري في البحر الأحمر المترافق أَيْـضاً مع ذرائع عودة تنظيم القاعدة بشكل كبير في المحافظات الجنوبية المحتلّة -وهذا ما يكشف مدى التنسيق الأمريكي المفضوح مع تلك الجماعات- تأتي لتشكيل منظومة الذرائع التي تستدعي تواجدهم العدواني لـ “حماية الملاحة البحرية” كما قد تم التخطيط له.
كذلك ما هو معلوم أَيْـضاً في هذه الفترة من تولي السفير الأمريكي، ستيفن فاجن، لزمام التحكم الأَسَاسي والفعلي لتلك المناطق المحتلّة قرابة الممر البحري.
وبهذا يمكن القول: إن الوجود العسكري الأمريكي يهدّد أمن الملاحة في هذا الممر المائي المهم والحيوي بذرائعَ واهيةٍ لا تمُتُّ للواقع بأية صلة.
وَلردعه ومواجهته، تُطلِقُ صنعاءُ إنذاراتها الحاسمة بأن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية أرض يمنية والسيادة عليها كاملة وَتامة، والأمن فيها سيكون من أولويات اليمن -شعبا وحكومة- وما على الدول الاستعمارية إلا أن تعيَ مضمونة الإنذار والوعيد وكذا أن تحسب الحساب الجاد لمضمون هذا التحذيرات.