العدوانُ والمرتزقة وطابورُ النفاق وتشدُّقُهم بالرواتب.. {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ}.. بقلم/ محمد سعيد المُقبِلي
نجد المرتزِقة وطابور النفاق في الداخل والخارج ما بين الحين والآخر، تعلو أصواتهم ويزيد ضجيجهم وتطبيلهم فجأة، في الزمان والأوان نفسه الذي نجد الأعداء وقنواتهم وإعلامهم يضجون بشكل كبير بما يخص الرواتب، وهذه الضجة دائماً ما تكون في مراحل حساسة، وقبل وأثناء كُـلّ جولة من المفاوضات، فالعدوّ يستغلها ويقوم بتحريك طابور النفاق والعمالة والارتزاق للتطبيل، وبث الشائعات، والضجة، والإرجاف بين الناس، والتشدق بالمطالبة بالراتب كذباً، وهم لا يهمهم رواتب الموظفين ولا يهمهم أمر هذا الشعب؛ وإنما يهمهم ما سيدفعه لهم تحالف العدوان، فيشتغلون بشكل مكثّـف بالإرجاف بين الناس، وكلّ ذلك؛ مِن أجلِ الضغط على صنعاء في المفاوضات للتنازل بأشياء من حقوق هذا الشعب وهذا البلد؛ لذلك نجدهم يشنون حملات بشكل كبير ومكثّـف بشأن الراتب قبل وأثناء كُـلّ جولة من المفاوضات.
فالعدوّ وطابور النفاق ليسوا حريصين على هذا الشعب ولا على رواتبه أبداً؛ بل حريصين على الحفاظ على المحتلّ الخارجي ومساعدته وتنفيذ أجندته ومخطّطاته داخل بلادنا.
أما أنصار الله فقد جعلوا رواتب الموظفين اليمنيين من أولوياتهم في هذه المفاوضات، وربطوا نجاح المفاوضات بهذا الشرط (تسليم الرواتب).
وأما المرتزِقة المتشدقون، فهم كاذبون، لا يهمهم رواتب الموظفين ولا يهمهم شأن أي مواطن يمني، فهم من يسيطرون على كُـلّ أماكن النفط وثروات ومقدرات الشعب اليمني التي لطالما كانت الرواتب لا تُصرف إلا من عائداتها، وهم من نقلوا البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وهم من قطعوا الراتب مباشرة بعد نقله، وهم من يوردون عائدات النفط والغاز وكلّ الإيرادات الخَاصَّة بهذا الشعب وهذا البلد إلى البنك الأهلي السعوديّ، وهم… وهم… إلخ.
وكم وكم هناك من الأشياء والفضائح التي يُظللونها ويُغطونها بمكرهم وأساليبهم الملعونة، وطرقهم الشيطانية، بِحرفِ وتوجيه أنظار الناس إلى قضايا هامشية وقد لا تكون مهمة، وإبعاد الأنظار عن القضايا المهمة وعن الحقائق وعن فسادهم وسرقتهم الكارثية من حقوق هذا الشعب، والتي من المفترض أن تكون محط أنظار الجميع وأولى اهتماماتهم وأحاديثهم..
ثم يأتي طابور النفاق وبدون حياء ليضجوا على الرواتب وهم من سرقوها!!
مثل اليهود الملاعين عندما يربُّون أبناءهم وأطفالهم على كرهِ نبي الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، بهذه الطريقة: يأخذ اليهودي أي شيء بحوزةِ طفله (طعام، أَو غيره) ويخفيه عنه، وعندما يبحث الطفل عنها وينزعج ويبكي حين لا يراها، فيقول له ذَلك اليهودي أن محمداً هو من أخذها؛ مِن أجلِ ترسيخ الكره والعداء لرسول الله صلوات الله عليه وآله، وتربيتهم على ذَلك.
فما أشبه ذلك بالمرتزِقة وطابور النفاق والعملاء والمطبلين {{تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}}.