صبرُ القيادة لن يستمرَّ إلى ما لا نهاية.. بقلم/ محمد الضوراني
العدوان والحصار على الشعب اليمني الحر والمجاهد، هذا الشعب الذي حمل روحية الإيمان وتحَرّك بوعي وثبات واستبسال في قضية هي الحق والعدل في مواجهة هجمة ظالمة على أبناء الشعب اليمني الذي رفض الوصاية ورفض المشاريع البعيدة عن الهويَة الإيمانية لهذا الشعب وأصالته ومواقفه المشرِّفة والحكيمة مع القضية الفلسطينية، وكلّ قضايا الأُمَّــة الإسلامية وضد مشروع أمريكا وإسرائيل وعملائهم في المنطقة وأهدافهم الشيطانية.
إن الشعب اليمني ومنذ أكثر من تسع سنوات من العدوان والحصار ورغم المعاناة نتيجة الحصار وقطع المرتبات ونهب ثروات هذا الشعب واحتلال المحافظات اليمنية وبمساندة المرتزِقة والعملاء، رغم كُـلّ ذلك هو مُستمرّ في مواجهة هذا العدوان وهو يحمل الوعي والبصيرة ويقف مع قيادته الثورية، قيادته القرآنية، قيادة تحمل الوعي والبصيرة والإيمان، ولا يمكن أن تتخلى عن هذا الشعب وقضايا هذا الشعب وحرية واستقلال هذا الشعب.
إن قيادتنا الثورية والسياسية تتحَرّك وفق مشروع صحيح ومنهجية صحيحة وأهداف صحيحة وسليمة لا يمكن التخلي عنها أَو القبول بأنصاف الحلول.
إننا اليوم نجد النتائج المثمرة لهذا الشعب نتيجة حتمية للتحَرّك السليم والمواقف السليمة الذي تبناها هذا الشعب ورفض مشروع الاحتلال بكافة عناوينه والذي عمل عليها المعتدين لتقسيم وتمزيق وتفتيت هذا الشعب بعناوينَ مناطقية أَو مذهبية أَو غيرها من العناوين التي رفضها هذا الشعب.
إن الحكمة للقيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- في مواجهة العدوان وفي تماسك وترابط هذا الشعب وفي تعزيز الروحية الإيمانية لدى هذا الشعب وفي حزمه وثباته في مواجهة العدوان وكسر العدوان عسكريًّا وأمنيًّا، وفي حفظ السلم الاجتماعي لهذا الشعب مقارنة بالمحافظات المحتلّة والتي تخضع للاحتلال والاستعمار والوصاية، نجد اليوم الحكمة للقيادة في الصبر مع الإعداد الاستراتيجي وفي قبول الحلول وفق مبادئ ومنطلقات وأهداف ثابتة لا يمكن أن تتغير أَو تتبدل، لا يمكن التخلي عنها والقبول بأنصاف الحلول على حساب كرامة واستقلال وحرية هذا الشعب المجاهد والمؤمن والصامد.
إننا اليوم نجد الأعداء في حالةٍ من التخبط والانهزام ومحاولة لتحقيق أي انتصار في أي مجال من مجالات الصراع، تحَرّك القيادة الثورية والسياسية تحَرّكاً واضحًا، والصبر للقيادة لن يدومَ وَالصبر لن يستمر ما دام العدوانُ وأدواته مُستمرِّينَ في ممارسة أساليب الاحتيال والتملص من الالتزامات والتعهدات، وبالأخص الجانب الإنساني المتعلق بأبناء هذا الشعب في حق هذا الشعب في ثرواته وموارده الاقتصادية والتي تنهب من دول العدوان، وقد حذرت القيادة الثورية قوى العدوان أن الصبر سوف ينفد والقادم أعظم، وهم يعلمون أن الشعب اليمني وجيشه وأحراره وشعبه لن يسكت ولن يقبل بالوصاية ولن يقبل بغير الحرية والاستقلال من منطلق إيماني، وأن العدوان إذَا رفض السلام المشرف واستمر في حصاره وعدوانه فَــإنَّ الخيار الوحيد لهذا الشعب هو كسر حصارهم وتحقيق معادلة الردع وفق مسار أكبر وأعظم لن يستطيع تحمله العدوان وأدوات العدوان وأيادي العدوان ودول العدوان.
الخيار الوحيد لكم يا معتدون القبول بالحلول الصحيحة والحلول السليمة والحقوق المشروعة لهذا الشعب في أرضه وثرواته وموارده وحريته واستقلاله، ما لم فَــإنَّ الخيارَ الوحيدَ هو تلقينه الدروسَ التي ليست في صالحهم، وقد أعذر من أنذر، لتسمعوا وتعقلوا وتفهموا تحذير السيد القائد لكم قبل أن ينفد الصبر وتخسرون أنتم، فالله أقوى والله أعظم والله مع الصادقين ومع الأحرار ومع أولياء الله ومع المؤمنين.