لم تكن نيةَ سلام بل كانت تجهيزات عدائية.. بقلم/ أم الحسن الوشلي
من طرف معروف كان كُـلّ شيء مُجَـرّد حبر كاذب على الورق، وتعهدات منقوضة ووعود مختزلة، وتأجيل الجلسات خوفاً من تنفيذ الحكم.
تبرئة الجاني من الجريمة، والتهمة للمجني عليه ليكون القصاص للقضية كاملة، ويسكت عنها في المحكمة المنصاعة للمال الأكثر، ويعتبر التحذير تهديداً وتحدياً، محاولة لإعدام من طالب بالإنصاف للقضية الأَسَاسية، وليبقى الثعلب المكار رابحاً في الكذبة اللا منطقية.
هذا ما يدعى بالهدنة في اليمن.
يوقع العدوان على أوراق الهُدنة الكاذبة ثم ينقض العهد لتوقيعه، فقد كان التوقيعُ فقط من باب الخُدعة والاحتيال؛ لأنهم يعلمون جيِّدًا أن أنصار الله يمشون على تعاليم القرآن الكريم، ولهم مبادئ وقيم وإن قالوا فعلوا وإن عاهدوا صدقوا، إذن هي الهدنة في الحقيقة من طرف واحد ويقوم العدوان بأعماله وسياسته العدائية وأساليبه المنمقة المتسترة خلف سترة شفافة تدعى بالبحث عن السلام، بينما الحصار يمكث في اليمن براً وبحراً وجواً، وهَـا هي القوات الأجنبية المتحالفة، تزحف في البحر على مواقع حدود اليمن لتكون في جاهزية الهجوم بدلاً عن الهدنة.
كانت الهدنة مُجَـرّد كذبة مصبغة بالتواطؤ الأممي المنصاع للمال الأكثر.
فهل كانت الهدنه للبحث عن السلام حقاً؟
أم أنها تقصد الاستسلام المستحيل أن يكون؟
إنها هدنة الخوف من القادم من اليمن، يعلمون جيِّدًا أن الأحرار في اليمن لن يسكتوا عن القضية الأَسَاسية، وسيتم الحكم على كُـلّ من تعدى على اليمن ونهب ثرواتها أَو سعى لاستعمارها وتواطأ ونقض العهود معها، كما يرون تقدم اليمن الكبير في تطوير أسلحتها، وَقدرتها العالية في الوصول إلى عمق أوكارهم ويرون الجيل الصاعد بثقافة راقية، ووعي كافٍ وكمال في المواجهة الميدانية العسكرية..
فاليوم عندما يحذر السيد القائد والحكومة والشعب في اليمن، فَــإنَّهم يقومون بإقامة الحجّـة، فقد سبق وشرحنا المعاناة في اليمن، وقد سبق وطالبنا بحقوقنا الإنسانية والاقتصادية والوطنية، وقد سعت حكومة صنعاء والقيادة الحكيمة بكل صدق وأمانة للمفاوضات بحثاً عن السلام الحقيقي والمشرف، بينما سعوا هم للمفاوضات المتلاعبة بالمكر من قبل دول العدوان كُـلّ مرة، والتزمنا بالهدنة المنكوثة من جانبهم، ويستحيل أن نقبل بأن يبقى الوضع كما هو، وهذا هو آخر تحذير أَو مطالبة بالحق الإنساني والقانوني والاقتصادي والوطني كافة، أَو شرح للقضية الأَسَاسية، أَو أنه كما يقولون تحد وتهديد، ليفهموها كما يشاؤون فقد طفح الكيل.
وها هي اليمن تثبت أنها ستنال النصر مهما كانت التحديات والآفاق، وهَـا هو انطلاق فعاليات المؤتمر الحقوقي الحواري لوزارة حقوق الإنسان اليوم بمشاركة نخبة من الحقوقيين والقانونيين والسياسيين من عدة دول عربية وأجنبية يثبت جدارة حكومة صنعاء في اليمن بأن باستطاعتها أن توصل صوتها للعالم أجمع، وتشارك فعالياتها مع دول عالمية أُخرى رغم ما تعانيه من ضغوطات ومحاولات لعزلها عن العالم وإسكاتها عن المطالبة بحقوقها أَو الكشف عن الجرائم التي تمتد فيها.
إن هذه خطوة من التحديات التي تواجهها اليمن وحكومة صنعاء، فَــإنَّ العدوان يسعى لطمس الحقوق إن كان الموضوع يتعلق باليمن، وللأسف الشديد أن الأمم المتحدة المتمعمعة في القضايا الحقيقية لا تصدر أي إشعار يشهد بالحق القانوني أَو الإنساني على الأقل في اليمن، ولهذا لن يقف اليمن مكانه مكتوف الأيدي، سيوصل صوته ويدافع عن نفسه ويسترجع ما نهب منه ويحافظ على ثرواته، سيصرخ ولن يسكت وسيضرب بيد من حديد ولن يتردّد في هجومه على المناطق الحساسة للعدو مهما كان مدى بعدها أَو قوة التحدي بينه وبينها فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص… والبادئ أظلم “سنثأر”.