أمريكا تؤكّـدُ إصرارَها على حرمان الشعب اليمني من المرتبات
المسيرة: خاص:
جدّدت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية تأكيدَ إصرارها على مواصلة حرمان الشعب اليمني من حقوقه الإنسانية المشروعة، وعلى رأسها حقُّ صرف المرتبات من إيرادات الثروة الوطنية، حَيثُ أكّـد مبعوث البيت الأبيض إلى اليمن، تيم ليندركينغ، نهاية الأسبوع المنصرم، أن واشنطن ترى أن الطريق “الوحيد” لمعالجة مِلف الرواتب هو أن تتفاوضَ صنعاء مع المرتزِقة بدلاً عن السعوديّة؛ الأمر الذي يتيح المجال أمام دول العدوان للتنصل عن الالتزامات ومواصلة تجويع الشعب اليمني.
وفي إيجازٍ صحفي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية، أكّـد ليندركينغ أن موقف الولايات المتحدة يركز بشكل رئيسي على الدفع نحو إجراء مفاوضات “يمنية -يمنية”، وأنها تعتبر هذه المفاوضات “الطريقة الوحيدة لحل المشاكل الاقتصادية ومعالجة الأزمة الإنسانية” بحسب تعبيره.
ويمثل هذا التصريح تأكيداً رسميًّا إضافيًّا على رفض الولايات المتحدة للجهود التي تبذلها الوساطة العمانية؛ مِن أجل التوصل إلى اتّفاق بين صنعاء والرياض لصرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز؛ وهو ما يعني بدوره أن واشنطن تصر على محاولة التحكم بالمشهد التفاوضي، وفقاً لرغبتها الواضحة في استمرار معاناة اليمنيين.
وكان ليندركينغ قد أكّـد هذا الموقف الأمريكي المتعنت في عدة تصريحات سابقة، لكن التصريح الأخير يأتي بعد الإعلان عن الترتيب لجولة مفاوضات جديدة بين صنعاء والرياض برعاية الوساطة العُمانية، وبالتالي فهو يمثّل تأكيداً واضحًا على أن الولايات المتحدة لن تغيّر موقفها وستواصلُ الدفعَ نحو حرمان الشعب اليمني من عائدات الثروة النفطية.
ويعتبر ربطُ الاستحقاقات الإنسانية بالتفاوض مع المرتزِقة التفافاً واضحًا على مطالِبِ الشعب اليمني وعلى عملية السلام بشكل عام؛ لأَنَّه يقدِّمُ الصراع كصراع داخلي، ويقدم دول العدوان كوسطاءَ وداعمين للسلام؛ الأمر الذي يتيح لها التنصل عن أية التزامات ومواصلة العدوان والحصار والاحتلال بدون عواقب.
وقد أكّـد ليندركينغ ذلك خلال الإيجاز الصحفي الذي أخبر فيه الصحفيين بأن الولاياتِ المتحدةَ تعتبرُ السعوديّة داعماً لعملية السلام التي حرص بشكل متكرّر على أن يصفها بأنها يجب أن تكون “يمنية -يمنية”؛ وهو ما يعني أنَّ واشنطن ستقف بشكل مُستمرّ ضد أية محاولات للتوصل إلى اتّفاق يلزم السعوديّة بأي شيء.
وتضعُ هذه التصريحاتُ المزيدَ من علامات الاستفهام على موقف السعوديّة التي تلقت مؤخّراً تحذيراتٍ مباشرةً وشديدةَ اللهجة من جانب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي أكّـد أن خضوعَ النظام السعوديّ للرغبات الأمريكية ستكون عواقبه وخيمة، وأن اقتصاد المملكة وطموحاتها الاستثمارية في نيوم وغيرها لن تكونَ بمأمن في ظل استمرار حرمان الشعب اليمني من حقوقه واستمرار احتلال أجزاء من الجمهورية اليمنية.
وأوضح قائدُ الثورة أن السعوديّةَ والإمارات لا زالتا تخضعان للإرادَة الأمريكية، برغم إدراكهما لكلفة استمرار العدوان والحصار، في إشارةٍ إلى أن العدوّ ملتزم بالموقف الأمريكي المتعنت إزاء استحقاقات الشعب اليمني.
وكان ليندركينغ قد أكّـد في تصريحاتٍ سابقة أن الولايات المتحدة تعتبرُ مسألةَ صرف المرتبات من إيرادات البلد “معقَّدة وتهدِّدُ مستقبلَ البلد”، وتعتبر الاستحقاقات الإنسانية للشعب اليمني “مطالِبَ غيرَ واقعية ومستحيلة”.
وحاول ليندركينغ -بشكلٍ فَجٍّ في تصريحاته الأخيرة- تصويرَ التهدئة الهشة وما تتضمنها من رحلات جوية محدودة للغاية وغير كافية كـ”إنجازات” لما أسماه “الدبلوماسية الأمريكية”؛ وهي محاولةٌ مكشوفةٌ لتضليل الرأي العام وتقديم الولايات المتحدة كوسيط سلام؛ مِن أجل توفيرِ غِطاءٍ دعائي؛ لمواصلة التحَرّكات العدائية المُستمرّة على كافة المستويات.