العجري: جهودُ استعادة المرتبات سلمياً وصلت منطقةً حرجةً تهدّدُ وقفَ إطلاق النار
المسيرة: خاص:
وجَّهت صنعاءُ رسالةَ إنذار جديدة للعدو، أكّـدت فيها أن الجهودَ المبذولةَ لاستعادة حق الشعب اليمني في الحصول على المرتبات من إيرادات الثروة الوطنية وصلت إلى “منطقةٍ حرجة”، وأن استمرار تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بالتعنُّت إزاءَ هذا الحق يهدِّدُ التهدئة “الهشة”، وينذِرُ بعودةِ التصعيد.
وقال عضوُ الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، في تغريدةٍ له: إنَّ “الوفدَ الوطني والقيادة السياسية ركَّزا الجهودَ على استعادة حق الموظفين اليمنيين في المرتبات بطرقٍ سلمية”، مُضيفاً أن “الوضع الآن في منطقة حرجة”.
ويعتبر مِلَفُّ المرتبات من المِلفات ذات الأولوية القصوى التي تعمل صنعاء على معالجتها من خلال الجهود التفاوضية، حَيثُ يدفع الوفد الوطني نحو التوصل إلى تفاهم لصرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز؛ باعتبار ذلك حقاً مشروعاً وبديهياً لأبناء الشعب اليمني، لكن دول العدوان ورعاتها الغربيين يصرُّون على استمرار الاستحواذ على عائدات الثروة النفطية ونهبها واستخدامها كورقة ابتزاز وسلاح تجويع، ومصدر تمويل للمرتزِقة.
ويأتي تصريحُ العجري بعد أَيَّـام على إعلانه عن الترتيب لجولة تفاوضية جديدة، أكّـد أن الوفد الوطني سيعمل على جعلها “حاسمة” فيما يتعلق بالاستحقاقات الإنسانية وعلى رأسها المرتبات.
وأكّـد العجري في تغريدته أنه “إذا أوصل تحالف العدوان الأمور لطريق مسدود فَــإنَّ الأمورَ ستأخذُ مساراً تصعيدياً”، مُضيفاً أنه “يجبُ على المجتمع الدولي والأمم المتحدة إدراكُ حقيقة أن قضية المرتبات أصبحت مهدِّداً جدياً لوقف إطلاق النار الهَشِّ”.
ويحملُ هذا التأكيدُ رسالةَ إنذار واضحة لدول العدوان ورعاتها بأن المجالَ لم يعد متاحاً للمراوغة، وأن الخياراتِ المطروحةَ على الطاولة أصبحت محدودة وواضحة ولا سبيل للتحايل عليها؛ وهو ما يشيرُ إلى أن صنعاءَ تمضي في طريق حسم العملية التفاوضية وإنهاءِ الوضع الراهن.
وكان رئيس الجمهورية مهدي المشاط، أكّـد خلال لقائه الوفد العماني الذي زار صنعاء مؤخّراً، أن الوقت ليس مفتوحاً أمام دول العدوان للتهرب من الاستحقاقات والالتزامات، وأن “صبر اليمن أوشك على النفاد”، وقد جاء ذلك بعد جُملةِ رسائلَ شديدة اللهجة وجَّهها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لدول العدوان، أكّـد فيها أن الفرصة المتاحة للوسطاء قد بلغت قدراً كافياً، وأن استمرارَ الوضع الراهن غير مقبول، محذراً النظام السعوديّ من أن عواقب الخضوع للرغبات الأمريكية والبريطانية سيعودُ عليه بعواقبَ وخيمة تمس اقتصاده وطموحاته الاستثمارية.
ويأتي تصريحُ عضو الوفد الوطني عبد الملك العجري، في الوقت الذي تواصلُ فيه الولاياتُ المتحدة الأمريكية قطعَ الطريق أمام تنفيذ مطالب الشعب اليمني، ومنها صرفُ المرتبات، حَيثُ جدد مبعوث البيت الأبيض إلى اليمن، تيم ليندركينغ، مؤخّراً، التأكيدَ على أن واشنطن تربط الاستحقاقاتِ الإنسانية للشعب اليمني بشرط التفاوض مع المرتزِقة، وتحويل القضية إلى قضية صراع يمني –يمني؛ الأمر الذي يعبّر عن إصرارٍ واضح على مواصلة العدوان والحصار والتجويع.