استراتيجيةُ فرعون أمريكا وغرقه في البحر.. بقلم/ شهاب الرميمة
على مرأى ومسمعِ العالم الصامت والمنافق تحاول رأس الشر والاستكبار أمريكا من فرض هيمنتها على نطاقٍ واسع من الجزيرة العربية بشكل عام وعلى اليمن بشكل خاص وباستراتيجيات مختلفة وتكتيكات متنوعة وكل تحَرّكاتها مدروسة ومنظمة سلفاً ويعكف على تخطيط كُـلّ خطواتها ساسةً من اللوبي الصهيوني المملوئين بالحقد والعداء للإسلام ومبادئه ويرسمون كُـلّ خطوةُ بعناية ونظرة بعيده للمستقبل وبمكر وخبث مدروس.
منها ما هي تحت عنوان مكافحة الإرهاب عبر تأسيس المدرسة الوهَّـابية الذي كان من إنتاجها وإخراجها وتمويلها ثم العمل على تلميع صورة هذه المدرسة لشد الناس إليها والإيعاز لها بتحقيق مآرِبُها بخلق الصراعات الدينية والطائفية تحت مسمياتٍ عدة ظاهرها الدفاع عن “السنة والصحابة” وباطنها العمل على شق وحدة الأُمَّــة وتمزيقها وإضعافها عبر مفخخاتها الفكرية وأحزمتها الناسفةَ حتى تبرّر تواجدها تحت مسمى محاربة الإرهاب ونشر السلام ودعم الأمن والاستقرار، وتارةً تُمرر مخطّطاتها تحت غطاء الإنسانية وتوزيع الإغاثات والمساعدات الغذائية الفاسدة والتعليمية الهدامة، وعبر الحقوق والحريات التي تتنافى مع المبادئ والقيم الإسلامية والأعراف القبلية.
وهذا ما أوكلته للمنظمات للقيام به لاستهداف المجتمع اليمني في هُــوِيَّتهِ وإيمانهِ وهدمِ أخلاقهِ وانحطاطه وهذه الخطوة المهمة التي تعتمد عليها؛ لتسهيل مهمتها؛ فبهدم الأخلاق تسفك الأوطان، ومع كُـلّ هذا وذاك كان في مواجهة كُـلّ هذه الاستراتيجيات وهذه التكتيكات في اليمن علم الهدى وقائد مشروعها، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي الذي تحَرّك بمبدأ عين على القرآن وعين على الأحداث، مستعيناً بالله لإعداد الأُمَّــة وتهيئتها لمواجهة هذه التكتيكات عبر توجيه بوصلة العداء نحو أعداء الأُمَّــة المتمثلة بأمريكا وإسرائيل، منبهاً عن خطورة المرحلة، ومحذراً أن لا عذر للجميع أمام الله.
هنا أدركت قوى الهيمنة والاستكبار خطورة هذا المشروع فعملت بكل طاقتها على وأدِه مستعينةً بعملائها للتحَرّك بكل قوتها وأوكلت لأدواتها بشن عدوانها وتجيش الجيوش وإمدَادهم بكل أنواع الأسلحة الفتاكة لارتكاب المجازر الوحشية واستهداف كُـلّ مقومات الحياة والعمل على فرض الحصار الاقتصادي؛ أملاً بإخضاع وتركيع هذا الشعب المجاهد الذي ما توانى لحظةً على الدفاع عن مبادئِه والحفاظ على قيمه وحماية أرضه والتضحية بخيرة رجاله التي روت الأرض بدمائهم، مستعينين بالله واثقين بوعده بالنصر مسطرين ملاحم بطولية فاجأت العدوّ خلال تسعة أعوام مرت أخضعت الأعداء وملئت قلوبهم رعباً.
لتتكرّر الأحداث وتصدق آيات الله من جديد وتحضر المعجزات الإلاهية فأجمعوا سحرتهم “تحالفهم” كما فعل فرعون مع موسى وألقوا عصِيهم وحبالهم “أسلحتهم” وألقى موسى بعصاه مستعيناً بالله فإذا هي تلقف ما يأفكون وَإذَا بدباباتهم ومجنزراتهم وآلياتهم تحترق.. وهزم هنا السحرة وخروا ساجدين “قادة التحالف” معلنين فشلهم.
مصداقاً لقوله تعالى:- “فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ”.
فما كان من فرعون أمريكا وحلفائها إلَّا أن يتحَرّكوا هم بأنفسهم ويحشدوا قواتهم وألويتهم وترسانتهم العسكرية إلى البحر الأحمر، بوارج وغواصات نووية وفرقاطات وحاملات طائرات بمسميات روجت لها بأسماء تكاد أن تكون مرعبة وما هي إلَّا أوهن من بيت العنكبوت وسيكون لها حَظٌّ مِمَّا نال آل فرعون وجنوده في البحر “وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ”.
ما دام اللهُ معنا وفينا عَلَمُ الهدى وبيدنا عصا موسى نضرب بها البحر؛ فيغرق فرعون أمريكا وجنوده في أليم ويأتي وعد الله لعباده بالنصر المبين والفتح العظيم وتتحقّق آيات الله في قوله:- “وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ”.
سيكسر قرن الشيطان ويسقط عرش الاستكبار ويهزم هنالك المبطلون.