صمدت صنعاءُ وأخواتُها وانهارت مناطقُ سيطرة الاحتلال ومرتزِقته.. بقلم/ محمد الموشكي
انهيار أمني وَانهيار اقتصادي وَانهيار سياسي وَانهيار اجتماعي وَانهيار يشمل كُـلّ شيء في هذه المناطق المحتلّة؛ فلا تجد المياه متوفرة هناك وَلا تجد الكهرباء كذلك شغالة ولا تجد الغذاء والدواء وَالصحة متوفرة لعامة الشعب، ولا تجد النفقات والمرتبات تصرف، ولا تجد الخدمات العامة تشتغل وتوفر الخدمات، ولا تجد مؤسّسات الدولة تعمل ولا تجد الأمن وقوات الأمن تضبط الأمن وتوفر الاستقرار، ولا تجدُ شيئاً غيرَ الدمار والانهيار فقط في هذه المناطق المحتلّة.
وللعلم هذا الانهيار الأخير الكلي بعد نهب قوات الاحتلال لثروات اليمن، التي كانت تعطي الفتات منها لهذه المليشيات الارتزاقية التي افتضحت وتعرَّت، وَبدأت بالتآكل فيما بينها بعد انقطاع هذا الفتات، وهذا كله نتيجة هشاشة البنية التحتية التي دمّـرها ونهبها المحتلّ في هذه المناطق طيلةَ تسع سنين من الاحتلال.
بينما في المقابل صنعاء وأخواتها من المحافظات والمناطق تحت سيطرة حكومة الإنقاذ صمدت طيلة تسعة أعوام وإلى الآن وهي لا تزال صامدة برغم انقطاع إيرادات النفط والغاز وإيرادات المنافذ وإيرادات الموانئ وإيرادات المطارات، ورغم العزلة الدولية المفروضة والحصار القائم إلَّا أنها -بفضل الله وعونه- صمدت وواجهت أعظمَ وأكبرَ عدوان دولي في عصرنا الحاضر، وكذلك وفَّرت الأمن والاستقرار الذي يكلِّفُ الكثيرَ من الأموال، وحقّقت الاستقرارَ الاقتصادي النسبي، ووفَّرت الخدماتِ العامة للشعب، ووفَّرت الماء والكهرباء والصحة، ولو لم تكن بالشكل المطلوب ولكنها جَيَّدة جِـدًّا مقارنةً بالمناطق المحتلّة.
وكذلك حقّقت إنجازاتٍ كبيرةً في مجال الصناعات الحربية، وإنجازات كبيرة في مجال زراعة الحبوب، وحقّقت الكثير الكثير من الإنجازات التي تحتاج أموالًا كثيرة جِـدًّا لتحقيقها، من ضمنها إصلاح الطرقات وَبناء السدود والحواجز المائية وَاستمرار المدارس والمستشفيات والمستوصفات، وَحَـلّ المشاكل المستعصية مثل الثارات والخلافات والاقتتال القَبَلي.
هنا على الجميع أن يفكِّرَ في هذا السؤال: ما هو السببُ الذي جعل صنعاءَ صامدةً طيلةَ ثماني سنين، بدون إيرادات وبدون نفط وبدون غاز… إلخ، وفي ظل كذلك حصارٍ كاملٍ من الجو والبر والبحر؟