أمريكا نحو السلام أم تواجُــد عسكري وهيمنة؟! بقلم/ فتحي الذاري
الشعبُ اليمنيُّ أبدى صمودًا أُسطوريًّا في وجه العدوان والتدخل الأمريكي السعوديّ ومرتزِقتهم، حَيثُ استطاع أبناء اليمن الأحرارُ الصمودَ والمقاومة رغم كُـلّ الصعوبات والتحديات التي يواجهونها.
إن هذا الصمود الشعبي والنضال المُستمرّ يعزز قوة وعزم الشعب اليمني على الدفاع عن حقوقه وكرامته واستعادة السيادة الوطنية.
منذ بداية العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن، تعرض الشعب اليمني لأعمال عدوانية همجية وتجاوزات غير مسبوقة، تشمل: غارات جوية عشوائية وجرائم ضد الإنسانية وحصارًا اقتصاديًّا وتجويعًا وتدميرًا للبنية التحتية وزرعًا للألغام وقتلًا للمدنيين الأبرياء، كُـلّ هذه الأعمال العدوانية تثبت سلبيات العدوان والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لليمن وانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ولا يمكننا أن ننسى دور السعوديّة في هذا العدوان الغاشم، حَيثُ أخذت دوراً رئيسياً في شن الحرب وتمويلها وتزويدها بالأسلحة القاتلة والمحرَّمة دوليًّا، وإلى جانب ذلك كانت الولايات المتحدة تقف وراء العدوان، وتقدم الدعم السياسي والعسكري للتحالف السعوديّ الأمريكي.
إن تواجدهم في المنطقة ينشط الاضطراباتِ، ويكبَحُ فُرَصَ التوصل إلى سلام شامل في اليمن.
تركِّزُ السياسةُ الأمريكية في المنطقة بشكلٍ كبيرٍ على الحفاظ على النفوذِ والتواجد العسكري في الخليج والمياه القريبة من المنطقة وتحقيق مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية، حتى لو كان ذلك على حساب السلام والاستقرار في المنطقة، على الرغم من التفصيلات الكثيرة التي تشير إلى القضايا السلبية للتواجد الأمريكي في المنطقة، نجد أن الأولوية الأَسَاسية للولايات المتحدة هي الهيمنة على الشعوب ونهب مصالحها الاقتصادية والتحكم في مورد النفط العالمي.
عرقلة الولايات المتحدة سبل التوصل إلى سلام شامل في اليمن ليست غريبة، حَيثُ تعمل على تقويض أية جهود رامية لإنهاء الحرب واستعادة السلام في اليمن والمنطقة.
إن استمرار التواجد الأمريكي وعدم رغبتهم الحقيقية في التوصل إلى حَـلٍّ سياسي يُعِقّد جهود تحقيق السلام في اليمن ويؤجج الصراعات القائمة.
قوى الاحتلال والتدخل الأجنبي قد أَدَّت إلى معاناة كبيرة في اليمن، ومع ذلك يستمر الشعب اليمني في النضال؛ مِن أجل الحرية والعدالة، وكلّ القوى والمكونات السياسية في خندق الوطن ضد العدوان والاحتلال ومع القائد الحكيم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه-.
على صعيدٍ آخر، يجب أن نلاحظ أن هناك عواملَ عديدةً لا تزال تؤثر على الوضع في المنطقة، بما في ذلك سلبيات السعوديّة وعدوانها على اليمن، وحتى سياسة الولايات المتحدة وتواجدها في الشرق الأوسط، التي تُعتبر منطقة استراتيجية بالنسبة للعديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، ويعد التواجد الأمريكي وتركُّزُه في هذا الإقليم أمرًا خطيرًا ومزعزعًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
يجب أن يدرك الجميع بأن السلام والاستقرار مهمٌّ في المنطقة، وَيتوجب تعاونًا وجهودًا مشتركةً من الجميع، بما في ذلك الدول الإقليمية والقوى العالمية، وقد تكون هناك عرقلةٌ لهذه الجهود، سواءً من الولايات المتحدة أَو أية جهة أُخرى معادية وطامعة.
ختامًا يجبُ أن ننتظرَ ونتابعَ التطورات في المنطقة ومتابعة جهود السلام، ومع ذلك يجبُ أن يدركَ الجميعُ أحقيةَ الشعب اليمني في نيل حقوقه المشروع وتحقيقِ الحرية والعدالة والعمل على إحلال الاستقرار والسلام في اليمن.
والعاقبة للمتقين.