هل النيجر دولة أفريقية أم غربية حتى يغضب الغرب كُـلَّ هذا الغضب؟ بقلم/ محمد الموشكي
فجأة وَأنا أشاهد الشاشة ظهرت أخبار دولية عاجلة تتحدث بلهجة تهديد وَوعيد وَبلهجة صارمة وشديدة جِـدًّا من قبل أمريكا وَفرنسا وبعض الدول الغربية ضد من يقولون عنهم الانقلابيين في النيجر!
فقلت أكيد ربما لقد حصل انقلاب عسكري في إحدى المقاطعات أَو المدن أَو إحدى الولايات الغربية! التي قد ربما تحمل اسماً مشابهاً لاسم دولة النيجر الأفريقية، فاعتقدت بأنه إذَا لم يكن كذلك، فلماذا سيغضب الغرب وَيتحدث بكل هذه اللغة الصارمة والمستنفرة ما دام والانقلاب في دولة أفريقية؟!
فدخلت النت لأبحث حول هذه الأخبار العاجلة فوجدت أن هذه الأخبار التهديدية وَالوعيدية هي ضد دولة النيجر الأفريقية، وبأنه لا يوجد تشابُهٌ بالأسماء وَلا انقلاب حصل في ولاية غربية، حسب ما بدر في ذهني! وأن كُـلّ هذه البيانات والتصريحات الاستعلائية وَالاستكبارية وَالاستعبادية والوقحة بنفس الوقت هي ضد هذه الدولة الأفريقية المستضعفة، التي هي بالأصل لا تزال قابعة تحت الاحتلال الفرنسي وَالأمريكي الذي ينهب كُـلّ ثرواتها وبالخصوص الذهب الغنية به وَاليورانيوم منذ حوالي ٨٠ عاماً إلى اليوم.
وللعلم المشكلة التي أذهلتني أكثر من خلال متابعتي لهذا التعالي والاستعباد الغربي العلني لم تقتصر فقط عند كُـلّ هذه الهيمنة والوقاحة الغربية تجاه هذه الدولة المستضعفة، الذي قرّر (جيشها) التحرّر من هيمنة واستعباد الاحتلال الفرنسي والأمريكي.
بل عند سكوت وخنوع وصمت دول العالم أجمع والأمم المتحدة ومجلس الخوف، بل وحتى الإعلاميين والسياسيين وأصحاب شعارات الدفاع عن الحرية والاستقلال، وَكذلك المتفلسفين دائماً على التدخلات الإيرانية الوهمية، عن كُـلّ هذه الوقاحة والهيمنة الغربية، التي داستهم وَداست كُـلّ هذه الشعارات الزائفة التي يرفعها هؤلاء الصامتون السذج بجزمات وبيادات جنودها المحتلّين القتلة.
وهنا عندي تساؤل بشأن هذه الخطابات والتهديدات والبيانات الغربية المتغطرسة: ماذا لو كانت كُـلّ هذه الخطابات المتغطرس صدرت من قبل إيران أَو روسيا أَو الصين ضد أية دولة في العالم يحصل فيها أي إشكال داخلي أَو انقلاب عسكري؟ هل كنا سوف نشاهد كُـلّ هذا الصمت المطبق كما الحاصل اليوم؟، مع كُـلّ هذه الهيمنة والعربدة والتعالي الغربية بحق دولة مستضعفة قرّرت التحرّر من الهيمنة والاستعباد والوصاية، التي لم تنتج لبلادهم غير الدمار والفقر والجوع والاستعباد فقط.