النقطةُ الحرجة.. بقلم/ إبراهيم الحاج
خفضُ التصعيدِ على حافة التوقُّف.. إنه الوصول إلى النقطة الحرجة.
منذ البدء كان السعيُ السعوديُّ على أشده ما بين حضرموت والمهرة..
تحضير قديم لعب على متناقضات البلد وصراع القوى اللاواعية..
تشكيلُ قوات وتهميشُ أُخرى.. مجلسٌ للعليمي مثَّل حسرةً مضافةً.. السعوديّة ما بين سعي الباحث عن الخلاص والمتحين للفرص..
سفير الرياض ما بين الرياض وعدن المنتفضة.. ما بين المهرة الملتهبة وحضرموت متقلبة المزاج..
لهثٌ وسعيٌ لم يصل إلى طريق ولم يخرُجْ بنتيجة.. إلا مزيد من الحسرة.
ما بعد مجلس الرياض تطارد المملكة أتباعها: البحسني، المحرمي، العرادة، وهلم جرًّا..
السير على نفس طريق هادي الذي وصل المنتهى في إقامة جبرية..
وعميل ما بين خيارَي: المنفى أَو التصفية…
علي محسن الذي تقطَّعت به السبل وما من طريق للعودة..
شواهد ما بين ماضٍ وحاضرٍ لعميل أَو تابع، ولكم في من مضى عبرة!
ما بين الرياض وأبو ظبي تتمايَزُ الأمور.. وتحضر ساعة الحقيقة.. حيث كُـلٌّ له هواه..
تتيقَّنُ الإماراتُ أنها في نظر السعوديّة هامشٌ، وترى نفسها مارداً يستطيع أن يتجاوزَ حدودَ العقل ومنطق الجغرافيا السياسية.
السعوديّة ترى نفسها قوةً حين توارت مصر والعراق وسوريا عن المشهد في لحظة عابرة، لكن ينقصها الكثير، حَيثُ لا تكفي قوة المال.
تسبح الرياض عكس تيار العالم الجديد حتى اللحظة.
مع تيارِ المحتلّ الكبير تمضي؛ فنهمها لم يتوقف، وظلمها لم يكف، حَيثُ تقدم نفسها وكيلاً، ثم ينتهي بها المطاف إلى حافة الهاوية.
إما أن تعود وإما أن تسقُطَ سقوطاً مدوياً.. ولها الخيار.
الأمريكان لن يتجاسروا كَثيراً لمواجهة صنعاءَ ومواجهة اليمن الغاضبة اليوم..
مروحياتٌ وقواتٌ وحاملات طائرات وبوارج هي في حضرة صنعاء كما هي في حضرة عدن وحضرة المهرة… وكلّ مناطق اليمن الملتهبة..
باختصار، أهل اليمن أدرى بشِعابِها.
تغيرات العالم حقيقة.. وتجاهل الأمريكان واقعاً.
إصرارُ واشنطن على فرض المستحيل اليوم مخاطَرةٌ كبيرة، في بلدٍ كبيرٍ أرهق الشرقَ والغرب..
ثم إن صنعاء ما عادت تصبرُ على زئبقية الرياض ولُعبة “الملاحقة”.
عامٌ ونصفُ العام كافية لوضعِ النقاط على الحروف..
الصبرُ على حملات الخصم ومواقعه الثقيلة ما عادَ يطاق.
الفوضى والتجاسُرُ على أبناء اليمن لم يعد مقبولاً.
المهادنة من باب، واللعب من باب عملٌ صبياني واجبٌ كَفُّه..
إذا كان الراتبُ لم تُعتق رقبته من مِلَفٍّ طويل!.. فكيف بالبقية المُثقلة بالتفاصيل؟
السعوديّة تعلم أن لحظةَ الجد حضرت.. وصنعاء لم تعد تحتملُ اللُّعبةَ؛ فقد وصلت للحظة الحرجة التي لا تستطيع أن تسكُتَ بعدها.
من يطالب بالمضي ليس القيادةَ بل الشعبُ والشارعُ والموظَّفُ البسيط.