مبدئيةُ العداء للصهيونية ووكلائها كركنٍ أَسَاسي في المنهجية القرآنية.. بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
نحن كأمة قرآنية نتحَرّك وفق أسس وثوابت مبدئية إلهية في مواجهتنا لليهود والنصارى؛ وذلكَ لأَنَّ الله وضّح لنا في كتابه الكريم من هم الذين يعيثون في الأرض فساداً، وينشرون الضلال بمختلف أنواعه في الجوانب الأخلاقية والقيمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية؛ لكي يدمّـروا الأسس والمنطلقات الفِطرية السليمة للإنسان، ويحرِّفون توجّـهات البشرية ومسيرة حياتهم نحو الرذائل ونحو الشهوات والملذات الغرائزية وجعلوا من الإنسان غرائزياً في كُـلّ توجّـهاته وكلّ أفكاره.
اليهود والنصارى ينفذون تلك المخطّطات الشيطانية في كُـلّ مكان يصلون إليه ويسيطرون على المجتمعات البشرية من خلال استحواذهم على لأموال التي يستثمرونها بأساليب وتوجّـهات ربوية بكل دهاء وذكاء وهم بذلك يديرون توجّـهات دول ويسيطرون على سياساتها ويتحكمون في مستقبلها ويحركونها في الأهداف الشيطانية التي يسعون إلى تحقيقها وذلك لإحكام السيطرة على البشرية.
فهم المتحكمون بالبنوك وبالشركات العالمية ولديهم وكالات فضائية للتحكم فيما يريدون أن تراه البشرية من خلال القنوات الفضائية ويديرون كذلك الشبكات الإلكترونية، ولديهم مراكز للدراسات وإعداد الخطط الاستراتيجية ولديهم اطلاع واسع ومراكز عملاقة لجمع المعلومات في كافة أرجاء العالم.
هم درسوا القرآن الكريم دراسة عميقة ووجدوا فيه كُـلّ ما يفيدهم وما يضرهم وما يحذرون منه، وعندما يريدون تدمير القيم والمبادئ قاموا بإرسال المستشرقين الاستخباراتيين للعالم كأمثال مستر همفر، الذي تحَرّك إلى البلدان العربية واستطاع تأهيل وإعداد كبير المحرفين للقرآن الكريم والمدجنين محمد عبد الوهَّـاب، الذي أنشأ ما يسمى بالوهَّـابية اليوم، والذين هم أكثر قرباً من اليهود والنصارى وأكثر وداً لليهود والنصارى؛ لأَنَّ توجّـهاتهم وعقائدهم مبنية على أسس وتوجّـهات يهودية ولا تتعارض مع اليهود والنصارى، ولنا شواهد من خلال إساءة اليهود لرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لم تحَرّك أي ضمير من ما يسمى مشايخ السلفيين والوهَّـابيين وكذلك إحراق القرآن الكريم، وكذلك التوجّـهات الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية كإعلانهم بأنهم أُمَّـة مثلية، لم تحرك هذه الانحرافات والاستفزازات شيئاً في واقع الوهَّـابيين والسلفيين والإصلاحيين، بل زادهم أكثر قابلية ويحللون بعض التوجّـهات الشيطانية على لسان كبار مشايخهم في الدين المزيف الذي يدينون به.
ولو طرحنا التساؤلات على الذين توجّـهاتهم سلفية ووهَّـابية وإصلاحية، هل ترضيكم الاستفزازات من اليهود اليوم في إحراقهم للمصحف الشريف والرسوم والأفلام المسيئة للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)?!.. هل حركت في مشاعركم الغيرة والحمية وبذرت في نفوسكم العداء نحوهم?!.. هل ترضيكم حالة التطبيع ومد يد السلام نحو اليهود والأمريكيين من قبل قيادة النظام السعوديّ والخليج بشكلٍ عام، وهم يقتلوننا ويحيكون المؤامرات وسياسات العداء نحو الأُمَّــة الإسلامية والتوغل في أوساط المسلمين والقبول بهم كأصدقاء وهم نقضوا المواثيق والعهود التي عاهدوا الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وأرادوا قتله والقرآن الكريم وضح لنا بأكثر من آية عدائهم الشديد نحو المسلمين?!.. هل تقبلون بالتوجّـهات والانفتاح والعهر الذي ترونه في واقع بلاد الحرمين الشريفين?!.. وهل تقبلون بحرية الانحلال الأخلاقي والقيمي بـ”فساد المثلية” وتقاربهم الشديد من العرب والمسلمين?!.. وَإذَا كانت لا ترضيكم فما هو الواجب الذي ترونه تجاه هذه التوجّـهات العدائية نحو أهم المقدسات نحو الأُمَّــة الإسلامية، أنتم ضحية التيه الفكري والسياسات العدائية التي مصدرها اليهود في تفريق وحدة صف المسلمين من خلال زرع الخلافات المذهبية والطائفية في أوساط الأُمَّــة الإسلامية، فلماذا لا تزيلون منكم سحائب العمى والضلال الفكري الذي خدرت به اليهود عبر عملائها الأُمَّــة الإسلامية؟! فعدونا واحد ومنهجنا واحد وديننا واحد وإلهنا واحد وقرآننا واحد ورسولنا واحد، فماذا تنتظرون؟! أهيَ حالة من الكبر والغرور الذي مصدرها الشيطان، أم أنكم ترون أن القرآن الكريم يؤخذ بالبعض منه ويغفل عن بعض، نفسية من هذه؟!
هذه حالة خطيرة جِـدًّا علينا جميعاً في المرحلة التي نعيشها في الوقت الحالي، إن العدوّ يتحد ويكون أُمَّـة من الضلال، ونحن متفرقون ومتباعدون ومتنافرون وكُلٌّ منا يحمل في نفسه غيظًا تجاه الآخر وينظر للآخر أنها شعارات سياسية وأنها وَأنها.. لديكم مكتبات كثيرة وكتب كثيرة لماذا لا تطلعون من باب المنطق على المنهجية القرآنية التي بينها الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، وحرك بها أمريكا وإسرائيل ولم تبرد نفوسهم إلا بعد قتله، وقدم روحه الطاهرة؛ مِن أجل إحياء الدين في نفوس المسلمين وإيقاظ الأُمَّــة الإسلامية من سباتها العميق، نحن بحاجة ماسة للتقارب والوقوف الجاد أمام قضايا أمتنا الكبرى فالعدوّ كُـلّ فترة ينفذ سياسات واستراتيجيات تهدم القيم الإيمانية والدينية والقرآنية في واقع الشعوب العربية.
وما يضر اليهود هو التحَرّك القرآني الصحيح الذي يعود بالناس إلى القرآن الكريم ويؤسس منهجية لمسيرة قرآنية في واقع الحياة، ولذا هم أدركوا خطورة الشهيد القائد (رضوان الله عليه) عليهم وعلى واقعهم السيئ الذي بينه ووضحة وحذر منه، من خلال منهجية قرآنية عظيمة ومقدسة تحيي في نفوس العالم الإسلامي المبادئ الإسلامية القرآنية الإلهية العظيمة لإعمار الحياة وفق المنهجية الإلهية التي أرادها الله سبحانه وتعالى، ولذا هم واجهوا الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، بأيدٍ عميلة ومطيعة للأمريكيين من خلال إدراك الصهيونية العالمية أهميّة المشروع القرآني، الذي تحَرّك على أَسَاسه الشهيد القائد (رضوان الله عليه) وأحيا به الأُمَّــة التي قد كانت وما زالت مضيعة للدين الإسلامي وتحمل راية الإسلام ولكنها ضعيفة ذليلة وتحت أقدام اليهود والنصارى، استباحوا الدماء وهتكوا الأعراض واستعمروا البلدان وأذلوا الشعوب في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان وقدموا صورة مشوهة للإسلام من خلال تبني داعش والقاعدة وتنظيم الدولة وبتصريح رسمي من وزيرة الخارجية الأمريكية سابقًا هيلاري كلنتون، وللأسف تنفذ كُـلّ هذه الخطط الاستراتيجية والبرامج الشيطانية والأعمال الإجرامية من ميزانية الشعوب العربية وعلى رأسهم “النظام السعوديّ”، فأموالهم هي من تقتل الشعوب العربية وتعيد بنائها وبها تكونت كُـلّ الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تستهدف فقط الشعوب العربية والإسلامية، ولم تطل إسرائيل أية عملية إرهابية، وما يخفى على شعوب العالم عن الصهيونية العالمية أنها تتحكم في أنظمة كافة الشعوب وتبنيها لكافة التوجّـهات العدائية للعالم.
فكل التوجّـهات الشيطانية للكيان الصهيوني العالمي الذي يتحكم بأنظمة بريطانيا وأمريكا ويحرك من خلال سياساتها مع الدول العربية أنظمة لتقويض وإسكات وإخماد أي صوت يكون ضدهم، كما وجهوا النظام السابق في القضاء على الشهيد القائد (رضوان الله عليه) الذين ضنوا أنهم قد استطاعوا إيقاف المشروع القرآني، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وكما تحَرّكوا في العدوان العالمي بتكوين تحالف من الدول العربية بقيادة “النظام السعوديّ” للقضاء على هذا المشروع القرآني، إلا أنه باء بالفشل الذريع والمخزي، وللنظام الصهيوني والأمريكي سياسات في تدمير الشعوب من خلال الثورات ومن خلال التحَرّك بأنفسهم للعداء ضد أية دولة عربية أو إسلامية كما في العراق وأفغانستان، وها هو اليوم يتمركز في البحر الأحمر وبعض الجزر اليمنية، والذي يظن أنه سيحكم السيطرة ويتربص للانقضاض على اليمن، ستكون محاولاته فاشلة فهنالك جيش وترسانة عسكرية عظيمة تتوق للقاء اليهود والأمريكيين، فالجيش الأمريكي أوهن من بيت العنكبوت ولن يستطيع تنفيذ أي مخطّط في اليمن، وورقته الأخيرة في إعاقة السلام وإنهاء الحرب، ستكون وبالاً عليه وسيجني الخسران والخزي والذلة.