من الشعبِ اليمني إلى الشعبِ النيجري المسلم.. بقلم/ منصور البكالي
من شعبنا اليمني العظيم إلى الشعب النيجري الشقيق الثائر في وجوه الغزاة والمحتلّين: قضيتنا واحدة، ومشروعنا واحد، وعدونا واحدٌ، ودمنا واحد، وهُــوِيَّتنا واحدة، وديننا ونبينا واحد.
لا تتهاونوا في مواجهة الأعداء، مهما كان تكالبهم ومهما بلغ الخذلان ممن تجمعكم بهم الجغرافيا والهُــوِيَّة والانتماء.
ولكم من صمود الشعب اليمني أمام قوى الطغيان والاستكبار والاحتلال، بقيادة أمريكا والسعوديّة ومشاركة الدول الغربية وبعض الدول العربية، خير دليل تأخذون منه ما تحتاجونه من الدروس والعبر والخطط والرؤى، في مواجهتكم للمحتلّ الفرنسي وأدواته العميلة.
فثقوا بالله وبدينكم وبأحرار شعبكم وبقيادتكم، وسيكون النصر حليفكم، وستكسر شوكة الطامعين والمستعمرين على أيديكم وتضحياتكم، مهما بلغ حجمها ومهما كان ثمنها فهي لا تساوي ألم لحظة من حرمانكم من ثرواتكم ومقدراتكم، ومصادرة حريتكم وكرامتكم.
وبصمودكم وتحَرّككم وتضحياتكم ستحقّقون أمل وتطلعات شعبكم الثائر الحر العظيم الذي أيقظ جذوة الهُــوِيَّة الإيمانية وأحيا الروح الوطنية في وجدان شعبكم التواق للتضحية والفداء والجهاد في سبيل الله، من منطلق الاستجابة لله ولصرخات ومعاناة المكلومين والمظلومين والمحرومين من أطفالكم ونسائكم وشبابكم وفتيانكم وشيوخكم.
فأنتم في هذه المرحلة -من تاريخ الأُمَّــة الإسلامية والقارة الأفريقية بكل شعوبها ومكوناتها ومعتقداتها، وما وصلت إليه من الضعف والارتهان- مصباح أراده الله بكم لإنارة القارة السمراء، وتبديد الظلام الجاثي على صدرها طويلاً، وإزاحة جور واستغلال وطمع ووحشية الإمبريالية العالمية.
وبثورتكم الشعبيّة العظيمة اليوم صرتم حديث أحرار العالم، وقادة ونماذج تهتدي بكم شعوب أفريقيا لشق طريقها المتعثرة منذ قرون نحو فجر الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، وأنتم أمل المستضعفين فيها، ودمائكم كفيلة بتحقيق أهدافكم وغاياتكم المعبرة عن دينكم وعزتكم ونخوتكم وكرامتكم.
وها هم إخوانكم أبناء الشعب اليمني بقيادة المجلس السياسي الأعلى يعلنون للعالم أجمع موقفهم المبدئي الثابت والراسخ في رفض أي تدخل في شؤون شعوب الأُمَّــة، والرفض التام والمطلق بكل العبارات واللغات للتدخل الفرنسي ومن يقف معه ويسانده في الشعب النيجري الشقيق، وما تسبب به من نهب لحقوق شعبكم ومصادرة لحريتكم واستعباد لأطفالكم ونسائكم وبيعهم في أسواق الرقيق كبضاعة يتاجر بها المستكبرون، في عالم تجارة الأعضاء البشرية.
ويعلنُ مجلسُنا السياسي ومختلف مكونات شعبنا السياسية والحزبية عبر كُـلّ قنواته ووسائله الإعلامية مساندتكم والوقوف إلى جانبكم بالكلمة والموقف.
كما هو شعبنا اليمني المسلم وقيادتنا الثورية المباركة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يشاركونكم الأمل والألم معاً برغم المعاناة واستمرار العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ منذ ٩ أعوام، بل ويقفون معكم في خندق الأحرار المقاومين لقوى الاستعمار والاحتلال والاستكبار العالمي، وكلهم شوق وحنين ولهفة وعزم وإرادَة وبأس وقوة لمشاركتكم أشرف وأعز وأعظم المعارك المقدسة في سبيل الله، يحدوهم أمل مد يد العون لكم بدمائهم وأموالهم، وأبنائهم الشجعان الغيارى لدينهم ولأبناء أمتهم في أي قُطر من أقطارها وشعب من شعوبها، وهم على أتم الجهوزية والاستعداد لتقديم كُـلّ ما يمكنهم من الخبرات والمهارات والقدرات والأسلحة والمعلومات والخطط والرؤى العسكرية والسياسية والاقتصادية… إلخ، عبر مختلف الوسائل والطرق والأساليب مهما بلغ تعقيدها، لتصل إليكم وتشدّد من أزاركم وتربط على قلوبكم وترفع بها معنوياتكم العالية، وتقوي بها عزائمكم وإرادتكم الثورية، واستمراركم وثباتكم في ميدان المواجهة والتحدي، وكلهم ثقة بتأييد الله ومعيته -التي كانت حاضرة معهم في مختلف الجبهات- لكم ولكل الشعوب الإسلامية التواقة لنيل الحرية والاستقلال والخروج من عباءَة التبعية والوصاية والانتداب، لأية قوة من قوى الطاغوت والشر والظلم والفساد والإفساد في هذا العالم.