الخطاب الباليستي للرئيس المشاط.. بقلم/ علي الدرواني
في كلمته من محافظة عمران ارسل الرئيس المشاط رسائله بمختلف الاتجاهات، وبعد ان حيا ابناء المحافظة العزيزة، وشكر جهودهم المشهودة في التصدي للعدوان، ومشاركتهم الفاعلة في الذود عن الدين والوطن، كشف الرئيس عن انجازات جديدة على المستوى العسكري، وفاضحا لمخططات السفارة الامريكية ضد بلادنا على المستويات الاعلامية والتنظيمية والحقوقية وغيرها.
في الحقيقة كانت كل فقرات هذا الخطاب مهمة، وبحاجة للحديث عنها بشكل مستقل، بدءا بالتجربة الصاروخية في البحر الاحمر، وهي تجربة حسب الرئيس ناجحة وبأفضل التقنيات التي تم التوصل اليها، وهنا يضع العدو الف خط، وهو الذي يرصد بالتاكيد التجارب الصاروخية ويحسب لها الف حساب، وسابقا كان الرئيس قد كشف عن صواريخ ارض بحر دقيقة في الاصابة وتتبع الاهداف المتحركة، وتصل الى نقطة في المياه اليمنية، بل في البحر الاحمر، وصولا الى ابعد نقطة فيه.
هذه التجربة تقول ان القوات المسلحة اليمنية، لم تذهب مع اقرار الهدنة وما تلاها من خفض التصعيد الى الراحة ولم تخلد الى النوم، بل ظلت يقظة متحفزة، وبالذات في مجال التصنيع العسكري، والتطوير الحربي، لتمسك بزمام الامور في اي تصعيد قادم، سواء بدأه العدو، او جاء ردا على المماطلة الخبيثة لقوى العدوان في تنفيذ استحقاقات السلام الاساسية والمتعلقة بالملفات الانسانية، ورفع الحصار وفتح المطار والموانئ وتسليم رواتب الموظفين واطلاق الاسرى.
استخدام احدث التقنيات في التجربة الصاروخية يعني ان الاستعدادات اكبر مما يتخيله العدو، وحديث الرئيس انها اربكت القوى الاجنبية في البحر الاحمر، هذا يعني دقة رصد العدو وردود فعله ازاء هذه التجارب، وفي مرات سابقة وتجارب صاروخية بحرية، كان العدو عبر الوسطاء يسأل عما يجري، فيتم وضعهم في صورة انها تجارب صاروخية ببساطة، اليمن لن تغمض عينيها عن مؤامرات الاعداء، ولن تتوقف عن تطوير قدراتها السعكرية.
في السياق العسكري ايضا ، كشف الرئيس المشاط عن معركة بحرية دارت في الايام الماضية ضمن معادلة منع نهب الثروة، بالتحديد في سواحل عدن على خليج عدن، هناك حيث وصلت اليد الطولى للقوات المسلحة، بالطائرات المسيرة، والصواريخ، ومنعت سفن اللصوص من مواصلة نهب الثروات الغازية، وتم ابلاغ الشركة المالكة لسفينتي سينمار جين، وبوليفار، انه سيتم ضربها اذا حاولت الدخول لنهب الغاز اليمني، وكانت التحذيرات جدية، لتضع التحذيرات حدا لاربع محاولات باءت كلها بالفشل، وانتهت بمنعهات من الوصول الى ميناء عدن، وهذه رسالة لكل من تسول له نفسه ان يواصل نهب خيرات بلدنا في ظل انقطاع رواتب الشعب، ومنعه من الحصول على ابسط الخدمات، وتحويل ثرواته النفطية والغازية، لتامين سبل العيش الكريم.
هنا نقطة مهمة جدا، يتم المرور عليها عادة مرور الكرام، وهي ان معادلة نهب الثروة، وان كانت معادلة داخلية، الا انه يمكن ان تتطور لتصبح اقليمية، لمنع الاعداء من الاستفادة من ثرواتهم، حتى ينعم شعبنا بثرواته، وقد كان السيد القائد عبدالملك الحوثي واضحا عندما حذر الرياض، بمعادلة نيوم والاستثمارات الاقتصادية مقابل عيش كريم لشعبنا، ووقف معاناتة، ويمكن ان تدخل حيز التنفيذ في اي لحظة، ولا يوجد ما يمنعها او يقف بوجهها. والامر ليس مزحة!!!
امام هذه المعطيات وما تضمنته من رسائل، فان البلاد تدخل فعليا في مرحلة جديدة، ويجب على السعودية والامارات فيها ان تعي جيدا طبيعة هذه التحذيرات، وجديتها، وامكانيتها ايضا، فلن تنفعها واشنطن عندما تصل النيران الى مرتكزات الاقتصادات الهشة لديها. وقد اعذر من انذر.