المرتب والخطة “ب”.. بقلم/ حميد رزق
المرتب مطلب حق لكل يمني وفي طليعة من يكتوي بنار الحاجة وانعدام الراتب هم المجاهدين في الجبهات الذين يصبرون مرتين مرة على الحاجة وقساوة الظروف المعيشية والاخرى على المرابطة والثبات في خنادق الدفاع عن الشعب والوطن.
المرتب حق كل موظف يمني لاسيما الملتزمين اعمالهم ولم يغادروا او يهربوا من تحمل مسئولياتهم في اعقد الظروف واحلك المراحل التي مرت وتمر بها البلاد
المرتب ليس هبة ولا مكرمة من احد انه حق كل يمني لدى دول العدوان التي دمرت مقدرات البلد وعبثت بموارده ونقلت البنك وضربت قيمة العملة الوطنية، نعم المرتب لدى العدو نقولها بكل وضوح ولكن القيادة والسلطة التي تمثل حكومة الشراكة الوطنية في صنعاء مطالبة بالعمل على انتزاعه واستراجاعه وهي تفعل ذلك وهذا ليس سرا ولا بيعا للوهم فلولا ما ارسته اليمن من معادلات الردع وما حققه بلدنا من ثبات وصمود لما كان التفاوض مع العدو حول المرتبات وانما حول المشانق والمعتقلات او حول نزع السلاح وتصفية المكونات الوطنية واجتثاثها كما حصل مع البعث بعد الاحتلال الامريكي للعراق.
عندما قال الرئيس المشاط ان المزايدة ليست حلا ولا حتى تسهم في الضغط للحصول على الراتب كان صادقا وينطق بالحقيقة وذلك لأن اصحاب المزايدات لا يريدون ان يروا ولا يعترفوا بجهود واجراءات القيادة في صنعاء لانتزاع المرتبات والثروة الوطنية عموما سواء من خلال العمل السياسي او عن طريق الاستعداد للتصعيد العسكري ، اصحاب المزايدات ليس غرضهم المرتب، هدفهم احراج انصار الله وادانتهم وضرب ثقة المجتمع بهم ، الراتب بالنسبة للبعض كقميص عثمان يتم استخدامه كما عمل معاوية و عمر ابن العاص عندما رفعوه شعارا لأهداف باطلة وشريرة.
اصحاب المزايدات ربما بعلم بعضهم وبدون علم اخرين يبرئون العدو ويعفون السعودي من سرقة المرتبات وبضجيجهم يسهمون في اغراء تحالف العدوان على مواصلة المماطلة والحصار على امل تحقيق اهدافه في الفوضى واسقاط الجبهة الداخلية.
الراتب حق كل يمني ومن يعمل لاستعادته واستراجعه ليس اصحاب المزايدات الذي يكتفون بالنشاط من خلف شاشات الاجهزة الاليكترونية وامورهم طيبة واوضاعهم اكثر من مستقرة من يعمل على انتزاع الراتب هم المجاهدون المضحون الصابرون في الجبهات من يعيشون اشد المعاناة ويكتفون بالحد الادنى من مقومات العيش.
الطريق الاقصر والاسرع والمضمون للحصول على المرتبات ليس الارجاف ولا المزايدة على من بذل كل غالي ونفيس وضحى بالابناء والاباء دفاعا عن الوطن وذودا عن الشعب، الطريق الاقصر والاسر والمضمون للمرتبات هو برص الصفوف الوطني وتوحيد الموقف بين القوى الوطنية لمواجهة العدو الذي دمر البلد ويواصل حصارها واحتلال موانئها وسرقة ثرواتها ، عندها سيجد السعودي نفسه مفلسا لا أمل لديه في اختراق الجبهة الداخلية ولا قدرة على نشر الفتنة والفرقة بين اليمنيين.
الحقائق السابقة لا تعفي السلطة في صنعاء ( مؤتمر وانصار) من مسئوليتها لكن بعيدا عن الانتهازية والاصطياد في الماء العكر، لم يعد مقبول ان البعض يريد لنفسه ان يكون شريكا بل صاحب حصة الأسد في الوظيفة العامة وفي تقاسم السلطة ولكنه يمارس دور المعارضة بالطريقة التي تضر بالصمود الوظني في ظل ظروف تستدعي تكاتف الجهود على قواعد واضحة من الشراكة والبذل والتضحية والتحمل الصادق للمسئولية.
لا ندعي عدم وجود اخطاء ولا ندافع عن المخطئين او الفوضويين من اي جهة كانوا ، هناك ممارسات منفرة تظهر هنا وهناك وثمة سلبيات وتجاوزات لدى لدى بعض اخر لكن ذلك لا يبرر لأحد التعامل على قاعدة الطعن في جبهة الصمود الوطني والعمل لخدمة الاعداء بغباء وحسن نية او بعكسها
وفي النهاية لا يعتقد او يظن احد ان الشرفاء داخل الوطن من كل احزابه وقواه سيتفرجون ويتعاملون بسلبية امام مخططات العدو وخلاياه ومرتزقته وهي تسعى لركوب موجة معاناة اليمنيين لتسديد المزيد من الطعناة في جسد بلدنا وشعبنا المثخن بالجرا.