على ضوء الخطاب البالستي للرئيس المشاط.. طرُقٌ وأساليبُ مكشوفة.. بقلم/ فضل فارس
فيما مضى من أَيَّـام التهدئة وخفض التصعيد، سعى العدوّ على استغلال عامل الوقت بالمراوغة والتحايل؛ لتجنب التصعيد العسكري وإيجاد فرصة زمنية كافية للتقدم في مختلف المِلفات التي قد تم التخطيطُ لها.
واليوم وإذ لم تتحقّق له تلك الأهداف، وقد غدت رهانات خاسرة، يسلك طرقاً وأساليب أُخرى في إطار عدوانه المُستمرّ، حَيثُ بدأ يراهن في هذه المرحلة على الضغط على الشعب اليمني، من خلال الحصار الاقتصادي، الذي يشمل إغلاق الموانئ والمطارات وَإنهاك العُملة، والرهان على موضوع المرتبات، التي ينجرُّ وينشط فيها حشدٌ من الأبواق الرخيصة وَالحمقى الغوغائيين؛ بهَدفِ إثارة المجتمع اليمني ضد نفسه وضد حكومة صنعاء.
إن المعطياتِ الظاهرةَ -الميدانيةَ والسياسية والإعلامية لكل هذه الفترة منذ بدء خفض التصعيد- باتت تفضحهم وتثبت كُـلّ نواياهم السيئة تجاه المِلف الإنساني؛ فهم ومن مكنون كُـلّ تلك المعطيات يعملون جاهدين على أن يكون الحصارُ الاقتصادي هو الذي ينهك الشعبَ اليمني في الشمال والجنوب، ويعتبرونه -خُصُوصاً في هذه المرحلة- أهم وسيلة للنيل من اليمن واليمنيين والوصول بهذا الشعب إلى حالة الانهيار التام.
وبما أن المعاناة القياسية القاسية؛ جراء هذه المعطيات الإجرامية التي يعمل عليها العدوان في هذه المرحلة ضمنَ الخطة (ب) التي أشار إليها الرئيسُ المشاط، خلال كلمته الأخيرة في محافظة عمران، والتي تهدفُ إلى إحداث الفجوة بين الشعب والحكومة، عبر نشر البلبلة في الوسط المجتمعي وتضليل الرأي العام بالحملات الدعائية المضلِّلة، التي ينشط فيها كثير من المأزومين التابعين لقوى العدوان، كذا الحمقى وَالمزايدين الذين بحماقتهم يقفون في صف العدوان في هذه المرحلة، فَــإنَّ حكومة صنعاء تصرح دائماً وبكل شفافية أنها مسؤولة عن انتزاع حقوق اليمنيين وفي مقدمتها المرتبات من بين براثن تلك القوى، التي باتت عبر أساليبها هذه تكشر عن نابها، متجاهلة في ذلك وبدون اكتراث قواعدَ وموازينَ القوى الأَسَاسية لهذه المرحلة.
من مسؤولية الدولة في صنعاء –مع أبناء الشعب الأحرار والقبائل الوفية الذين هم صمام الأمان والشوكة في النحور أمام كُـلّ مؤامرات الأعداء، ومع قيادة ومخلصي هذه الدولة وهم الأوفياء دائماً؛ ولكونهم الملاذَ الأوحدَ لكل هذا الشعب- عملُ كُـلّ ما هو ممكن؛ مِن أجل استرجاع حقوق الإنسان اليمني، حتى وَلو كان عبر فرض التصعيد والعمليات العسكرية الكبيرة لانتزاع هذه الحقوق، وذلك وَبدلالة كُـلّ ما تقدم من معطيات وأساليب التفافية عدوانية لقوى العدوان، كذا كثير من مراوغات وتحايل وأكاذيب واضحة وجلية للقوى المعتدية طيلة كُـلّ ما قد فات من أَيَّـام عدوانهم والتهدئة، كُـلّ ذلك -وبعيداً عن أي خيار آخر- ما بات يرجّح عودة التصعيد والعمليات العسكرية من جديد.
صبرُ القيادة لن يطول، وَقواتها العسكرية المتطورة -عبر تقديمِها العروضَ العسكرية المتكرِّرة والمسيرات الراجلة لمنتسبيها، كذا تجاربها الرمزية لأسلحة محلية في هذه الفترة، ونحن على مقرُبة فيها من العيد الوطني الـ ٢١ من سبتمبر، عيد الحرية والاستقلال، تُظهِرُ تشوُّقَها الكبيرَ للمواجهة، وإلى أن يحينَ الوقتُ وانتهاءُ الفرصة الأخيرة.