نحوَ حربٍ مرتقَبةٍ لانتزاع الراتب.. بقلم/ غازي منير
حربٌ مرتقبة لانتزاع الراتب، هذا ما أكّـده الرئيسُ المشَّاطُ في إحدى كلماته وأعلن أن “القيادة والدولة والقوات المسلحة للجمهورية اليمنية مستعدة للدخول في تصعيدٍ جديد مع قوى العدوان”، التي ما زالت تلعبُ وتراوغُ وتستهينُ بمعاناة اليمنيين، وتواصل نهب ثرواتهم، ولا تريد أن تنتهي معاناتهم، بل تريدُهم أذلاءً صاغرين ينتظرون أية مساعدات منهم.
مع العلم أن من أخَذَ رواتبَ موظفي الدولة هو العدوان وأدواته، حينما قرّروا قطعَ إيرادات البنك المركزي في صنعاء العائدة من النفط والغاز وقاموا بنهبها في أواخر العام 2016م، وحينها تعهدوا أمام الأمم المتحدة بأنهم هم من سيتولون مهمة دفع رواتب الموظفين، ولكن ما إن تمكّنوا من قطع الإيرادات عن البنك المركزي وذهبت إليهم فسرعان ما تنَكَّروا من دفعها للموظفين، وحتى لم يدفعوا للموظفين الذين في مناطق سيطرتهم هم إلا في النادر، وقد رأينا الكثير من المظاهرات في مناطق سيطرتهم تطالبهم بدفع رواتبهم.
وأيضاً لا يخفى على أحد أن البنك المركزي في صنعاء قبل أن تُقطع الإيرادات كان يعمل بحيادٍ تام وكان يصرف رواتب جميع موظفي الدولة في الشمال والجنوب، وحتى إنه كان يقوم بدفع رواتب العسكريين الذين يقاتلون في صفوف العدوان.
وبعد أن وصلت السعوديّة ودول العدوان إلى قناعةٍ بأن اليمن أصبح رقماً صعباً يصعُبُ تجاهُلُهُ أَو إخضاعُه، وبعد الضربات المؤلمة والخسائر الفادحة التي تكبدوها في منشآتهم النفطية والحيوية خضعوا للأمر الواقع ودخلوا في مفاوضات وَهدنة بعد ثمانية أعوام من بدءِ عدوانهم وحصارهم، واستمرت ستة أشهر، وبعدها شهدنا خفضًا للتصعيد منذ عام وإلى الآن، وخلال المفاوضات استطاع وفدنا الوطني المفاوِضُ تحقيق الكثير من الإنجازات ومن انتزاعِ بعض حقوق الشعب اليمني من دول العدوان، وحتى إنه كان قد أصبح صرفُ الراتب أمراً مسلَّماً به عند الأمم المتحدة ودول العدوان، واعترفوا بأن الإيرادات التي تُصرَفُ منها رواتب الموظفين لديهم هم، ظهر بعض الغوغائيين والحمقى بتخطيط مدروسٍ من استخبارات العدوّ وقاموا بمطالِبة الراتب من حكومة الإنقاذ الوطني التي تحملت المسؤولية في ظروفٍ صعبة حينما هرب الآخرون والتي تبذُلُ الكثير؛ مِن أجل انتزاعِ الرواتبِ من العدوّ.
والمفترَضُ أن جميعَ موظفي الدولة يقفون إلى جانب حكومة الإنقاذ الوطني والقوات المسلحة ويساندونهم بكل الوسائل التي تسهمُ في ردع المعتدين اللصوص الذين نهبوا ثروات اليمن؛ حتى يتم -بفضل الله- انتزاعُ الرواتب والحقوق الخَاصَّة بالشعب اليمني.