النيجر.. تدخُّلاتٌ أجنبية وعدوانٌ غربي ودعوةٌ إلى تحالف إسلامي.. بقلم/ فتحي الذاري
تؤكّـد البيانات التاريخية مشروعية المظالم التي يرفعها الأفارقة ضد فرنسا، فالنظام الاستعماري الفرنسي الذي عمل على استخراج الموارد الثمينة في البلدان الأفريقية واستعمال استراتيجيات قمعية للسيطرة عليها النيجر إحدى هذه المستعمرات المنهوبة من الجمهورية الفرنسية، حيثُ إن فرنسا لها مصالح قوية بالنيجر تعود إلى العلاقة التاريخية بينهما، حَيثُ كان النيجر مستعمرة فرنسية حتى استعادة استقلاله في عام 1960م وترتكز علاقة فرنسا والنيجر على عدة مجالات “المصالح الاقتصادية”.
يحتوي النيجر على موارد طبيعية هامة مثل اليورانيوم والنفط والغاز الطبيعي، وتعمل شركات فرنسية كبيرة في هذه القطاعات وتستفيد من استغلال هذه الموارد، بالإضافة إلى ذلك فإن فرنسا تسعى لتعزيز النفوذ الاقتصادي في النيجر وتحت سيطرة القواعد العسكرية تحتفظ فرنسا بوجود قواعد عسكرية في النيجر، مثل القاعدة الجوية في نيامي، تساهم هذه القواعد في تعزيز السيطرة والتواجد الفرنسي والأمن الاستراتيجي وتمكين فرنسا من الاستجابة السريعة للتهديدات الأمنية في المنطقة.
بشكل عام، فَــإنَّ مصالح وأطماع فرنسا في النيجر تتعلق بالأمن والاستقرار، والاقتصاد والاستفادة من الموارد الطبيعية، والسيطرة العسكرية وتتضمن هذه المصالح عمليات تدخل غربية لتقويض الشعوب المستضعفة والتدخلات في الشؤون الداخلية لدولة النيجر لحماية النفوذ الاقتصادي في النيجر ونهب الثروات، وتعتمد باريس على النيجر في الحصول على 35 % من احتياجاتها من اليورانيوم، لمساعدة محطاتها النووية في توليد 70 % من الكهرباء.
تواجه النيجر تحديات عديدة في سبيل استعادة ثرواتها وتحقيق التنمية الشاملة من بين هذه التحديات، التصدي للتدخلات الخارجية ومكافحة الفساد وَتعزيز القدرات الأمنية للحفاظ على الاستقرار الداخلي وضمان توفير فرص العمل والخدمات الأَسَاسية للمواطنين، وقيام الثورة وعزل بازوم تأتي لرغبة الشعب في أحقيته في استغلال مقدراته، وإعلان فرنسا بالقيام بحملة عسكرية لتقويض الشعب عن حريته ورغبة الغرب في اضطهاد وكبح إرادَة الشعوب المستضعفة.
أعلنت اليمن عن تضامنها مع النيجر ودعمها لاستقلالها واستعادة ثرواتها؛ تنديدًا بالتدخلات الخارجية والاستغلال المفرط لموارد النيجر، طالبت اليمن بتشكيل تحالف إسلامي لمناصرة الشعب النيجري وحماية حقوقه السيادية.
عبّرت اليمن عن تضامنها الكامل مع النيجر، واعتبرت القضية النيجرية جزءًا من النضال العربي والأفريقي؛ مِن أجلِ الاستقلال والتحرّر، أكّـدت أن النيجر تعاني من التدخلات الخارجية والتهميش الاقتصادي، وأكّـدت حق النيجر في استعادة ثرواتها وتحقيق التنمية المستدامة.
أطلقت اليمن دعوة لتشكيل تحالف إسلامي يضم الدول العربية والأفريقية؛ بهَدفِ مناصرة الشعب النيجري والدفاع عن حقوقه السيادية والموارد الطبيعية، يهدف هذا التحالف الإسلامي إلى توحيد الجهود وتعزيز التعاون لدعم النيجر في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها، وتشدّد اليمن على أهميّة تظافر جهود العالم والمجتمع الدولي لدعم استقلالية النيجر واحترام حقوقها السيادية، تطالب المجتمع الدولي بالعمل على توفير الدعم المالي والتقني للنيجر، وتشجيع الاستثمارات الحقيقية والمستدامة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة في النيجر.
التضامن اليمني مع النيجر، استمرار التحديات التي تواجهها الدول النامية المستضعفة في مسيرتها نحو الاستقلال والتنمية المستدامة.
يجب أن يلتف العالم حول قضية النيجر ويعمل على دعمها لتحقّق الاستفادة الكاملة من ثرواتها وتحقيق استقرارها وحقها المشروع في تقرير المصير، وينبغي للتحالف الإسلامي أن يكون صوتًا قويًا في المناصرة للنيجر وتعزيز حقوقها السيادية وتحقيق التنمية الشاملة لشعبها والنهوض بمظلومية الشعوب العربية والإسلامية جراء السياسات المهيمنة من قبل الغرب، والتي على الساحات الدولية في العراق والاحتلال الأمريكي وسوريا وغزو ليبيا والسيطرة على الثروات والتحيز في السياسات العنصرية وتعقيد قضية الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي لدولة فلسطين وشرق آسيا، والتدخل في الشؤون الداخلية لليمن، وعرقلة مسار السلام في المنطقة، والتحكم في النفط والغاز في الجزيرة العربية، نهب مقدرات الشعوب.