استراتيجيةُ التصنيع بعد الثقة بالله.. بقلم/ وضحى الهمداني
هُنا اليمن أصل العروبة والعرب، هُنا اليمن مهد الحضارة والنضال، هُنا اليمن التي جعلت من المُستحيل مُمكناً، هُنا اليمن البلاد الخضراء، هُنا اليمن الذين هم ألين قلوب وأرق افئدة، هُنا اليمن التي يطمع فيها كُـلّ الحُكام اللصوص من البُلدان المجاورة العربية والعجمية، هُنا اليمن أرض حمير وتُبع وسبأ، هُنا اليمن الحُصن المنيع الذي أذهل العالم، هُنا اليمن التي تمتاز بكل معاني الكمال باسم الله وبعونه وتسديده.
استراتيجية التصنيع العسكري بعد الثقة بالله أحدثت ضجة عارمة في أوساط المُجتمع المحلي والدولي، بعد أن كان (أنصار الله) يواجهون المارينز والمُدرعات والميج والمدافع والدبابات والأسلحة المُحرمة بكل أنواعها الخفيفة والثقيلة والجيوش الأجيرة من كُـلّ أنحاء البلاد في البداية يواجهونهم بالبُندقية، وماذا كانت توقعات العالم بكله أثناء شن تلك الهجمة الهمجية على هؤلاء المُستضعفين بغرض العبودية والاستذلال والسيطرة على البلد، كانت التوقعات أنهم حتماً سوف يُسحقون في غضون أسبوعٍ واحدٍ، ولكن ما الذي حدث بعد تلك الهجمة الهمجية؟!
كانت الثقة بالله لدى هؤلاء المُستضعفين أعظمَ من القوى الأجنبية، كانت الثقة بالله أعظم من كُـلّ تلك الأسلحة المُستعارة من اليهود والنصارى؛ فكانت الثقة بالله درعاً فولاذياً من المُستحيل اختراقه، فسبحان الله، قاموا بالمقاومة بتلك البُندُقيات الخفيفة وتصدوا بعون الله لكل تلك الجيوش والأسلحة وكأن بُندُقياتهم لها قوى سحرية.
وفي الوقت الذي يتوقع منهم الجميع أن ينهزموا ويستسلموا ويضجوا بالنواح والاستغاثة بالغير، لقد قاموا بالتصنيع المحلي والمُقاطعة الاقتصادية في نفس الوقت، وشكّلت تلك الأحداث نقلة نوعية لا نظير لها، وبالفعل بعد غضون عدة أعوام لقد تحولوا من المُقاومة إلى محط الدفاع ومن بعد تلك المرحلة بفترةً قصيرة جِـدًّا تحوَّلوا إلى محطِّ الهجوم؛ فسبحان الله الذي يمنح من وثق به البأسَ الشديدَ والقوةَ الهائلةَ غيرَ المتوقعة!
إن التصنيع العسكري بالذات قد أذهل العالم، برغم الحصار البري والبحري والجوي وبالرغم من تدمير البُنية التحتية، لقد نهضوا نهضة قوية أذهلت القوى الفرعونية وأصبحوا مضربَ مثال الشجاعة والصمود.
وبعد تلك المراحل العديدة لقد تعرّت قوى العدوان السعوديّ الأمريكي، بدا للعلن أن هجمتهم الهمجية كانت سياسة أمريكية مُفبركة، فكان الهدف منها تقسيم اليمن إلى أقاليم مُتعددة وتعميم الفوضى بداخلها، وبعد ذلك تدخل القوى الأجنبية بغرض عدم السيطرة على الأمن والاستقرار وتُصبح اليمن تحت سيطرة القوى الأجنبية وتحت رحمتهم، ولكي ينهبوا ثرواتها التي تمتاز بها الزراعية، والمعدنية، والنفطية، والبحرية، ولكن بات بالفشل والإخفاق وتعرّت عراءً فاضحاً في الفترة الأخيرة، والدليل على ذلك بعد الفشل للتحالف العلني لقد أتت الجيوش الأمريكية بنفسها إلى شواطئ البحر الأحمر، وهذا بعد فشل أدواتها الرخيصة.
إن الجيوش الأمريكية التي أتت بالبوارج والأسلحة الثقيلة إلى شواطئ البحر تُعبر عن قلقها وخوفها من التصنيعات العسكرية والانتصارات اليمنية الذاتية دون أي تدخل أجنبي، لقد عرفت أمريكا أن نهايتَها حتماً سوف تكونُ على أيدينا بإذن الله، فبادرت بالمجيء؛ كي تُعرقِلَ المسيرَ الذي سوف يتقدَّمُ لساحة الأقصى لتحريره بإذن الله، ولكنها سوف تبوء بالفشل إن شاء الله عاجلاً غير آجلٍ.
هُنا يتوجب علينا جميعاً سحق الوصاية الأمريكية ودعسها تحت الأقدام، إننا لا نخاف من بوارجهم ولا نخاف من جيوشهم فو الله إن الخوف الذي بداخلهم سوف يُهزمهم دون أن نُكثّـف الهجمات عليهم، فَــإنَّهم اليهود الذي ذكرهم الله في مُحكم كتابه بالخوف والذُل الذي ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة هم هؤلاء الجُبناء الذين حقيقتهم (قذارة المثلية)، هذا هو الاسم الذي يتوجب أن يُطلق عليهم، إنهم لا يمتلكون الشجاعة وإنما يراؤون رياءً فقط ليس غير، سوف ندوس عليهم بإذن الله.
نحمد الله الذي مكنّا في الأرض وصدقنا ما وعدنا به، كُـلّ هذا بفضل الله، كُـلّ هذا بفضل استراتيجية التصنيع بعد الثقة بالله والحمدُ لله على حكمة القيادة العظيمة، وكما قُلتُ في أحد أبياتي الشعبيّة (نتقافز على الأمريكان بالكلمة وبالمعـــنى.. ونحشرهم مع إسرائيل في تنور أَو زنبيل).