قادمٌ ومخطّطاته معروفة وأهدافه مكشوفة.. بقلم/ أمة الملك قوارة
إنزال قوات لبسط السيطرة والنفوذ، وتجنيد أدوات ذات ملامح مرموقة لتوليتهم الحكم الجديد، وتضارب لقوى مختلفة يسيل لعابها لمُجَـرّد التفكير في ثروات اليمن وموقعه!
والأهم كيف ستكون المرحلة القادمة ذات الخطة الخماسية أَو الجزئية لها! وهنا وفي مأرب يُستقطب الدارسون من أبناء اليمن من دول أُخرى! وبرعاية الشرعية المزعومة يتم ترحيل طلاب آخرون؛ بهَدفِ التعلم في دول الغرب، ما الهدف يا ترى؟! ذلك لأجل التمهيد لإقامة دولة حديثة بأيادٍ يمنية وكوادر يمنية تحكم اليمن كما يحلمون وتحقّق له النهضة الحضارية التي ستخدم أمريكا وتحقّق لها المصالح التي عجزت عن أخذها بالقوة العسكرية والعملاء السابقون، وهنا تتكشف الأحداث وتصبح الخطط معروفة والأهداف مكشوفة، وفي كلمة الرئيس المشاط التي ألقاها في محافظة عمران ما يُغني من الوعي والمعرفة لخطط أمريكا القادمة.
في حركةٍ لاستخدام المفكرين والأدباء والإعلاميين والرؤوس الاجتماعية وغيرهم من شرائح المجتمع اليمني وخَاصَّة أُولئك الذين يستوطنون في الخارج؛ مِن أجل الدراسة تقوم أمريكا بتوظيف الشرعية؛ لجذبهم إلى مأرب ومحافظات أُخرى في الجنوب وذلك للاهتمام بهم ورعايتهم وتلقينهم أهدافاً وطنية وطموحات في النهوض بالوطن وإقامة دولة تحقّق أهدافهم! مستغلة رغبتهم وشغفهم في التغيير وإيجاد وطن آمن يحقّق لهم أحلامهم! وآخرون تزج بهم إلى دول الغرب للدراسة وما تخفيه إنما لاكتساب أُولئك الأشخاص ما يعج به الغرب من شذوذ وانحراف وتمييع واستخدامهم في ما بعد لنشر ذلك وكأدوات رخيصة تقوم بتنفيذ كُـلّ ما يُملَى عليها، ومع كُـلّ ذلك الاهتمام والرعاية لأُولئك الأشخاص سيصبحون مدينين للشرعية ولأمريكا ولأية دولة أُخرى قد تدخل على الخط! ووجود قوات أجنبية وأمريكية سيصبح أمرًا مسلَّمًا به! بل قد تكون هي المنقذة لليمن من سيطرة الحوثي والرجعية! وتوليتهم مناصب في الجنوب اليمني سيحقّق الهدف في إيهام اليمنيين بأن من يمسكون بزمام الأمور هم يمنيون ولا خوف منهم ولا ضير! بينما هم سيكونون الضربة القاضية التي من المخطّط لها شل سيادة اليمن نهائيًّا وتسليم اليمن وثرواتها في ظل احتواء الشارع اليمني من خلالهم ليكونوا أياديَ فعَّالةً وعقولًا تنفذ الفكرَ والهدفَ الأمريكي ببراعة!
إن الوعيَ الكاملَ بما يحدُثُ سيحمي أفكارَنا من أن تدجنها أمريكا بأفكارها وثقافتها الممسوخة كما أن ذلك الوعي سيحمي الوطن أرضاً وإنساناً، وسيقف حاجزاً أمام تنفيذ أية أهداف استعمارية، وسيجعل أمريكا وأدواتها يؤمنوا أنه من المحال تنفيذ أية أهداف لهم على أرض اليمن، وفي تكاتف الجبهة الداخلية تحت ظل القيادة والتطور الملحوظ في مختلف جوانب الحياة وخُصُوصاً الزراعية والتصنيعية منها رسالة مفادها: أنه لا معوق سيعيق دولة المشروع القرآني واستمرار بنائها ونهوضها ووعيها وتحقيق سيادتها والاتّجاه نحو مسارها الشامل ودعوتها العامة، كما أن ضجر الكثير من القبائل في الجنوب واحتشاد الناس في المظاهرات المندّدة والرافضة لما يحدث من انتهاكات صارخة وتعدٍّ على حقوقهم وكرامتهم ما يدعو للخوف فقد تنقلب الأمور رأساً على عقب على أمريكا وجنودها وأهدافها هناك!
وعن تطور البنية الصاروخية والحربية والعسكرية بشكل عام وتصريح القيادة بأنها ستتخذ قرارات حاسمة لتحافظ على سيادة اليمن وثرواته ومقدراته رسالة أُخرى والقادم سيكون هو المتحدث، فالخطط الخماسية والسداسية وذات العَقد بل والقرن من الزمن لم ولن تتحقّق على أرضٍ كانت ولا زالت مقبرة الغزاة، أما اليوم فإنها أشد أثراً وأعظم قوةً بمنهجيتها ومشروعها، وبينما هو واضح من الوعي والقوة والثبات والتحذيرات الحاسمة! هناك تجنيد لأدوات بالداخل، وإنزال قوات في المياه الإقليمية اليمنية وباب المندب والمحافظات الجنوبية؛ وهذا ما يؤكّـد أن أمريكا تصر على تنفيذ مخطّطاتها بمختلف الأساليب والأشكال في حين أن القيادة والعامة على اطلاعٍ واسع بما يحدث وما هو مخطّط لها مستقبلًا، فما الذي تراهن عليه أمريكا بعد هذا وما الذي سيتحقّق؟!