قرارُ تقليص المساعدات يفتحُ النارَ على الأمم المتحدة.. “الغذاءُ العالمي” غيرُ بريء
المسيرة: خاص
تتصاعدُ ردودُ الفعل الغاضبة تجاهَ تماهي الأمم المتحدة ومنظماتِها مع مشاريعِ وخططِ العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، وذلك بعد اتضاح الخلفيات والحيثيات المرتبطة بقرار تقليص المساعدات الممنوحة لليمنيين، والتي تنسجم مع توجّـهات واشنطن ولندن وأدواتهما خلال الفترة العدوانية القادمة.
وقد علَّق عددٌ من المسؤولين والمختصين على قرار برنامج الغذاء العالمي تقليص مساعداته في اليمن، مؤكّـدين أنه يأتي في توقيت غير بريء ويحملُ أهدافاً سياسيةً لصالح قوى العدوان.
رئيس مركَزُ “عين الإنسانية” الحقوقي أحمد أبو حمراء، أكّـد لـ “المسيرة” أن قرار برنامج الغذاء العالمي هو تنفيذ للسياسة والمخطّطات الأمريكية التي تسعى إلى استهداف الجبهة الداخلية من خلال المرتبات والحصار.
وأشَارَ أبو حمراء إلى أن “الأمم المتحدة تُنادي بأن هناك مجاعةً في اليمن ثم تأتي في الوقت نفسه لتقليص المساعدات الإنسانية التي هي من حقوق الشعب اليمني”.
من جانبه، لفت الخبير الاقتصادي رشيد الحداد، إلى أنه “لا توجد مبرّرات موضوعية لتقليص المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي”.
وقال الحداد: “إذا كانت أولويات الأمم المتحدة في اليمن في تحسين الوضع المعيشي والحد من معاناة اليمنيين فكان الأحرى بها أن تضغط على طرف العدوان لصرف رواتب موظفي الدولة وأن ترفع معدل مساعداتها الغذائية”.
بدوره، قال رئيس تحرير وكالة الأنباء سبأ، نصر الدين عامر: إن “السلطات في صنعاء لا ترفض أية مساعدات إنسانية بل تقبل ذلك”، مؤكّـداً أن “طلب برنامج الغذاء العالمي من السلطات في صنعاء الموافقة على تقليص المساعدات الإنسانية هو لتأجيج الشارع، ثم يأتي بعدها التسويق أن خفض المساعدات جاء بالتنسيق مع صنعاء”.
وأشَارَ عامر إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بسلسلة خطوات وليس خطوة برنامج الغذاء العالمي الأولى، لافتاً إلى أن هناك خطوات وتصريحات من قبل المبعوث الأمريكي عن ملف المرتبات وتعقيد هذا الملف، بالإضافة إلى التحشيد الأمريكي إلى المنطقة والتواجد العسكري في المناطق المحتلّة، مؤكّـداً أن كُـلّ هذه الخطوات تُعقّد الملف الإنساني والسياسي”.
وإلى ذلك استنكرت منظمة “انتصاف لحقوق المرأة والطفل”، قرار تقليص منظمات الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية لليمن، وحرمان قرابة نصف مليون أسرة من الغذاء مع وجود أكثر من 25,5 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر.
وقالت المنظمة في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري 5 سبتمبر: “إن هذا اليوم رسالة إنسانية سامية محورها الإنسان أينما كان وكيفما كان دونما تمييز وتحيز وللوصول إلى مجتمع مسالم ومستقر، غير أن اليمن يعيش كارثة إنسانية واحدة من أسوأ الكوارث في العالم، حسب توصيف الأمم المتحدة التي أقرت قبل أَيَّـام تقليص المساعدات الإنسانية لليمن، ما سيحرم قرابة نصف مليون أسرة غالبيتهم نساء وأطفال يعانون سوء التغذية”.
وأشَارَ البيان إلى أن أكثر من 25,5 مليون يمني يعيشون تحت خط الفقر، وَ21,6 مليون يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات في العام 2023، في حين ستبقى الاحتياجات الإنسانية مرتفعة خلال هذا العام.
وَأَضَـافَ “رغم أنه من المفترض أن أولويات عمل الأمم المتحدة في اليمن تحسين الوضع المعيشي والحد من معاناة اليمنيين ورفع معدل المساعدات الإنسانية، لكنها قامت بتقليص المساعدات الإنسانية التي هي من حقوق الشعب اليمني”.
ولفت البيان إلى أن “هذا القرار سيؤدي إلى نتائج كارثية على حياة ملايين المتضررين، وتفاقم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان الحصار منذ أكثر من ثماني سنوات”.
وشدّدت منظمة “انتصاف” على أن استمرار العدوان والحصار ستكونُ له مخاطرُ كارثية على الحالة الإنسانية في اليمن، وسيضاعف من معاناة المدنيين الذين بات أغلبهم تحت خط الفقر.
وحمَّلت المنظمةُ تحالفَ العدوان والأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع نتيجة الحصار.