إلى أعداء رسول الله في ذكرى مولده
محمود المغربي
إلى أعداء رسول الله: إنَّ محاربةَ رسول الله -صلى اللهُ عليه وآله وسلم- وإظهار العداوة له لن تُضعِفَ أنصارَ الله ولن تجعلَكم أقوى أمامَهم، ولن يتيحَ لكم ذلك الانتصارَ عليهم، بل سوف يزيدُ ذلك من قوة الأنصار وتمسك الناسِ بهم ومن الكراهية لكم ومن ضعفِكم ويجلبُ غضبَ الله عليكم.
وكما يعلمُ الجميعُ، لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في قلوب كُـلّ أبناء الشعب اليمني محبةٌ ومكانةٌ عظيمة، لا يختلفُ عليها اثنان.
وإذا كان شيعةُ آل البيت موجودين في العراق وإيران فَــإنَّ شيعة وأحبابَ ومحبي رسول الله موجودون في اليمن منذ فجر الإسلام وحتى اليوم، ونقصدُ بشيعة رسول الله شديدِي المحبة والتعلق والارتباط به -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-.
ولو بحثنا في كُـلّ قرية ومنطقة يمنية لوجدنا زاوية يمدح ويتذكر فيها الناس سيرة وصفات ومحاسن وخصائل ومكانة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وفي القرون الماضية وحتى دخول الفكر الوهَّـابي إلى اليمن كانت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف هي الأعظم والأكبر حتى أن ذبح الأنعام في المولد النبوي يوازي ما يذبح المسلمين في عيد الأضحى بحيث لا يبقى جائع إلا وشبع إكراماً لرسول الله، وكان الأغنياء وحتى البسطاء من الناس ينفقون أموالهم على الفقراء والمحتاجين في ذكرى المولد النبوي، ويلبس الأطفال ثيابًا جديدة ويتم إعطائهم الحلوى والأموال لغرس محبة رسول الله في نفوسهم وجعلهم يتفاءلون خيرًا بذكر رسول الله.
وعلى كُـلّ من في قلبه مرض ويعارض الاحتفال بالمولد النبوي مراجعة نفسه، وأن يعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو رحمة للعالمين، جاء برسالة الإسلام والإيمان ولم يكن طائفيًّا أَو مذهبيًّا، وليس ملكية خَاصَّة بجماعة أَو فئة من الناس، وألا يجعلوا من الخصومة مع الأنصار دافعًا لمحاربة أجمل ما في أهل اليمن وهو محبة رسول الله والارتباط به.