الخطةُ البديلة.. كيف ولماذا؟!
دينا الرميمة
في ظل ما تعيشه المناطق المحتلّة من فوضى وانفلات أمني وفشل ذريع في معالجة الملف الاقتصادي وما أنتجه من أزمات صعب على حكومة الثمانية احتوائها؛ ما جعل الوضع أكثر احتقانًا، قابلته حالة غضب من قبل المواطنين الذين يوماً ما فتحوا مدنهم للمحتلّ ظناً أن فعلهم هذا سيجنبهم كوارث الحرب ومغباتها وسيجعلهم في مأمن من خبث أمريكا وَحقد دول الجوار، بل وربما رفع البعض منهم سقف توقعاته بأن مدنهم ستصبح كدبي والرياض بما تحويه من رفاهية وَرغد العيش.
وَمع أنه لا تزال بصماتُ المحتلّ القديم واضحةً على معالم أرضهم إلَّا أنهم للأسف تجاهلوا ذلك وَأحسنوا النوايا للمحتلّين الجدد الذين منذ اللحظة الأولى لدخولهم اليمن مارسوا كُـلّ خبثهم وَخبيثهم تجاه كُـلّ اليمن وشعبها دون استثناء لمن رحب بهم وتجند في صفهم وربما كانوا هم الأكثر ضرراً؛ كونهم عاشوا حياة ملؤها القهر والذل في لقمة عيشهم وأمنهم وعاشوا خيبة أمل جعلتهم يعضون أصابعهم ندمًا على تفريطهم بأرضهم ووطنهم!
وبالمقابل نرى حجم العزة والحياة الكريمة التي تتمتع بهما المناطق الحرة التي رفضت المحتلّ وَبذل سكانها الغالي والنفيس دفاعاً عن الوطن وكانوا أكثر وعياً بأن الغازي لن يأتي ليزرع بذرة الحرية في الأرض المحتلّة وأن كرامة أرضهم تعني كرامة شعب وسيادة دولة.
على الرغم من أنهم صبوا عليهم أبشع حرب وَحصار لكنهم تغلبوا عليه بفضل القيادة التي أدارت المعركة بحنكة عالية وبوعي الشعب الذي حطم كُـلّ آمال المحتلّ في اليمن!!
لذا نرى دول العدوان تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تأجج الوضع فيها، سواء أمنيًّا أَو اقتصاديًّا أَو عسكريًّا، وَحين لم تفلح كُـلّ قوتهم في ذلك أرادوا خلق حالة من السخط على حكومة صنعاء التي نجحت وأحبطت كافة مكائدهم وداست على كافة المعوقات التي زرعت في طريقها.
وجميعنا يشهد بذلك إلا من بعض أُولئك الذي يفتحون آذانهم لإعلام المرتزِقة ودول العدوان، وبدون وعي ينجرون وراء ما تبثه قنواتهم من سموم مستغلة الوضع الراهن من الهدنة، التي ترفض دول العدوان تنفيذ بنودها والتي أهمها الملف الإنساني والمرتبات، التي خرج من يطالب حكومة صنعاء فيها، مع أنه يعلم يقيناً بأن بنك عدن وَحكومة الثمانية ودول العدوان هم المسؤولون عن قطعها ولا زالوا يتلكؤون في تسليمها، بل إن هناك من المرتزِقة من يضع كُـلّ العراقيل في سبيل حرمان المواطن اليمني من راتبه الذي تحاول صنعاء جاهدة لانتزاعه منهم.
وهؤلاء الذين اليوم يُحملون صنعاء مسؤولية دفع الراتب عبر شيكات هم فعلاً كما وصفهم الرئيس مهدي المشاط، بالغوغائيين والحمقى، في خطابه الذي ألقاه على قبائل بكيل وحاشد أثناء زيارته لمدينة عمران، موضحًا أن هؤلاء إنما يخدمون العدوّ بحسن نية أَو سوء نية، وأنهم صاروا أبواقاً تردّد ما يريده المرتزِقة وأياد تنفذ خطة السفارة الأمريكية بالرياض «ب» البديلة عن الحرب العسكرية.
لذا وأمام هذا المكر من قبل العدوّ وَمرتزِقته ثمة أمور يجب السير عليها حتى لا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
إن على الشعب في المناطق المحتلّة الاستمرار في ثورة حرية ثورة لا ثورة جوع تخمد بمُجَـرّد إشباع بطونهم بقليل من هبات المحتلّ ممزوجة بالمن والإذلال، وإن عليه أن يرفض حكومة باعت كُـلّ شيء سيادي لصالحها آخرها شركة الاتصالات اليمنية ومحطات النفط لصالح الإمارات، وَما بينها تتبادل الاتّهامات بالخيانة وجميعهم خونة.
الأمر الثاني أن على الشعب في المناطق الحرة أن يعي بأن المرحلة الراهنة التي يراهن عليها العدوّ أخطر بكثير من سنوات عاشها تحت القصف والحصار وأن يثق كُـلّ الثقة بقيادة استطاعت أن تحمي اليمن من أطماع العدوّ واستغلال ثروته وهنا أشير إلى العمليات البحرية الأخيرة التي منعت السفن الأجنبية من سرقة النفط اليمني كما صرح المشاط بذلك.
ختامًا على قيادتنا في حكومة صنعاء مواصلة جهودها في انتزاع السلام لليمن سواء بالتفاوض أَو بحرب يعلو دخانها زحل، فنحن نعلم أن القوة هي من ستخضع العدوّ لإيقاف تسلطه على اليمن وتجعله يأتي رافعاً الراية البيضاء خوفاً من الغضب اليمني الذي سيحرق كُـلّ متطاول على سيادة أرضه.