ماذا بعد ظهور قوات المارينز في إحدى المدارس بحضرموت؟!
جميل المقرمي
لم يكن تسريبُ صور جنود المارينز في إحدى المدارس بمحافظة حضرموت مُجَـرّدَ صدفة عابرة أَو حادث عرضي، وإنما هي ناتج طبيعي من نتائج العدوان والاحتلال.. وليس مُجَـرّد تسريب الصورة للاستعراض بقدر ما هو قياسٌ لمستوى ردة الفعل لدى أبناء حضرموت بشكل خاص واليمن بشكل عام.
كان قد سبق ذلك انتشارٌ للجنود المارينز في شوارع ومدن حضرموت وعدن ومأرب والمهرة؛ وهذا يؤكّـد بل يعطي دلالات واضحة أن الحربَ علي اليمن هي حرب أمريكية إسرائيلية بامتيَاز منذ أن أعلنت في واشنطن ليلة السادس والعشرين من مارس ٢٠١٥ على لسان العميل الإقليمي سفير دولة الكيان السعوديّ.
حيث بدأت تنتشر في الآونة الأخير صور الجنود الأمريكيين وكذا الإسرائيليين في مناطق مختلف من الأراضي اليمنية المحتلّة، ليس ابتداء بجزيرة سقطرى وليس انتهاء بمارب وحضرموت.
هذا الظهور وهذه الأحداث تعودُ بالذاكرة إلى تلك الصور التي قام بتسريبها الجيش الأمريكي من سجون أبو غريب في العراق، والتي أظهرت تلك الوحشية والانسلاخ اللاأخلاقى واللاإنساني، وما حصل في تلك السجون المظلمة التي سُرِّبت منها تلك الصور ليس إلَّا الشيء البسيط… لكن السؤال يبقي: هل كان يتواجد في تلك السجن صحفيون وقنوات ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي؟ بالتأكيد لا؛ فمن الذي قام بالتصوير وما هو الغرض من نشر تلك الصور؟!
إن نشرَ تلك الصور في ذَلك التوقيت كان الغرضُ منه:-
أولًا: قياس ردة الفعل العربي وهل هناك لا زال أحرار لا يقبلون الذل والخضوع والخنوع.
والغرض الآخر: هو تدجينُ الشعوب وجعلها تقبَلُ بكل ما يحصل من قبلهم هم. والتعود على مشاهدة كُـلّ ما يحصل هنا أَو هناك؛ لتصبح ثقافة اعتيادية.. وبالفعل هو ما حصل، حَيثُ ارتكبت أمريكا في العراق ما لم يرتكبه أي احتلال في أي بلد في هذا العصر، حَيثُ بلغ القتلى أكثر من ثلاثة ملايين قتيل، وقسمت العراق إلى كنتونات وأقاليم متناحرة وانتشرت القاعدة وداعش المصنوعة أمريكيًّا، وبلغت التفجيراتُ ذروتَها بعد أن تحصَّنت تلك القوات بقواعدَ عسكرية، وجنَّدت مَن يقومُ بتلك الأفعال الشنيعة من أدوات توغل في الإجرام أكثر فأكثر.
وبالعودة إلى ظهور صور المارينز في إحدى المدارس بحضرموت يتساءل الشارع: ماذا كان يفعلُ الجنودُ المارينز في المدارس وما هي أسباب الزيارة؟ هل هي زيارة للاطلاع على مستوى التعليم وفحص الجودة والانضباط أم أنها جاءت لمعرفة المناهج والمعلمين ومدى التزامهم بالعقيدة والشريعة؟!
ثم لماذا لم نرَ أي تحَرّك تجاه هكذا مواقف وَأحداث؟ أين دورُ العلماء والمثقفين وهم كُثْرٌ في محافظة حضرموت؟ لماذا لا يكون لكم موقف تجاه ذَلك.
نقول لكم: إن ما حدث لم يكن بالشيء العادي أَو الموقفِ الاعتيادي، وإنما سوف تتبعُه مواقفُ وأفعالٌ في حال استمر صمتُكم.. وما حصل في سجن أبو غريب ليس ببعيدٍ عنكم، بل سيكون أسوأ من ذَلك إن لم يتحَرّك الجميعُ لمواجهة هذا العدوان والاحتلال.