تجوُّلُ المارينز نتاجٌ لبيع القيم السيادية
فضل فارس
على مدى تسعة أعوام وهي عمر العدوان على اليمن، ومرتزِقة العدوان في الداخل بشتى مسمياتهم تطبل وتطلق الترهات والذرائع الكاذبة في وقوفها بجانب أبناء الشعب وحماية هذا البلد من التدخل الخارجي الذي يهدّد أمنه واستقلاليته.
وفي الواقع وما كشفته المرحلة غير التواطؤ والخيانة مع الأجنبي لم نر ولم نشاهد في كُـلّ تلك القوى الارتزاقية بدءًا بمدعي الشرعية في أن لهم الحقَّ الشرعي في الحكم على هذا البلد وانتهاء بمرتزِقة الانتقالي وحزب الخراب مدعين الإصلاح في هذه الأُمَّــة، كذا وهي آخر ما توصلوا إليها من أسماء النخب الشبوانية وَالحضرمية.
أما واقع اليوم فما يعري -وهي في مزاد التعري من البداية- زيف ادِّعاءات ومغالطات كُـلّ تلك القوى الارتزاقية من بائعي الأوطان خضوعهم غير المستجد كما هو من البداية للحكم السعوديّ وَالإماراتي.
وواقع اليوم الفاضح وَالمخزي ويا للأسف في الخضوع الكلي وَالذاتي لكل تلك القوى بأحجامها المزيفة-وذلك حقيقة ما تجر آلية طاعة الأذناب-للأمريكي الصهيوني المتحكم الفعلي حَـاليًّا عبر سفيره “ستيفن فاجن” على المحافظات الجنوبية.
ما يفعله الأمريكي اليوم وبشكل رسميّ وعلني في محافظات ومناطق الجنوب وما كان منه ابتداءً -وهي خطط مدروسة مسبقًا ومبيتة- عبر السيطرة والأمر القهري من فوق السلطة المحلية على قرار وسيادية تلك المناطق، وخُصُوصاً ما كان منها ذات موارد وثروات وطنية، كما هو الحال اليوم في الانتشار الفوضوي غير المبرّر للجيش الأمريكي في محافظتي حضرموت والمهرة، وكذلك أَيْـضاً ولها جم الأهميّة البالغة الأقرب سيادية إلى الممر العالمي باب المندب.
ففي الأمس تأتي الآلة العسكرية مع آلاف الجنود في البوارج الأمريكية بذرائع واهية تدعي تأمين الملاحة البحرية بالقرب من باب المندب، وذلك بعد إذاعة المخاوف فيما قيل وهي الصنيعة الأمريكية انتشار الراية الإرهابية، كذا وهي ضمن الخطط الاستباقية إثارة فيما بين القوى الارتزاقية القريبة الخلاف والنزعة الطائفية.
واليوم وهو نتاج الأمس لخطط مدروسة تنزل القوات الأمريكية عن ظهر بوارجها لتظهر وهي بتلك البجاحة والسخرية، وذلك بتواطؤ وبيع بالعفن الرخيص لكل تلك القيم الإنسانية والسيادية من قبل كُـلّ تلك القوى العميلة والارتزاقية؛ لتظهر وهي بزيها المارينزي وهي تتجول وتجوب الأراضي اليمنية ذات القدر العالي والسيادة والاستقلالية، في مناطق آهلة وبغير تنسيق أَو إذن مسبق لناحية أَو سلطات محلية في سيئون البلد البكر والوادي جغرافية حضرموت اليمنية، وذلك وكما هو واضح وله دلالاته وأبعاده السياسية في تماد وتحد غير مسبوق للإنسان اليمني وللأرض وللجغرافيا اليمنية والإقليمية.
وفي ذلك أَيْـضاً وبدلالة توفير التأمين المخزي لحماية تلك القوات الأمريكية المنتشرة وَالمنتهكة للسيادة من قبل ما هي تسمى في المزاد الارتزاقي النخبة الحضرمية.
كلّ ذلك دلالة على ارتكازية -ونظراً لكونها كذلك نتائج خساسة التواطؤ وعمالة كُـلّ تلك القوى الأجيرة من أبناء جشع الجنوب مدعية الدفاع والاستقلالية- حكم الأمريكي الشكلي ذات الطابع الانتهازي هو وحلفائه على جغرافيا تلك المناطق المحتلّة.
وذلك ما لن يدوم طويلاً، فليس الكل من أبناء اليمن في غفلة، وإلى أن تفي صنعاء بقولها وهي الحاكم الجوهري والحامي الفعلي لسيادة هذه الأرض، حينها سيكونون محظوظين للغاية في حال تمكّنوا من المغادرة بأمان.