مفاجأة الموسم في (موسم الرياض)..
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
ستتعالى أصواتهم جميعاً..!
أُولئك الذين يمضون سنوات عمرهم كاملةً متسكعين من مهرجانٍ غنائيٍ أَو مسرحيٍ أَو سينمائيٍ إلى مهرجان ومن حفلةٍ راقصةٍ وماجنةٍ إلى حفلة ومن ملهىً ليلي إلى ملهىً ومن نادٍ إلى نادٍ ومن شاطئٍ إلى شاطئ ومن فندقٍ إلى فندق ومن حانةٍ إلى حانة ومن شقة حمراء إلى شقة وَ…!
ستتعالى أصواتهم اليوم..!
أُولئك الذين لا يجدون حرجاً من الاحتفال بأعياد الميلاد (الكريسمس) وأعياد الحب (فالنتين) وأعياد ميلاد الملك (المفدى) الفلاني أَو الزعيم (الملهم) العلاني أَو حتى ذكرى زواجه أَو ارتزاقه بمولودٍ…
ستتعالى أصواتهم كذلك…!
حتى ذلك الذي اقتنى لأنثى كلبه حلةً تزن خمسة كيلو جرامٍ من الذهب الخالص..
حتى ذلك (الأمير) الذي اشترى منديل (الست) في مزادٍ علني بخمسة ملايين دولار أَو ذلك الذي ابتاع (جحشاً) بأكثر من ثلاثة ملايين دولار… !
ستتعالى أصواتهم أَيْـضاً.. !
ستتعالى أصواتهم جميعاً رافضين ومندّدين ومستنكرين علينا أن بدأنا نعد العدة للاحتفال بذكرى مولد النبي الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم بدعوى أنه (بدعة) أَو كما يزعمون دائماً..!
وهكذا هو ديدنهم وعهدنا بهم دائماً وعلى طول الطريق…!
لكن لا اكتراث، فقد تعودنا منهم سماع مثل ذلك النعيق والنهيق…!
على أية حال،
أتذكر أنني، وقبل عدة أشهر تقريبًا، قد لمحت في أحد المواقع الإخبارية الممولة سعوديّاً أَو القريبة من النظام هناك عنواناً يقول:
مفاجأة الموسم في موسم الرياض..!
ورغم أن العنوان، في بادئ الأمر، قد بدى لي غريباً إلى حَــدّ ما، إلا أن ذلك هو ما دفعني صراحةً إلى فتح ذلك الرابط لمعرفة ما وراء هذه المفاجأة، فقد تكون -من يدري- إنجازاً علمياً خارقاً أَو حدثاً اقتصاديًّا ضخماً أَو أي شيءٍ من هذا القبيل..!
فلربما تجد العروبة نفسها
ويضيء في قلب الظلام شهابُ
ولقد تطير من العقال حمامةٌ
ومن العباءة تطلع الأعشابُ..
المهم.. قرأت الخبر فوجدته يقول:
نجحت إدارة مهرجان موسم الرياض، ولأول مرة، في عمل (ديو تو) جمع بين كُـلّ من وائل كفوري ونوال الزغبي في أغنية (مين حبيبي أنا) بعد أكثر من سبعة وعشرين سنة من تأديتهما معاً لهذه الأغنية..!
الله.. الله عليك وعلى إنجازاتك ومفاجأتك المذهلة التي تتحفنا بها دائماً يا تركي آل الشيخ..!
(مين حبيبي أنا)..!
تصدقوا أني كدت أن يغمى عليَّ من هول هذه المفاجأة وما يعكف على القيام به والسهر؛ مِن أجلِه مثل هؤلاء القوم..!
فإذا كان هؤلاء وأمثالهم هم من يتصدرون دائماً حملات الاستنكار والتنديد لإقامة وإحياء احتفالاتنا بالمولد النبوي الشريف، برأيكم،
هل ننجر وراءهم ونذهب نحتفل بما يحتفلون به، أم نمضي في ما نحن، وكان أجدادنا، عليه من احتفالاتٍ وابتهاجاتٍ بذكرى مولد النور عليه وعلى آله أتم الصلاة وأزكى التسليم..؟
الإجَابَة متروكة لكم.