بالتوازي مع اندفاع الرياض نحو التطبيع مع “إسرائيل”.. صهينةُ المناهج التعليمية السعوديّة
المسيرة – مركَزُ البحوث والمعلومات: زيد المحبشي:
نشطت في العقدَينِ الأخيرين العديدُ من المنظمات والمؤسّسات ومراكز الدراسات الصهيونية في المشرق العربي، بعضُها بمسمياتها العبرية، وبعضُها تحت مسميات غربية وأمريكية، في سباقٍ مع الزمنِ؛ لتحريكِ مياه التطبيع الراكدة، وهذه المرة توجّـهت الأنظارُ إلى المناهج التعليمية العربية، بالتوازي مع تدوير نفايات المسارات السياسية الانبطاحية الاستسلامية، مُحرِّكُها الرئيسيُّ تحسينُ صورة الكيان الصهيوني الغاصب في أذهان وذاكرة الأجيال العربية الصاعدة، وخلق ذهنية عربية تتماشى مع الهوى “الصهيو – أمريكي”، وصهينة الهوى والهُــوِيَّة العربية، وعلمنة الإسلام والأحكام الشرعية.
تغيير المناهج التعليمية العربية، وفقاً للهوى “الصهيو – أمريكي” جارٍ على قدمٍ وساق تحت شعار “التطوير” و”التحديث” و”الانفتاح”، وقطع أشواطاً كبيرة في العديد من الدول العربية، في مقدمتها مصر والمغرب والأردن والإمارات والبحرين والجزائر، وبصورة نسبية الكويت وقطر، وأخر المهرولين للسباحة في بركة الصهيونية الآسنة “السعوديّة”، بلد الحرمَينِ الشريفين وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم ومبعث نبيهم.
التعديلاتُ التغريبيةُ المتدحرجة طالت المواد المتعلقة بالدور الإفسادي لليهود والمسيحيين الغربيين، والصراع “الصهيوني – الفلسطيني”، وحتى الأحكام الشرعية والفرائض والأخلاق والتعاليم الدينية لم تسلم من عبثهم، والحبل على الجرار.
في هذه القراءة المقتضبة سنكتفي بالتركيز على التغييرات الفلكية التي طالت المناهج التعليمية السعوديّة في عهد ولي العهد “محمد بن سلمان”، على أمل التوسُّع فيها مستقبلاً؛ لما لمُخرجاتها من أهميّة مفصلية في التأثير على التوجّـه التعليمي والثقافي الجمعي العربي المستقبلي، بالنظر لأهميّة ومكانة السعوديّة لدى العرب والمسلمين.
الحيثياتُ والدوافع:
خضعت المناهجُ التعليميةُ السعوديّة لتدقيقٍ مكثّـفٍ في الغرب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على أمريكا، ومنذ ذلك الحين، تعمل الرياض تدريجيًّا على إزالة المحتوى المنتقد لليهود والصهاينة والغرب من كتبها المدرسية؛ مِن أجل تحسين صورتها لدى الغرب، وإبعاد تهمة الإرهاب والتطرف عنها، وهي من اختمرت كُتُبُها التعليمية بالعنف والتطرف والتكفير منذ نشأتها.
بعد وصول “محمد بن سلمان” إلى ولاية العهد، وإعلانه عن خطته “التطويرية” “2030”، مُعززة برزمة من الإصلاحات، على رأسها تغيير المناهج التعليمية، شهدت السعوديّة تحولات انفتاحية صادمة، تجاوزت كُـلّ الخطوط الحمراء والثوابت الدينية والقومية.
ويسعى من وراء هذه الخطوة، إلى تغيير عقلية المواطن السعوديّ؛ كي تتوافق مع ما يريده من اعتماد النهج الغربي في بلاده، والابتعاد عن كُـلّ موروث ديني أَو عقائدي تربّت عليه أجيال عديدة من شعبه، بحسب “مركَز جزيرة العرب للدراسات والبحوث” المهتم بالشأن السعوديّ، وُصُـولاً إلى تقبُّل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني رسميًّا، في حال تم اتِّخاذ القرار بذلك، واتِّخاذه مسألة وقت بإجماع مُفكِّري قرود بني صهيون ومُنظِّري بقر بني أمريكان.
ويبذُلُ النظامُ السعوديّ منذ عقودٍ كُـلَّ ما بوسعه؛ للحصول على الشرعية في الداخل والخارج، من خلال وضع بلاده كمهد للإسلام وموطن لأقدس موقعَينِ لدى المسلمين، لكنه في السنوات الأخيرة بدأ ينزع نحو شكلٍ أكثرَ علمانيةً من القومية.
وهذا بحسب معهد “إمباكت إس إيه” العبري، “يتسق مع الجهود المبذولة لتخفيف التعصب الديني لليهود، وتمهيد الطريق بشكل تدريجي في حال اتِّخاذ قرار سياسي بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
ومن أجل إلهاء الشعب السعوديّ عن جريمة التعديلات في المناهج المدرسية، يعمل “ابن سلمان” على تكثيف حفلات المجون، وتحويل بلاده إلى ساحة مفتوحة لاستضافة نجوم الفن والإثارة والدعارة والشذوذ الجنسي في العالم، دون اكتراث للمقدسات الإسلامية في أرض جزيرة العرب.
في تسويق المبرّرات يدَّعي “ابن سلمان” العملَ على تطهير المناهج التعليمية من الشوائب، وإزالة المواد التي تتهجَّمُ على الأديان الأُخرى، وهي محاولةٌ عبثيةٌ لإيهام أولياء نعمته في تل أبيب والبيت الأسود بأن بلادَه أصبحت منفتحةً، وأنها رمت بكُلِّ قيود المؤسّسة الدينية عُرضَ الحائط، لكنه للأسف لم يرمِ قيود المؤسّسة الدينية وثوابت الزواج المقدس بينها وبين المؤسّسة الحاكمة الممتد لأكثرَ من ثلاثة قرون، بل رمى كُـلّ تعاليم الإسلام عُرضَ الحائط، غير أَسِفٍ ما دام ذلك يُمهد الطريقَ للتربع على كُرسي الحكم.
كما ادَّعى المتحدِّثُ باسم السفارة السعوديّة في واشنطن “فهد ناظر” عام 2020، أن مسؤولي التعليم في بلاده، “وجدوا بعضَ المواد المرفوضة والمُسيئة في الكتب المدرسية، وبذلوا جهوداً لإزالتها من المنهج بأكمله، واستبدالها بمواد تُعزز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي”، وهي أكذوبة جديدة تصب في ذات السياق.
إجراءات “ابن سلمان” نالت مُباركة واشنطن منذ اليوم الأول لإعلانها، وقال حينها وزير خارجيتها، “ريكس تيلرسون”: إن “السعوديّة بدأت بمواجهة الدعاية المتطرّفة، من خلال إدراج موادٍّ جديدة وسحبِ أُخرى من مناهجها المدرسية”، وَأَضَـافَ وزير التعليم السعوديّ حينها، “أحمد بن محمد العيسى”، أن “بلاده بدأت بالتعامل مع الرابطة الأمريكية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار – نايك؛ مِن أجل تصميم مناهج ومعايير منهجية جديدة”.
كبيرة الباحثين المُقيمين في معهد “دول الخليج” بواشنطن، “كريستين ديوان”، أكّـدت هي الأُخرى تماشي: “التغييرات التي طالت المناهج المدرسية السعوديّة مع التوجّـه السياسي الجديد للمملكة”، ومع “أهميّة الأسرة الحاكمة في شرعيتها”.
ويدّعي الأمريكان وجودَ العديد من المواد المُثيرة لقلق أمنهم القومي في المناهج التعليمية السعوديّة، تُحرِّضُ على قتل وتدمير غير المسلمين، ومُعَادَاة السامية؛ لذا حث الكونغرس الأمريكي بوضوح في نحو العام 2016 السلطات السعوديّة، على حذف بعض آيات القرآن الكريم، التي تتناول بني “إسرائيل” والجهاد ضد الكفار، تتابعت بعدها طلبات الحذف والتعديل والإضافة كالسيل المنهمر.
وأعاد مسؤولان أمريكيان، في حديث لمجلة “التايم”، الفضلَ في التغييرات الجديدة في المهلكة، لولي العهد “محمد بن سلمان”، وأكّـدا تزامنها مع حث واشنطن للمملكة على التطبيع مع الكيان الصهيوني، ووصفت صحيفة “الديلي تليغراف” البريطانية، ذلك التغيير، بأنه “جُزء من تغييرات وتوجُّـهات أعمَّ في المملكة، تسمحُ بوجود علاقات دائمة مع اليهود والقبول بوجودهم في المنطقة”.
المثيرُ للسخرية وضعُ النظام السعوديّ تلك المناهجَ المُعاديةَ للغرب والسامية والكفار التي تطالب واشنطن بتغييرها اليوم بطلبٍ وإشرافٍ من واشنطن ذاتها، خلال الغزو السوفييتي لأفغانستان في سبعينيات القرن العشرين الميلادي، واليوم يتم حذفها بطلب وإشراف أمريكي وصهيوني لتتماشى مع أجواء التطبيع.
الأهدافُ والغايات:
تعملُ المنظماتُ “الصهيو – أمريكية، على تحقيق عدة أهداف من وراء صهينة المناهج التعليمية العربية؛ بما لذلك المنحى الخطير من تداعيات كارثية، ستمتد تأثيراتها على الأجيال العربية لعقود قادمة، منها:
1 – تغيير بُنية عقليات وثقافات وقناعات وتوجّـهات شعوب وأجيال جزيرة العرب والأمة العربية، وتغريبها ثقافيًّا وفكرياً وأخلاقياً، ومسخ هُــوِيَّتها ومُجتمعاتها، وسلخها عن دينها وعروبتها، وترسيخ مفاهيم تنافي تعاليم الإسلام وأخلاق العرب وتُهدّد بتجريف مبادئ الأجيال وقيمها.
2 – خلق شعوب عربية مُهجنة ومنبطحة لا تفقه من دينها سوى الاسم، وتربية جيل عربي سلبي خانع لا يعرفُ مُعَادَاة أَو كراهية الغرب أَو الكيان الصهيوني الغاصب، وُصُـولاً إلى ترسيخ مفهومِ عدم مُعَادَاة السامية في الذهنية العربية، وتحويل العلمانية إلى دين يتعبده الناس من دون الله.
3 – تمهيدُ “ابن سلمان” الطريقَ أمام بلاده للالتحاق بقطار التطبيع، والذي لم تعد حلقاته مُقتصرةً على التماهي الاستلابي في المجالَينِ: التعليمي والثقافي.
4 – وضعُ المناهج التعليمية الجديدة، “اليهودَ” في مرتبة متساوية مع “المسلمين”، من خلال الاستشهاد بنصوص تدَّعي اعتراف الإسلام بالتوراة ككتاب مقدَّس، وأن الإسلامَ يُبيحُ أكلَ طعام “الكوشر”، وهو الأكلُ الحلالُ في الدين اليهودي، والاعتراف بحق اليهود في أرض فلسطين السليبة، والادِّعاء بوجود صلة دينية لليهود بأرض فلسطين التاريخية، من خلال تضمين المناهج مُصطلحات جديدة كـ “الأرض اليهودية” و”أورشليم”.
5 – إيهامُ الطَّلَبة السعوديّين والعرب بأن اليهودَ حَمَلٌ وديع، لحقهم الكثير من الظلم قبل 70 عاماً ولا زالوا، وأنهم شعبٌ بلا أرض، تعرضوا لأبشع جرائم القتل في تاريخ البشرية، من خلال “الهولوكوست”، وهي محرقة مزعومة ادَّعى اليهود أن “هتلر” والنازية الألمان قتلوا 6 ملايين يهودي حرقاً في الحرب العالمية الأولى، ولا زالت هذه الأُكذوبةُ ورقةَ ابتزاز يُمارسها الصهاينةُ على ألمانيا إلى يوم الناس، ويعملون بكل الوسائل على تحويلها إلى حقيقةٍ وتاريخ، وللأسف وجدوا من أشباه الرجال والنساء في أوساط المثقفين العرب من يُصدِّقها ويُسوِّقها.
ولم يتوقفِ النظامُ السعوديّ عند حدود تدريسِ هذه الأكذوبة في مناهجه، بل وشهدت السنواتُ الماضيةُ زيارةَ رئيس رابطة العالم الإسلامي “محمد العيسي” لمتحف تخليد ذكرى المحرقة اليهودية، وعِش رجباً ترى عجباً.
تعديلاتٌ سعوديّةٌ متدحرجة:
أجرت الرياضُ تغييراتٍ كبيرةً على مناهجها التعليمية، للأسف الشديد قامت على تغييب القضية الفلسطينية بصورة كلية منها، بعد أن كانت تتشدق بعدم التفريط بها.
من أبرز التعديلات في مناهجها للعامين الدراسيين 2019/ 2020 و2022/ 2023م:
1 – إلغاءُ كلمة “فلسطين” من خرائط كتاب الجغرافيا للمرحلة الثانوية، وترك المكان شاغراً، في ظل ضغط أمريكي صهيوني لإدراج كلمة “إسرائيل” في الخرائط، وبالفعل تم إدراجُها في مناهجَ عدة دول عربية، وتجنبت المناهج الجديدة إدراج خرائط تضع حُدوداً للكيان الصهيوني الغاصب، ومناطق السلطة الفلسطينية.
2 – استبدال كلمة “الصهيونية” و”العدوّ الإسرائيلي” أَو “العدوّ الصهيوني” و”الجيش الصهيوني” بـ “إسرائيل” و”الاحتلال الإسرائيلي” و”جيش الاحتلال الإسرائيلي” و”الجيش الإسرائيلي”، وكلمة “النكبة الفلسطينية” بـ “الحرب الفلسطينية 1948″، في مقدمة لتربية الجيل العربي على أن الكيان الصهيوني الغاصب لم يعد عدوَّ العرب والمسلمين الأوحد، بل صديقٌ حميمٌ وشعبٌ مظلومٌ له الحقُّ في الحياة والبقاء.
ومن المفارقات العجيبة وصفُ أدبيات الأمم المتحدة ما جرى في العام 1948 بالنكبة والنكسة، بينما يصفُها المنهجُ السعوديّ المهجن بالحرب.
3 – إزالة مصطلح “الكيان الصهيوني” أَو الدولة “غير الشرعية” التي أقيمت؛ بهَدفِ التوسع على حساب الفلسطينيين.
4 – استبدال مصطلحات مدينة “القدس” أَو “بيت المقدس” بمدينة “أورشليم”، وإبراز ارتباط اليهود بما يُسمَّى “هيكل سليمان” على اعتبار أنه حَقٌّ توراتي.
5 – إزالة درس للشعر الوطني من كتاب اللغة العربية للمرحلة الثانوية يتحدث عن “معارضة الاستيطان اليهودي في فلسطين المحتلّة”، و”احتلال اليهود للأرض المقدسة”، وحذف فصل كامل بعنوان “الخطر الصهيوني”، وإزالة صور للمسجد الأقصى، ومادة تعريفية بأنه موجودٌ في القدس المحتلّة.
6 – حذف مادة تتحدث عن النتائج الإيجابية للانتفاضة الفلسطينية الأولى من كتاب الدراسات الاجتماعية المقرّر على طلاب الثانوية، وإزالة فصل كامل يتحدث عن القضية الفلسطينية، وإلغاء كتب التاريخ عبارة تقول: “إنّ منظمة التعاون الإسلامي تأسَّست إثرَ “الحريق الإجرامي الذي ارتُكب على يد عناصر صهيونية في مدينة القدس المحتلّة عام 1969″، والاكتفاءُ بذكر تاريخ تأسيس المنظمة وأهدافها، ولم يعد الكتاب يعترف بتورّط إسرائيل في حريق المسجد الأقصى عام 1969.
7 – تغيير عبارة “محاولة إنشاء الكيان الصهيوني” إلى “الانتداب البريطاني لفلسطين”، مُخففاً التدخل البريطاني في عملية إنشاء الكيان الغاصب وتمكينه من أرض فلسطين السليبة، ومُقللاً من أهميّة السيطرة اليهودية على أجهزة دولة الكيان الغاصب الناشئة واقتصادها، وإزالة التصريحات المتعلقة بـ “تعيين عدد كبير من اليهود في مناصب رفيعة” من قبل البريطانيين، و”تسهيل شؤون اليهود لتنظيم أنفسهم وتدريبهم على استخدام الأسلحة النارية”، و”دعم اليهود اقتصاديًّا وعسكرياً”، وحذف بيان يفيد بأن المفوض السامي الأول لفلسطين “هربرت صموئيل” كان يهودياً وليس بريطانياً.
8 – إزالة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من الدور الإفسادي لليهود، وترسم للمسلمين من هم أعداؤهم ومن يشكل خطورة عليهم.
9 – حذفُ فقراتٍ تتحدث عن سعي اليهود للسيطرة على العالم، وتُحذِّرُ من مخطّطاتهم لإقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات مُرورًا بالمدينة المنورة.
10 – حذفُ نَصٍّ نبوي من منهج الصف السابع يتحدث عن الحرب بين اليهود والمسلمين بأنها أمر حتمي يقتُل فيها المسلمون اليهود، تحدث الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أنها تكون في نهاية الزمان: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ويختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر ويقول الحجر والشجر، يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعالَ واقتلْه”.
11 – إزالة مادة من كتاب الدراسات الاجتماعية الخَاصَّة بالثانوية، تتحدث عن “ذكر أحد المزاعم الصهيونية المتعلقة بحقهم في أرض فلسطين العربية”، ودحضها بالوثائق التاريخية والدينية، وحذف نص يتحدث عن عدم وجود حقوق دينية تاريخية لليهود بأرض فلسطين، ونص يشرح آية من سورة البقرة، تُحذر من تقليد اليهود في عمل الحيل للإفلات من شرع الله، كما فعل “أصحاب السبت” الذين تحولوا إلى قرود.
12 – إزالة أغلب الآيات القرآنية التي تهاجم عبادة الأصنام والشيطان وتشير إلى عذاب الله بتحويل بعض اليهود إلى قرود وخنازير من كتب الدراسات الإسلامية، وحذف الآيات التي تتهم اليهود بالكذب على الله وقتل الأنبياء والخروج عن دين الله، وتدعو لمحاربتهم إلا أن يدفعوا الجزية.
13 – منع عرض الكتب المعادية للسامية في المعارض الدولية للكتاب.
14 – إدراج نصوص في كتب التربية الإسلامية الجديدة تتحدث عن الإيجابية في العلاقات بين اليهود والديانات الإسلامية والمسيحية؛ باعتبارها المصدر الرئيسي لحقوق الإنسان والحريات العامة، وأن الوصايا العشر التي نقلها نبي الله موسى -عليه السلام- لقومه، هي الأرضية التي يجب التمسك بها في العلاقات بين الشعوب بغض النظر عن الهُــوِيَّة والدين والعرق، وأن أعظم أشكال التعايش بين الديانات الثلاثة، هي زواج الرجال المسلمين أَو المسيحيين من النساء اليهوديات.
والأكثر إثارة تماهي علماء السلاطين في المهلكة مع توجّـهات “بن سلمان”، من ذلك دعوة إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة، “عبدالرحمن السديس” في 6 سبتمبر 2020، إلى الحوار والعطف مع غير المسلمين، وأشَارَ بالتحديد إلى اليهود.
وامتد الأمر إلى وسائل الإعلام السعوديّة، حَيثُ عرضت قناة MBC قبل ثلاثة أعوام المسلسل الدرامي “أم هارون”، ونالت هذه الخطوة إشادة معهد “إمباكت إس إيه” العبري، معتبرًا المسلسل رسالة واضحة أن “اليهود والمسيحيين والمسلمين يعيشون معاً في سلام”.
15 – حذف الإشارات التي تُشيطن اليهود والمسيحيين، وتصفهم بأنهم غير مُؤمنين، والنصوص التي تصف اليهود بأنهم غير مُطيعين.
16 – إزالة 19 محتوى يتعلق بالموقف من المسيحيين واليهود، وإلغاء النصوص القرآنية التي تُحض على “الكراهية” تجاه الأديان الأُخرى، وتُحرِّم الصداقات مع اليهود والمسيحيين.
17 – حذف النصوص التي تتحدث عن الأحكام الشرعية في الزنا وأفعال الشذوذ الجنسي “المثليين” وأعمال السحر والكفر والشعوذة، ومنح تسهيلات للمثليين الأجانب، ومُؤيدي الشذوذ الجنسي الزائرين للمهلكة؛ ما جعل السعوديّة في الأعوام الأخيرة من أهم الوجهات للمثليين والشاذين في العالم.
18 – إدخَال مواد تنتقد الجماعات الإسلامية مثل حزب الله والقاعدة وأنصار الله والإخوان المسلمين.
19 – إدراج المفكر الأمريكي المعروف بمعاداته للإسلام “صموئيل هنتنغتون” صاحب نظرية صراع الحضارات وعدد من المفكرين الغربيين الآخرين المعادين للإسلام في المناهج، في سابقة خطيرة.
20 – حذف بعض المناهج من “كتاب التوحيد” لزعيم الوهَّـابية الشيخ “محمد بن عبدالوهَّـاب”.
21 – حذف حديث نبوي يروي أن النبيَّ محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- طلب من خادمه قبل موته، أن يدخل الإسلام، قائلاً: “الحمدُ لله إن اللهَ أنقذَه من النار”.
22 – حذف نصّ يذكر أن “الشهادة هديةٌ من الله وشرفٌ إلهي”، والنصوص المتعلّقة بمحو خطايا الشهداء.
23 – حذف وحدة كاملة تتحدث عن الجهاد، وإعادة صياغة كيفية تدريس مفهوم الجهاد بما يتوافق مع الهوى “الصهيو – أمريكي”، تحت مبرّر الحد مما أسموه “احتمالات تجنيد الإرهابيين”، وإدراج دروس تمنع الجهاد المسلح منعاً باتاً إذَا لم يوافق الحاكم أَو الوالد على ذلك.
24 – تضمين كتاب الصف السابع صورة كرتونية لامرأة باسمة، تقول: “أعتقد أن إضافة مواد اقتصادية على المقرّر أمر إيجابي”.
فيرد رجل: “ما هذا الرأي؟، من أنت حتى تقولي هذا الشيءَ؟”.
وتعليم الجواب باللون الأحمر؛ مِن أجل تشجيع التلاميذ على النقد.
ولهذه الغاية تم إضافة كتابين إلى المناهج بعنوان “التفكير النقدي”؛ بهَدفِ ما أسموه الترويج لـ “الحوار واحترام الآخر، والتشجّع على السلام والتعايش من خلال التركيز على معاهدات واتّفاقيات تاريخية بين المسلمين الأوائل وغير المسلمين تحت سقف الإسلام”.
وإضافة نص بعنوان “الإسلام يحمل رسالة السلام”، ضمنوّه 8 أمثلة عن اتّفاقيات تاريخية عقدها النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- مع مجتمعات غير المسلمين، منها اتّفاقُ المدينة مع اليهود، المعاهدة مع يهود خيبر، سلام نجران مع المسيحيين، عَقدَي مصالَحة مع قبائل عربية، وأدرجوا تلك الاتّفاقيات في إطار “تعزيز الشراكة بين أتباعِ الديانات والثقافات في القضايا المشتركة، وترسيخ معاني التعايش الإنساني”.