وفدٌ أمريكي في السعوديّة لمناقشة “التطبيع” مع الكيان الصهيوني
المسيرة | خاص:
في إِطارِ الخُطواتِ المتسارعةِ لإبرامِ صفقةِ تطبيعٍ بين العدوِّ السعوديٍّ وكيانِ العدوِّ الصهيوني، استقبلت الرياضُ قبلَ أَيَّـامٍ وفدًا دبلوماسيًّا أمريكيًّا تم إرسالُه إلى المملكة لاستكمال المناقشات حول الصفقة الخيانية التي تدفع الولايات المتحدة منذ مدة نحو إتمامها بشكل رسمي، في الوقت الذي يواصل فيه النظام السعوديّ التمهيد لها عن طريق كسر الحواجز أمام العلاقات مع كيان العدوّ في العديد من المجالات، وتهيئة الرأي العام للقبول بالصهاينة تحت عنوان التعايش.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، قبل أَيَّـام: “إن مبعوث الإدارة الأمريكية للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومساعدة وزير الخارجية، باربرا ليف، وصلا إلى الرياض؛ “لمناقشة مساعي التطبيع (مع إسرائيل) إضافة إلى مجموعة أوسع من القضايا الإقليمية، بما في ذلك اليمن”
وكان سوليفان نفسه قد زار المملكةَ عدة مرات خلال الفترات الأخيرة؛ لمناقشة قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن السعوديّة استدعت مسؤولين فلسطينيين مؤخّراً إلى المملكة؛ بحجّـة “مناقشة مطالبهم” المتعلقة بأي اتّفاق جديد بين الرياض وتل أبيب؛ وهو ما يبدو كمحاولة سعوديّة للتخفيف من وقع فضيحة التطبيع عن طريق التظاهر بالاهتمام بمطالب الفلسطينيين ومراعاتها في الصفقة التي تمثل برمتها خيانة إجرامية للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني.
وتعلنُ الولايات المتحدة بشكل متكرّر أنها تعمل باستمرار على التوصل لاتّفاق تطبيع بين السعوديّة والكيان الصهيوني؛ وهو ما لا تنفيه المملكة التي تشهد في الوقت نفسه اندفاعًا صادمًا وفاضحًا نحو كسر الحواجز أمام إقامةِ علاقات مع الصهاينة في مختلف المجالات، حَيثُ أصبحت السعوديّةُ تستقبل وفودًا وشخصياتٍ صهيونيةً تحت عناوينِ المشاركة في أحداث رياضية واقتصادية وثقافية وغيرها.
ومؤخّراً وجّه رئيس وزراء كيان العدوّ بنيامين نتنياهو كلمةَ شكر للسعوديّة؛ لأَنَّها استقبلت رحلة ركاب صهيونية في مطار جدة وتعاملت مع من كانوا على متنها “بدفء” حسب تعبيره.
وبالتزامن مع كُـلّ تلك الخطوات تشهد المملكة موجة تغييرات فاضحة في المناهج الدراسية، بصورة تهيِّئُ بشكلٍ مباشرٍ للتطبيع، حَيثُ تمت إزالةُ وتغيير كُـلّ ما يتعلق بالصراع مع الصهاينة واليهود من المقرّرات المدرسية، بما في ذلك النصوصُ الدينيةُ والحقائق التاريخية، كما تمت إزالةُ المواضيع التي كانت تتحدث عن جرائم العدوّ الصهيوني بحق الفلسطينيين واعتداءاته على المسجد الأقصى.
وكان ولي العهد السعوديّ قد أعلن بشكل واضح أن بلاده ترى إسرائيل “حليفًا محتملًا” وأنها تؤمن بما أسماه “حق اليهود” في أرض فلسطين.
وبرغم أن صفقةَ التطبيع لم تتم بشكل رسمي بعد، فَـــإنَّ ذلك لم يقف أمام الشراكة العملية بين السعوديّة والكيان الصهيوني في العديد من الجوانب، بما في ذلك مِلف العدوان على اليمن، حَيثُ أكّـدت العديد من وسائل الإعلام العبرية أن “إسرائيل” تعتبر “عضوًا غيرَ رسمي” في ما يسمى “التحالف”، وأنها تقومُ بأدوار عمليةٍ متعددةٍ في هذا الجانب.