التواجدُ الأمريكيُّ جنوب اليمن جزءٌ من الضمانات الأمنية التي تطلبُها الرياضُ مقابلَ المضي في مسار التطبيع
المسيرة| تقرير| محمد حسين فايع:
تعمل واشنطن بشكل متسارع على تقديم الإغراءات والوعود للرياض في مقابل البقاء تحت مظلة المخطّط الأمريكي فيما يتعلق باستمرار العدوان والحصار على اليمن وشعبه وبما يمكن الأمريكي من إقامة قواعده العسكرية في المحافظات اليمنية المحتلّة وفي جزره ومياه الإقليمية تمهيد لفصل جنوب اليمن عن شماله بل وتقسيمه إلى كنتونات متناحرة وهذا الهدف تتقاطع فيه الرياض وأبو ظبي مع الأمريكي بحسب مصلحة وهدف كُـلّ منهما.
في ذات السياق يكشف تسارع التواجد الأمريكي العسكري في البحر الأحمر وباب المندب وُصُـولاً إلى المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلّة والمتزامن مع مساعٍ أمريكية حثيثة للتسريع بتطبيع العلاقات بين الرياض وتل ابيب يأتي كجزء من الشروط التي اشترطها النظام السعوديّ على أمريكا مقابل المضي في ملف تطبيع بين السعوديّة وكيان العدوّ الإسرائيلي ومنها توفير الضمانات الأمنية للرياض
موقع ـCNN كشف نقلاً عن مصادر عليمة في البيت الأبيض بان وفد أمريكي سيزور السعوديّة قريبا للدفع بالتطبيع مع إسرائيل قُدُمًا.
وأوضح الموقع أن اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، سيجتمعان، الأربعاء، مع مسؤولين سعوديّين في الرياض، حَيثُ تواصل الولايات المتحدة العمل خلف الكواليس للدفع قدما باتّفاقية تطبيع محتملة بين السعوديّة وإسرائيل، حسبما قال مسؤول أمريكي لشبكة CNN.
وقال المسؤول إن بريت ما كغورك، المسؤول بمجلس الأمن القومي الأمريكي، وصاحب الخبرة في السياسات المتعلقة بالشرق الأوسط، وباربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون المنطقة، سيشاركان في المحادثات.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن ما كغورك وليف سيكونان قريبا في الرياض، مُضيفاً أن هذه كانت “زيارة مقرّرة منذ فترة طويلة في شهر أغسطُس وأن ما كغورك سيتوقف أَيْـضاً في البحرين، قبل زيارة ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى واشنطن الأسبوع المقبل.
وَأَضَـافَ المتحدث: “التطبيع هو إحدى القضايا العديدة التي نعمل عليها في منطقة الشرق الأوسط، لقد سبقت التقارير الصحفية هذه العملية حقا، وكما قال الرئيس (جو بايدن)، بينما نرحب بهذه الإمْكَانية، ونعمل بشكل بناء مع الحكومتين لمعرفة ما هو ممكن، إلا أن هناك طريق طويل يجب قطعه بشأن هذه المجموعة من القضايا”.
وتأتي الاجتماعات الأمريكية السعوديّة في الرياض بعد يوم من زيارة مسؤولين فلسطينيين للسعوديّة؛ لمناقشة مطالبهم من الإسرائيليين إذَا مضت السعوديّة وإسرائيل قدما في اتّفاق جديد واسع النطاق، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وإحدى النقاط الشائكة في التطبيع المحتمل بين البلدين هي علاقة إسرائيل المضطربة مع الفلسطينيين.
وقال المسؤولون إنه ليس من المتوقع أن يجتمع المسؤولون الأمريكيون مع الفلسطينيين في الرياض.
لكن إدارة بايدن حرصت على التعامل مع الفلسطينيين على مدار العامين ونصف العام الماضيين، وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الثلاثاء، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية.
وقالت الخارجية الأمريكية إن بلينكن “واصل تأكيد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، وأعرب عن المخاوف بشأن أعمال العنف الأخيرة”.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر: إن وزير الخارجية ومحمود عباس “ناقشا دعمهما لحل الدولتين ومعارضة الإجراءات التي تهدّد بقاءَه”.
وأضاف: “أعرب الوزير عن قلقه المُستمرّ بشأن العنف المُستمرّ في الضفة الغربية، وأكّـد مجدّدًا دعم الولايات المتحدة للتدابير الرامية إلى تعزيز الحرية والأمن وتحسين نوعية الحياة للشعب الفلسطيني”.
وتحدث بلينكن أَيْـضاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، وقال ميلر: “ناقش الوزير ورئيس الوزراء المصالح المشتركة، بما في ذلك توسيع التكامل الإقليمي لإسرائيل ومواجهة التهديدات التي تشكلها إيران”.
وأضاف: “أكّـد الوزير دعم الولايات المتحدة المُستمرّ للسياسات التي تضمن الحرية والأمن والرخاء للإسرائيليين والفلسطينيين على حَــدٍّ سواء”.
إن تنفيذ الشرط الأمني للرياض المتعلق بالوضع في اليمن يتطلب تواجدًا أمريكيًّا عسكريًّا آمنًا في المحافظات والجزر والمياه اليمنية بشكل دائم وآمن ومستقر فهل تستطيع أمريكا تحقيق ذلك لحماية تواجدها العسكري أولاً من ضربات القوة الضاربة للشعب اليمني؟! فضلا عن حماية السعوديّ أَو الإماراتي وخَاصَّة أنه ثبت من قبل عكس ذلك؟!
ما لم تلتقط دول تحالف العدوان وفي مقدمتها السعوديّ والإماراتي ومن خلفهما الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني فرصة الخروج من المستنقع اليمني عبر الذهاب إلى تلبية مطالب الشعب اليمني العادلة والإنسانية فَـــإنَّ المغامرة الأمريكية والبريطانية والأماني الصهيونية والسعوديّة والإماراتية ستبقى مُجَـرّد أماني غرور شيطانية لا يمكن لها أن تتم على الإطلاق إذَا أن اليمن اليوم بشعبه وقياداته وقوته الضاربة العسكرية الصاروخية منها والجوية البرية والبحرية في اتم الجهوزية وتمتلك اليوم القدرة والاقتدار.
كما يمتلك الشعب اليمني في نفس الوقت العزيمة والإرادَة والجراءة أكثر بكثير من أي وقت مضى ولن تتردّد قيادته وقوته الضاربة عن استهداف أي تواجد أمريكي كان أَو بريطاني أَو غيرهما في بر أَو جزر أَو مياه اليمن الإقليمية وبمختلف المنشآت السعوديّة والإماراتية والحاق الخسائر الكارثية غير المسبوقة والتي لن تقتصر حينها على البعد الإقليمي بل ستتجاوزه إلى البُعد الدولي.