حكومةُ الإنقاذ تدشّـنُ احتفالياتِ المولد النبوي الشريف بفعالية خطابية واسعة
المسيرة: متابعات
دشّـنت حكومةُ الإنقاذ الوطني، أمس السبت، فعالياتِ الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم- للعام 1445هـ.
وألقى رئيس الوزراءِ، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، كلمة بالمناسبة رحّب في مستهلها بكافة القيادات المدنية والعسكرية وأصحاب الفضيلة العلماء والشخصيات المدنية التي حضرت التدشين، مؤكّـداً أن أبناء اليمن أكثر الناس قرباً واحتفاءً واحتفالًا وتضامناً مع رسول الله منذ اللحظة الأولى للدعوة الشريفة التي واجه خلالها العداء من قبل قومه في قريش.
وأوضح أن اليمنيين من أكثر الشعوب العربية والإسلامية اعتزازاً برسول البشرية جمعاء محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، لافتاً إلى اللحظة التاريخية التي جاء فيها الرسول الأكرم وكانت حالكة الظلمة وتُرتكب فيها الموبقات ويتم فيها وأد البنات ليكون منقذَ ومخرجَ الناس من تلك الظلمة إلى نور الإسلام والإيمان.
وقال: “حكومة الإنقاذ ربما هي أكبر حكومة يمنية احتفت بالمولد النبوي الشريف على هذا النحو الواسع في الوقت الذين يتعرض فيه الوطن للعدوان والحصار وفي اللحظة التي يحتفي بها المعتدون بأشياءَ أُخرى لا علاقة لها بالإسلام كاحتفائهم بالمغنيين والراقصين والراقصات”.
وَأَضَـافَ “في اللحظة التاريخية التي يسجل فيها الشعب اليمني نقاطَ قوة للإسلام، فَــإنَّ المعتدين يذهبون إلى العدوّ الصهيوني زاحفين؛ طلباً لوُدِّه؛ وليوقعوا معه الاتّفاقات المعلَنة والخفية بل وفتح سفارات لهذا العدوّ الغاصب في بلدانهم وكأنما الله اختار لهم الخزيَ والعارَ بقتلهم شعب الإيمان والحكمة”.
وتابع رئيس الوزراء قائلاً: “نجدد العهد لرسولنا الكريم ليس قولاً بل فعلًا؛ لأَنَّنا حقيقة نسعى لتمثل أخلاقه الكريمة وصبره وجهاده وفي كُـلّ ما أنجزه للإنسانية”.
وتطرق إلى المحطات التاريخية المهمة التي سيحتفي بها الشعب اليمني خلال شهر سبتمبر الحالي المتمثلة بثورتَي 21 و26 سبتمبر، إلى جانب هذا الحدث الضخم الذي نحتفي به ومن خلاله برسول الله؛ امتداداً للاحتفال به كُـلّ عام وبكل ما قدمه للبشرية من سلوك قويم وأقوال شريفة.
واعتبر الدكتور بن حبتور المولدَ النبوي لحظاتٍ مهيبةً واستثنائية لجميع اليمنيين وخالدة دومًا في حياتهم ووجدانهم، معبراً عن الشكر والتحية لمكتب رئيس الوزراء والأمانة العامة للمجلس على تنظيم الفعالية ولكل من حضر وشارك فيها.
وفي الفعالية التي حضرها نائبا رئيسِ الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان وشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، وعددٌ من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والقضاء الأعلى والشورى، استعرض وزير الدولة حميد المزجاجي الدلالاتِ والمعانيَ التي تحملها هذه الذكرى العظيمة في قلوب كافة اليمنيين، معتبرًا إياها عيداً من أعياد الأُمَّــة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
واعتبر المزجاجي “الاحتفالَ بذكرى المولد النبوي، محطة توعوية للتزود من سيرة الحبيب المصطفى “النور والطهر، والقيم والمبادئ ومكارم الأخلاق، ومحطة تعبوية للشعب اليمني”، خُصُوصاً وهو يخوض معركته؛ دفاعاً عن الأرض والعرض في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي”.
وأكّـد الوزير المزجاجي، أهميّة الاحتفاء بالمولد النبوي لإظهار المحبة والبهجة والفرحة بيوم مولده وإحيَـاء القيم والمبادئ والأخلاق والمُثُل العُليا التي جاء به النبي الكريم، وتعريف النشء والأجيال بسيرته العطرة، والتأسِّي به والاقتدَاء بهديه والسير على نهجه، وتعزيز عوامل الإحسان بهذه الذكرى، من خلال إطعام الطعام وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين.
من جانبه، أكّـد مفتي محافظة تعز، العلامة علوي سهل بن عقيل، في كلمة العلماء، أهميّة الاحتفاء بذكرى المولد النبوي لإبراز عظمة النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- ومدى ارتباط أهل اليمن بالنبي الخاتم ودورهم في نصرته ومساهمتهم في نشر الإسلام.
وأشَارَ إلى أهميّة إحيَـاء هذه المناسبة وجعلها محطة تعبوية يتزود منها الشعب اليمني في الجوانب المعنوية والتربوية والأخلاقية في مواجهة التحديات والصعوبات وفضح التوجّـهات والمؤامرات التي تسعى إلى فصل الأُمَّــة عن الرسول الكريم وتعاليم القرآن والإسلام السمحاء.
وتطرق العلامة بن عقيل إلى مكانة أهل اليمن وفضائلهم عند النبي الكريم، ودورهم التاريخي في مناصرة الرسول وكذا دورهم على مر التاريخ في حمل راية الإسلام ونشره في مختلف أرجاء المعمورة.
واعتبر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف محطةً توعويةً؛ لتعزيز الارتباط الوثيق بمنهج الرسول الأعظم والاقتدَاء بهديه والسير على نهجه والتزود من سلوكه ومبادئه في الصبر والثباتِ في مواجهة العدوان.
كما أكّـد مفتي محافظة تعز أن “إحيَـاءَ المولد النبوي فرصةٌ للعودة إلى قيم ومبادئ وأخلاق وصفات وسيرة النبي العطرة والاعتزاز بالثقافات القرآنية والهُــوِيَّة الإيمانية الأصيلة والدعوة لتجسيدِها في الحياة والمعامَلة اليومية للأُمَّـة”.
وبيَّنَ أن “رسالة الإسلام التي تلقاها سيدُ الخلق وأشرفُ المرسلين حرصت على إرساءِ مبادئ العدل والقِسْطِ وقواعد التعايش بين البشر وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة”.