الأولوياتُ الـ 5.. ركائزُ عامَّةٌ لمنطلقاتٍ صحيحة
منتصِر الجِلِّي
هي تسعةُ أعوام من العدوان والحصار، تسعٌ من الدمار والخراب، تسعٌ من عدوان عاث في الأرض الفساد، في المقابل واجه شعبنا بتسع أُخَرَ من المواجهة والصبر، والجهاد والعزم، من الشهداء والجرحى، تسع ارتفع فيها صوت المظلومية حتى جاهر العالم، ولا عالم يسمع وجميع العالم موتى.
حقيقة سعت من خلالها دول العدوان الأمريكي السعوديّ أن تنسف صحتها وتمحي أثر صواريخها، ودمارها، وقتلاها ودماء وأشلاء الثُّكالى، جريمة حرب عُظمى لا تُمحى بالتقادم أَو تُنسى بمرور السنوات، وكيف لشعب كشعبنا اليمني أن ينسى عدوه الذي أقضَّ مضجعه ودمّـر كُـلّ شيء، أنَّى له النسيان وكلّ شيء حوله خراب، في كُـلّ شبر من الأرض اليمنية جريمة شاهدة على قبح العدوّ وخبثه وحقده الدنيء.
وإن فرض العدوّ واقعاً هو واقع الحرب “الهجينة” كما أسماها فخامة الرئيس المشاط، عشية لقائه قبائل ووجهاء محافظة صنعاء، الثلاثاء الماضي، فترة من الهدنة التي حاول العدوّ أن يجر القوى الوطنية إلى مربع لا حرب أَو سلم، لا حَـلّ لأي ملف يُمكن فتحه بمصداقيةٍ ونقاشه للخروج بحلول جذرية له.
عشيَّة ذلك الإنذار الأخير الذي أطلقه سماحة السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد، كان إنذاراً حاسماً إلى دول العدوان، حين ذاك تحَرّكت المياه الراكدة شيئاً ما، بوصول الوفد الوطني إلى صنعاء برفقة الوسيط العماني، وحين عادت الوساطة العمانية بمُخرجات اللقاء الذي جمعهم بالقيادة، صاح الأمريكي والمبعوث الأممي، وجميعها عراقيل لعرقلة أي اتّفاق قد يتم، لتحرير الملف الإنساني ومعالجة وضعية الحرب، ودفع استحقاقات الشعب، منها المرتبات كأولوية.
وفي سياق الأولويات التي حدّدها قائد الثورة، وتحدث عنها فخامة الرئيس المشاط بمحافظة صنعاء، مُضيفاً إليها أولويتان، بدءاً بمواجهة العدوان وهذا العنوان العريض الذي تُجمع عليه كُـلّ القوى الوطنية والمناهضة للعدوان إلا من أبى!
طائفة من الغوغائيون الذين يريدون نسيان تلك الدماء والشهداء، وتضييع القضية الوطنية وتسليم الاستسلام عن النصر والتمكين، مقابل ترهات لا تحقّق على الميدان شيئًا، مع علم الصغير والكبير أين تكمن المشكلة الاقتصادية ومن عمل على نقل البنك وقطع مرتبات موظفي الدولة، الغوغائيون شرذمة تنفست مؤخّراً لتخرج قائلة بأن الحرب انتهت، وأي انتهاء حسبوه؟ والمعركة في أشد ميقاتها الفعلي، الغوغائيون هم أصوات نشزت من كهف العدوان ومخطّطه القذر لتحريك أوراق قديمة قد مزقها شعبنا حين تهاوت رؤوسها.
أولوية أُخرى هي أَسَاس عام بنى عليه شعبنا قاعدة النصر وهي حتمية واجبة من منطلق تحقيق النصر الفعلي وهي الحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية، والوضع الداخلي للبلد من الفوضى والمنازعة وشق الصف، وتوحيد الكلمة ولبنة المجتمع تحت قاعدة مواجهة العدوان ودفع الغزاة ورفع الحصار.
فيما كانت الأولوية الثالثة والتي جاءت في تصحيح إرث الماضي، ودفن فساد مؤسّسات الدولة كما أشار فخامة الرئيس إلى ذلك من خلال عدة اعتبارات ليست حصراً على التغيير الفردي بل الجذري، والذي تمثَّل في أساليب وأشكال ونُظُم وقواعد يبدو عليها المرض المُزمِن على مدى ثلاثة عقود من الزمن، مؤسّسات ليست بالشكل الذي يمكن أن تمثل حجمها الهابط لبلد بأكمله من خلال النقص والتهالك والفساد الذي جاءت عليه ثورة 21 سبتمبر لتتفاجأ بدولة اللا دولة وقوام لا يمثل مؤسّسات بلد.
بالحديث عن الأولويتين اللتين أشار إليهما فخامة الرئيس المشاط، تمثلتا في الاستثمار الداخلي وتهيئة بيئة اقتصادية للنهضة الاقتصادية وتوعية المتجمع بذلك، وهذا ما يجب أن يستشعرَه الجميعُ في البناء الزراعي والاكتفاء الذاتي والاستثمار الداخلي كفرص عامة تفيد البلد، من جانب تمثلت الهُــوِيَّة الإيمانية والحفاظ عليها وتعزيز سبل ذلك من أبرز العوامل الهامة في بناء مواطن صالح يقدر مقومات النهضة الحقيقية على مستويات القطاعات الخدمية والإدارية، وتحصين المجتمع من حرب الأعداء التي تستهدف الشعوب أبرزها الإسلامية لتخرجها عن ثوابتها والتزاماتها.
أولوية لهي من الواقع بمكان، حَيثُ إن قوى الفساد الكبرى أمريكا ومن تولاها في سعي دؤوب إلى فرض غايات الشيطان في الأرض منها، الفساد الأخلاقي والإعلامي والشذوذ المباح بطرق تشرعنه بين أوساط المجتمعات تحت يافطة عولمة الرأي وحرية الآخر.
واقع رسم ملامحه الرئيس المشاط كأولوية يجب مواجهتها وتحصين المجتمع من خلال الهُــوِيَّة الإيمانية الدينية الجامعة، من خلال ما تقدم نجد أن الأولويات التي حدّدت لهي الضمان والكفيلة بحماية الشعب وترابه وأرضه وقضيته ومساراته النهضوية الصحيحة، للبقاء الصحيح على عجلة من الوتيرة الصحيحة.