مدير عام المنطقة التعليمية بمديرية شعوب محمد صلاح في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: العدوانُ يعملُ على مختلف المسارات لعرقلة العملية التعليمية
المسيرة: حاوره/ منصور البكالي:
قال مدير عام المنطقة التعليمية بمديرية شعوب محمد صلاح، أن الحافز الشهري انعكس إيجابياً على أداء المعلمين في الميدان العملي، مؤكّـداً أن العدوان الأمريكي السعوديّ يركّز خلال هذه المرحلة على استهداف الجبهة الداخلية، وإعاقة أداء المؤسّسات التعليمية، وصرف أبناء المجتمع عن التحصين والتسلح بالعلوم والمعارف.
وأشَارَ في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” إلى أنه لولا جهود المتطوعين لنجح العدوان في إفشال العملية التعليمية، منوِّهًا إلى أننا بحاجة إلى تفعيل صندوق دعم المعلم، وحُسن اختيار مدراء ومديرات مدارس يستشعرون المسؤولية.
إلى نص الحوار:
– بداية.. ما تقييمُكم لواقع العملية التعليمية في بلادنا بعد مرور 9 سنوات من العدوان والحصار وانقطاع الرواتب؟
في البداية نتقدم بالشكر لكل المعلمين الصامدين في متارسهم، الأوفياء لدماء الشهداء، ولوطنهم، ودينهم، وقيادتهم.. والحقيقة أنه منذ بدء العدوان، وانقطاع الرواتب، يعمل الكادر التربوي والتعليمي بكل جهد، دون كلل أَو ملل، مستشعرين المسؤولية، في مواجهة العدوان والحصار، كما أن اهتمام القيادة بالعملية التعليمية هذا العام أعطى دفعة معنوية وكبيرة انعكست على مستوى الأداء والانضباط، ونؤكّـد أن العملية التعليمية التي تعرضت للاستهداف الممنهج، بشكل مباشر وغير مباشر قادرة على العودة، والمنافسة، والجدارة بإذن الله، وقادرة على تجاوز الصعاب والتحديات، ونحن حاضرون بكل طاقاتنا ونشاطنا للوقوف صفاً واحداً إلى جوار المعلم، ومساندته بالمتطوعين وتقديم ما نستطيع لحل مشكلاته المالية والصحية وغيرها بقدر المستطاع، ونستطيع القول إن مستوى التحصيل في العملية التعليمية لهذا العام سيكون أفضل من الأعوام السابقة؛ لأَنَّ الجميع يشعرون بروح المسؤولية ويعملون بها، والواقع مقبل على تحولات جذرية قد تطال كُـلّ المقصرين والمتنصلين عن القيام بواجباتهم.
– العدوان الأمريكي السعوديّ استهدف العملية التعليمية بشكل مباشر وغير مباشر.. ما مظاهر هذا الاستهداف؟
من مظاهر الاستهداف المباشر، استهداف المدارس، وقرار نقل البنك الذي أَدَّى إلى قطع المرتبات، والتحريض ليل نهار لتثبيط المعلمين، ومن مظاهر الاستهداف غير المباشر استقطاب المعلمين والمعلمات والموجهين والموجهات إلى المدارس الخَاصَّة، وأتذكر أنه في التسعينيات تم إلغاء ما كان يسمى يومها بـ”المعاهد العلمية”، فتوجّـه هذا التيار إلى فتح مدارس أهلية، وجامعات خَاصَّة، والكل يعلم ما هي الأهداف من وراء فتح هذه المدارس والجامعات.
وبعد ثورة 21 سبتمبر كثرت هذه الظاهرة في استهداف ممنهج ومدروس بدقة عالية للعملية التعليمية، وهنا تحولت المدارس الأهلية والجامعات الخَاصَّة إلى ساحة تتلقف أبناءنا الطلاب، والمدرسين، والمدرسات، والإداريين والموجهين، على حساب تراجع وتردِّي المدارس الحكومية.
– حجمُ الاستهداف للعملية التعليمية يعبر عن خوف العدوّ من الجيل القادم.. ما سبب كُـلّ هذا الخوف والهلع من هذا الجيل برأيكم؟
العدوّ دائماً يخاف من الشعوب المحافظة على هُــوِيَّتها والمتمسكة بدينها، وهذا الجيل الذي نشأ وترعرع في ظل المشروع القرآني، وفي ظل العدوان والحصار والحرب، يخاف منه العدوّ أكثر؛ لأَنَّه جيل يقول عنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في رسالته للأعداء: “الويل لكم من الجيل القادم”، فهو جيل الهُــوِيَّة الإيمانية، والعزة والكرامة، جيلٌ ترعرع في واقع ثوري وجهادي متواصل، منذ بدء العدوان، وأثبت تمسكه بالمشروع القرآني، واتباعه لأعلام الهدى، وقدم نماذج في الثبات والصمود في ميادين المواجهة، ولهذا فَــإنَّ مستوى الاستهداف أوسع مما نتخيل، لمحاولة ضرب هذا الجيل في هُــوِيَّته، ودينه، وقيمه، وثوابته الوطنية، وهُــوِيَّته الإيمانية، والعدوّ يعمل على مختلف المسارات لعرقلة العملية التعليمية.
وَيمكن القول إن من أهم الأسباب المهمة التي أربكت مخطّطات الأعداء هي التعديلات التي حصلت في المناهج، حَيثُ أثرت بشكل كبير على العدوّ ومخطّطاته، وكان ذلك ظاهراً من خلال ارتفاع ضجيج العدوّ، وانزعَـاجه الشديد عبر وسائله الإعلامية، وأدواته في بعض المدارس الأهلية التي امتنعت عن تدريس المواد التي تم تعديلها، أَو إضافتها في بعض المواد، استجابة لتوجيهات قوى العدوان.
– قبل احتفالات شعبنا بذكرى المولد النبوي يحاول العدوان زعزعة الجبهة الداخلية، والحديث المتواصل عن رواتب الموظفين.
المشهد الذي يهدف إليه العدوان، ومخطّطاته لم ولن تتحقّق ما دام المعلم ثابتاً وصامداً في الجبهة التربوية والتعليمية، والجيل لا يزال يتحصن بقيم ومبادئ الثقافة القرآنية، في الدورات الصيفية، والأنشطة المدرسية المختلفة، وما دام والجيل مُستمرّاً في كسب العلوم والمعارف وقتل الفراغ الذي كان يراد له منذ بدء العدوان والحصار وقطع المرتبات، وانتشار الحرب الناعمة ومخطّطاتها على نطاق واسع وبدفع وتمويل من دول العدوان.
– القيادة السياسية وجهت بصرف 30 ألفاً كحافز، أَو بدل مواصلات شهرياً للمعلمين.. ما أثر ذلك؟
مما لا شك فيه أن أبسط اهتمام يلمسه أبناء شعبنا من القيادة يكون له الأثر الكبير، والمهم، ويخلق رجع صدى عظيماً جِـدًّا، والحقيقة أن الحافز أعطى دفعة معنوية أكبر مما هي مادية، و30 ألفاً لا تساوي شيئاً، لكن قيادة الوزارة والحكومة، والمجلس السياسي الأعلى، بقيادة الرئيس مهدي المشاط، يولون العملية التعليمية اهتماماً كَبيراً، كما أن الحافز انعكس إيجابياً على أداء المعلمين في الميدان العملي وتجاوزهم لتحديات الحياة، ومحاولات التثبيط التي يشنها العدوان، وأبواقه، ووسائله الإعلامية، وذبابه الإلكتروني خُصُوصاً في هذه المرحلة، التي يركز فيها العدوان على استهداف الجبهة الداخلية، وإعاقة أداء المؤسّسات التعليمة، وصرف أبناء المجتمع عن التحصين والتسلح بالعلوم والمعارف، ليسهل عليهم استهداف الجيل اليمني الصاعد بالحرب الناعمة، والأفكار المغلوطة، والعقائد الباطلة، على حساب تمسكهم بقيم ومبادئ دينهم الحنيف وهُــوِيَّتهم الإيمانية الأصيلة.
– ما هي الخطط والبرامج والأنشطة التي تعملون عليها لترجمة توجيهات القيادة بالعملية التعليمية في هذه الظروف الحرجة؟
نسعى جاهدين لترجمة اهتمام القيادة بالعملية التعليمية من خلال تنفيذ خطط وبرامج، لتوجيه القطاع التعليمي والقائمين عليه في مدارس منطقة شعوب من منطلق إيمَـاني، ووفق المشروع القرآني، ورؤيته لتحمل المسؤولية والقيام بها، كما نعمل على إشراك المجتمع في العملية التعليمية، شراكة حقيقية، من خلال إقامة دورات لمجالس الآباء، ودورات لمجالس الأُمهات؛ بهَدفِ إحياء دور المجتمع، ونتطلع لإسهام المجتمع بشكل أكبر، وأوسع عبر المبادرات المجتمعية، كما أن من أولوياتنا النهوض بالعملية التعليمية للصفوف الأولى: أول وثاني وثالث؛ كي يخرج منها الطالب، وهو يجيد القراءة والكتابة؛ لأَنَّنا وجدنا بعض الطلاب، وصلوا إلى الإعدادية والثانوية، وهم لا يجيدون القراءة السليمة ولا الإملاء، وهذه مشكلة تعيق الطالب في المذاكرة، وتكون المحصلة وجود جيل غير قادر على القراءة والكتابة.
ومن اهتماماتنا هو العمل على إيجاد 30 مدرسة نموذجية في أمانة العاصمة بمستوى 3 أَو 4 مدرس بنين وبنات على مستوى كُـلّ مديرية، وأن نخلق روح التنافس بين مختلف المدارس للوصول إلى مستويات متقدمة في مستوى الانضباط والتحصيل العلمي، والأنشطة الثقافية والفكرية وإحياء المناسبات والمشاركة المجتمعية، وغيرها.
– المبادرات المجتمعية حقّقت أثراً كَبيراً في مختلف المجالات، ماذا لو تم تفعيلها في الجبهة التعليمية؟
كلُّ المجتمع معنيٌّ بمساندة العملية التعليمية، خُصُوصاً أن هناك من الميسورين، ورجال المال والأعمال من يذهب ليسجل ابنه بـ100 ألف، أَو 150 ألف ريال في المدارس الخَاصَّة.. ماذا لو شاركوا في المبادرات المجتمعية لدعم المعلم في القطاع الحكومي؟ في هذه الحالة سيكون الأداء في المدارس الحكومية أفضل من الأهلية بكثير.
والواقع أن الشعب اليمني، كريم، ومعطاء، ونؤكّـد أن المبادرات المجتمعية تشق طريقها في مسار دعم العملية التعليمية، والمجتمع في كُـلّ الأوقات، ومختلف الظروف يعتبر شريكاً أَسَاسياً في إصلاح العملية التعليمية والنهوض بها.
– إذَا ما انتقلنا إلى الحديث عن عدد المعلمين والإداريين والفنيين في منطقة شعوب كم يبلغ عدد الطاقم التربوي لديكم وكم هم الكوادر الفاعلة في الميدان؟
في المدارس الحكومية يبلغ عدد الطاقم التربوي والتعليمي لمنطقة شعوب وفق الكشوف الحالية حوالي 2000 موظف رسمي، إضافة إلى 600 متطوع، منهم المفتشون والموجهون، والإداريون، والمعلمون، والمنطقة التعليمية، وهم موزعون على 45 مدرسة حكومية، ومنهم المنقطعون والمتقاعدون، والمرضى، والمتوفون، ونستطيع القول إن ثلثَي القوة البشرية غير فاعلة في الميدان، أَو خارج نطاق الخدمة، إما صحياً، أَو بسَببِ كبر السن، أَو بسَببِ الوفاة، والكادر الإداري على سبيل الذكر، تم استهدافه بشكل ممنهج، وبدلاً عن أن يتم تقوية وتدريب الكوادر الإدارية، واختيارها حسب الكفاءة، تم اختيارها على حسب الولاء الشخصي، والحزبي والاجتماعي دون النظر إلى القدرات والخبرات، أَو ما إلى ذلك، وهذا مخطّط يهدم العملية التعليمية في اليمن، وهذا الخطر القائم دون أي تحَرّك مسؤول من قبل وزارتي الخدمة المدنية والتربية والتعليم.
وفي الواقع أننا نحتاج إلى ما لا يقل عن 1200-1300 معلم ومعلمة ومختص لتغطية العجز والنهوض بالعملية التعليمية، أَو تثبيت المتطوعين وتوظيف 600 – 700 موظف.
– عمل المتطوعين يشوبه بعض الأحيان القصور وضعف الخبرة ويحتاجون لبعض الدورات والورش التأهيلية والتدريبية لتقوية مهاراتهم.
بفضل الله، أقمنا دورات تدريبة للموجهين، ونسعى في الأيّام القادمة لإقامة دورات للمعلمين، المتطوعين، وفي هذا السياق أوجه كُـلّ الشكر والتقدير لأُولئك المتطوعين الذين أنقذوا العملية التعليمية، والذين لولا جهودهم لنجح العدوان في إفشال العملية التعليمية، وإيجاد جيل معرض للمخاطر والانزلاق في كمائنه وأجندته الشيطانية.
– هل تتوقعون وجودَ مخطّط لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ واللوبي الصهيوني يستهدف عمل وزارة التربية والتعليم في بلادنا؟
نعم، قد يتركك اللوبي الصهيوني تعمل في أية مؤسّسة من مؤسّسات الدولة، لكن في وزارة التربية والتعليم لن يتركك، ولن يتيح لك المجال، على رغم أنك من تحكم، وتعين الوزير والمدير، لكن المخطّط كبير، وله أهميّة كبيرة جِـدًّا في مخطّطاتهم ومؤامراتهم، وهنا يجب رفع اليقظة واستنهاض الهمم والطاقات المخلصة لمواجهة ذلك، وإفشال العدوّ، وأدواته بطرق، وأساليب قادرة على احتواء المشكلة وحلها.
– بعض المدارس تعاني من الإهمال.. كيف تواجهون هذه المشاكل؟
إذا تحدثنا عن الإهمال، فمدرسة بير القشم، بات الحديد فيها صَدِئًا، وكذا مدرسة إبراهيم الحمدي، ومشكلتها أنه باقٍ للمقاول مبلغٌ مالي، وقد حوّلها إلى سكن وورشة، والمسؤول عنها إدارة المشاريع، وأمانة العاصمة، ونحن نعاني من غياب التعاون والتنسيق، بين الجهات المعنية، ومدرسة المحضار لها من قبل العدوان، وسلمت لنا ومسألتها بسيطة تتطلب جهداً مجتمعياً.
– لماذا لا تتحَرّكون بالتعاون مع المخلصين من أبناء المجتمع لإقناع المقاولين، والالتزام بحقوقهم لتسليم هذه المدارس والاستفادة منها؟
بذلنا جهوداً في ذلك، وطلبنا من قسم المشاريع في المنطقة بالرفع بالمتعثرات والمدارس التي تحتاج إلى صيانة وترميم، ورفعنا بها للوزارة، وإلى مكتب الأمانة، وبالنسبة للمحضار هي تحت سيطرتنا، ونسعى لتهيئتها بالتعاون مع مشرف الحي الاجتماعي وتفعيلها بإذن الله، وبدأنا بالاجتماع مع مجلس الآباء لتفعيل المبادرات المجتمعية لاستكمال هذه المشاريع المتعثرة، وكذا مسألة الصيانة لبعض المدارس التي تحتاج إلى صيانة لبعض الكراسي، ونعمل في هذا الصدد بالتعاون مع جمعية سبحان.
– ما أبرز الإشكاليات التي تواجه الخدمات في المدارس الحكومية بشكل عام؟
تقف أمامنا عدة إشكاليات، أولها انقطاع التيار الكهربائي في الكثير من المدارس الحكومية، نتيجة أن على بعض المدارس تراكمات للكهرباء، والماء، والمفروض يكون هناك تنسيق بين قيادات الوزارات المعنية، إضافة إلى أن الكادر الذي يشتغل على الحاسوب، لا يوجد في القطاع الحكومي، فيما هو موجود في القطاع الخاص نظراً للراتب، وكذا غرف التطبيق العملي، وتشغيل بعض الوسائل التعليمية التي تحتاج إلى كهرباء.
– ما هي آلية منح التراخيص لإنشاء مدارس أهلية، وما هي المعايير والأسس المعتمدة من قبل مكتبكم؟
منح التراخيص مرتبط بحاجة المجتمع، ومحيط المدرسة ومدى توفر القطاع الحكومي في ذلك الحي، وسعة المبنى ومؤهلات الكادر، ولكن المشكلة أن الكثير من المدراس ترخص بعد فتحها، وعملها في الميدان، أَو تسجيلها للطلاب وبدء العملية التعليمية.
– ما هي الصعوبات التي تواجه سير العملية التعليمية لهذا العام؟
بالنسبة للمدارس الحكومية، انقطاع الراتب، من أكبر الصعوبات، وسببها العدوان الأمريكي السعوديّ الذي نقل البنك، وحاصر الشعب، واحتل الموانئ والجزر ونهب الثروات، ونحتاج إلى تفعيل صندوق دعم المعلم، واستمرارية صرف الحافز الشهري، وحسن اختيار مدراء ومديرات مدارس يستشعرون المسؤولية، فاذا اخترت مدير مدرسة مخلصاً ونشيطاً، وصادقاً مع الله، ومع نفسه، ومع المجتمع سنقضي على الاختلالات في جوانب الأنشطة والفعاليات، وكلّ الاختلالات الأُخرى.
– لإيجاد عملية تعليمية سليمة.. ماذا نحتاج لذلك في هذا الوضع؟
نحتاج إلى مناهج دراسية تحافظ على الهُــوِيَّة الإيمانية لشعبنا اليمني، وتعزز فيه القيم والمبادئ الدينية، وتبني عقولاً متسلحة بالعلوم والمعارف والمهارات والقدرات المتقدمة في مختلف العلوم الإنسانية والعلمية والتقنية والتكنلوجية والعسكرية والصناعية والسياسية والصحية والمعرفية.
إضافة إلى حسن اختيار مدراء ومديرات المدارس الحكومية والخَاصَّة، وبناء معلم ذي كفاءة وخبرة ومهارة في أساليب توصيل المعلومة، وذي همة ونشاط عال وروح معنوية عالية وقيم تمثل النموذج للقائد المثالي، وتوفير الوسائل العلمية، والبيئة التعليمية المناسبة، وإشراك المجتمع في التخطيط والتنفيذ والرقابة والتقييم والتعديل والأداء.
– في ظل انقطاع الرواتب بعض المعلمين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون لعلاجات متواصلة، أَو بعض أفراد أسرهم.. هل هناك مساندة من الجهات المختصة لهم؟
بخصوص الملف الصحي، وحاجة بعض المعلمين للرعاية الصحية، هذا الموضع الإنساني يتطلب تحَرّكاً بسيطاً من القيادة، وعقد جلسة مع وزير الصحة، والتنسيق لتقديم الخدمة الصحية المجانية للمعلم، وإلزام المستشفيات الحكومية والخَاصَّة بمعالجته، وفق الدين والأخلاق والقيم.
– للمنظمات دورٌ خطيرٌ في هدم العملية التعليمة، وإن تظاهرت بمنح بعض السلال الغذائية للمعلمين في المدارس الحكومية.
لا يزال عمل المنظمات، يشكل خطورة بالغة على العملية التعليمية، وعلى قيم ومبادئ، وأخلاق شعبنا اليمني، فأينما حلت وعملت، وعن السلة الغذائية يجب أن لا ننتظر للمنظمات حتى تعطي المعلم سلة غذائية، ولدينا مجتمع كريم، وبأُسلُـوب راق يستطيع توفير سلة غذائية لكل معلم على مستوى كُـلّ شهر، وليس بأُسلُـوب إحراج المعلم وجرح مشاعره.
– بالنسبة للحرب الناعمة.. كيف تعملون على مواجهتها؟
للأسف، العدوّ شغال في جميع الجبهات، والمجتمع في بعض الأحيان لا يبالي، كما أن غياب الخطط والبرامج في الإدارات المدرسية للمواجهة، خَاصَّة المدارس الأهلية التي باتت اليوم موبوءة بالحرب الناعمة، ومن أسبابها الترف والمال؛ لأَنَّ الأب مشغول بتجارته، والأم مشغولة بمشاريعها الخَاصَّة، ووجود التلفونات لدى الطلاب والطالبات، خَاصَّة في المدارس الأهلية.
ومن طرق المعالجة، تسخير الأنشطة، والفعاليات الوطنية والدينية لمواجهة الحرب الناعمة، وتنمية القدرات والمواهب، واستشعار المسؤولية أمام الله عز وجل، من قبل الإدارة المدرسية التي من الواجب عليها أن تدرك أن هؤلاء أمانة في عاتقهم، ويجب الحفاظ عليهم، وتحصينهم دون النظر إلى المال فقط.
– ما مستوى الرقابة على المدارس الأهلية بشكل عام؟
إلى حَــدّ الآن لي في منطقة شعوب أقل من شهر، طلبت من قسم الرقابة والتفتيش التابع للمنطقة التربوية ملف أحد المدارس التي وجدت فيها مخالفات وتستحق اتِّخاذ إجراءات فورية، فلم يعطوني شيئاً عن هذه المدرسة، لا مخالفات ولا إجراءات متخذة، لم ألمس أيَّ اهتمام للجانب الرقابي، وهذا؛ بسَببِ التدوير الوظيفي وتغيير مدراء المكاتب التربوية والمناطق التربوية.
– ما هي الحلول البديلة والممكنة لتخفيف رسوم المدارس الأهلية؟
إذا ما فعّلنا المدارس الحكومية، وأعدنا نشاطها، سيضطر ملاك المدارس الخَاصَّة إلى تخفيض الرسوم، إضافة إلى مبدأ المنافسة، وتحَرّك المقتدرين من المجاهدين لفتح مدارس أهلية بأسعار منافسة، وبخدمات وجودة أفضل، عندها سيتحَرّك المجتمع نحو ما هو الأنسب له، وفي الأخير نأمل أن تستعيد المدارس الحكومية نشاطها وفاعليتها وتقوم برسالتها، وواجبها، وأن يستشعر الجميع خطر التوغل الاستثماري في التعليم والصحة وغيرها من قبل تيار معين يكن العداء لهذه البلاد ولهذا الشعب ويتواطأ مع الأعداء، سراً وعلناً، ويسعى لتنفيذ أجندة ومخطّطات تتنافى مع القيم والمبادئ الإيمانية لهُــوِيَّة شعبنا.