المغرب: حصيلةٌ غيرُ نهائية.. 2122 قتيلاً و2421 جريحاً وقرىً بأكملها تُمسَحُ من الخارطة بعد الزلزال المدمّـر
المسيرة | متابعات
سرّعت فِرَقُ الإنقاذ، الأحد، عملياتِها الإنقاذية؛ بحثاً عن ناجين محتمَلين وسط الأنقاض التي خلّفها زلزالٌ دمّـر العديدَ من القرى جنوبي مراكش ليلَ الجمعة الماضي، والذي خلّف أكثرَ من ألفَي وفاة، بحسب آخر حصيلة رسمية، السبت.
ولا تزال المملكة تحت صدمة الزلزال الأعنف من نوعه، والذي بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، حسب ما ذكر المركَزُ الوطني للبحث العلمي والتقني (6.8 حسب هيئة الزلازل الأمريكية).
وبلغ تعداد ضحاياه وفق إحصائية، حتى مساء السبت، نحو 2012 وفاة، أكثر من نصفهم في إقليم الحوز (1293)، حَيثُ تقع بؤرة الزلزال جنوبي مراكش، وكان عدد الحالات الخطرة بين الجرحى 1404 حالات من أصل 2059، وفي وقتٍ متأخر من مساء الأحد، أعلنت الداخلية المغربية، “ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 2122 قتيلًا و2421 جريحًا”.
وتمتدُّ منطقةُ الزلزال على جبال الأطلس الكبير المحتضن للعديد من القرى النائية في الغالب؛ ما يمكن أن يصعِّبَ عمليات الإنقاذ؛ إذ إنّ معظمَ البيوت في تلك القرى تقليدية لا تحترم شروطَ مقاوَمة الزلازل.
قرىً بأكملها لم تعد موجودةً على الخارطة؛ زلزال المغرب المدمّـر يقتل ويجرح ويُفقد الآلاف لتدخل المملكة في حداد وطني لمدة ثلاثة أَيَّـام.
من بين القرى التي تكاد تكون دمّـرت تماماً، قرية تفغاغت الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غربي مراكش. ونادرةُ هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية، وفق وكالة “فرانس برس”.
وقال وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي: “هناك قرىً اختفت نهائيًّا نتيجةً للزلزال لذلك فالأولويات كلها اولويات للمواطنين الذين يحتاجون لماء الشرب والدواء والخيم والنقل ودفن امواتهم. نحن في ظروف صعبة ولكن في المقابل هناك تضامناً وطنياً كبيراً”.
ولفتت وسائل الإعلام، إلى أن مواطنين يبيتون في العراء وأهالي يطلبون الإغاثة بعدما شعروا بأن منازلَهم لم تعد آمنة للعودة إليها، كما كشف الإعلامُ “الإسرائيلي”، عن فقدانِ سبعةَ عشرَ إسرائيليًّا في الزلزال من أصل نحو خمسمئة إسرائيلي يتواجدون في المغرب.
الزلزالُ الأكبرُ منذ قرن أثار موجةَ تضامن عبر العالم، وعرضت دولٌ كثيرةٌ تقديمَ المساعدة للرباط، وروى ناجون من زلزال المغرب قِصَصَ لحظاتٍ فصلتهم عن الموت أثناءَ وقوعه.
وفيما لا يزال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض. وقد تمكّنوا مِن إجلاء جثة تحت ركام بيت محطم، فيما لا تزال أربع جثث أُخرى تحت الركام، وفق شهادات شهود عيان من المكان.
حيث تواصل، الأحد، إقبالُ المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية.
بدوره أكّـد مندوب وزارة الصحة المغربية في إقليم الحوز، مولاي عبد المالك المنصوري، أنّ الأوضاعَ مستقرَّةٌ في القطاع الصحي بكافة قطاعاته في الإقليم، حَيثُ تقع بؤرة الزلزال جنوبي مراكش.
وقال المنصوري: “إنّ الأطباءَ والفرقَ الطبية هم في أعلى درجات الاستعداد والجاهزية”، مُشيراً إلى أنّ “السلطات المحلية وفريقاً من القوات الملكية المسلحة، والقوات المساعدة تشارك في الأعمال الجارية لإنقاذ المواطنين وعمليات البحث عن المفقودين نتيجة الزلزال”.
وأوضح أنّ “الحالات الموجودة في المستشفيات المغربية يتم علاجها، أما التي تحتاج إلى تدخُّلٍ جراحي فتتعامل معها الفرق الطبية وأُخرى تنتقل إلى المستشفى الجامعي، مثمناً جهود وزارة الصحة المغربية، التي أرسلت إمدَادات، من أدوية وأدوات إلى مواقع الزلزال المدمّـر”.
وضمت المناطق المتضررة 9 أقاليم هي الحوز (شمال)، وتارودانت (وسط)، وشيشاوة (شمال)، ورزازات (شمال)، وإقليم أزيلال (شمال)، إضافة إلى محافظة مراكش (شمال)، حَيثُ رصت السلطات المغربية خسائر بشرية في أقاليم أغادير وإداوتنان والدار البيضاء الكبرى (شمال)، وإقليم اليوسفية (شمال)، وإقليم تنغير (جنوب).
وعرضت قنواتٌ محلية، صباح الأحد، مشاهدَ جويةً لبعض القرى وقد هدمت تماماً، جلها من بيوت طينية، في مرتفعات منطقة الحوز الجبلية. بينما تواصل القوات المسلحة نقل مساعدات عاجلة عبر الجو.
إلى ذلك، سجلت صباح الأحد، ثاني أقوى هزة ارتدادية، منذ ليل الجمعة، بلغت شدتها 4.5 درجات، وفقَ ما أكّـد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، إلا أنّ “النشاطَ الزلزالي بدأ ينخفض تدريجياً”.
وشيّع المغرب، ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي أودى بحياة 2012 شخصاً، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث، وفق التلفزيون الرسمي في الرباط.