أصواتُ النشاز تبوحُ بحقدٍ دفينٍ ومسيرةُ الصمود والارتقاء تواكبُ المرحلة برئيسٍ حكيم.. قراءة وتحليل للواقع
علي عبد الرحمن الموشكي
في مسيرة الصمود والعطاء والبناء والتنمية والارتقاء في الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتنموية، المبنية وفق الأسس والمبادئ القرآنية، يتحَرّك المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى، وفق الهدف السامي “يدٌ تبني ويدٌ تحمي”، وكعادته يزور المحافظات ويدشّـن المشاريع الاستراتيجية ذات الأولوية القصوى التي تخدم المجتمع بشكل عام، ويوضح من خلالها مخطّطات العدوان التي تتغير وفقاً لإفشالنا لمخطّطاتهم الإجرامية والتي غايتها إركاع أبناء الشعب اليمني الأحرار للوصاية والتبعية الأمريكية، يكشفها أمام الجميع ويرسل الرسائل التحذيرية من خلال خطاباته القوية لقوى العدوان بأنهم مهما مكروا فَـــإنَّ الله خير الماكرين، ويوجه النصح للحمقى الذين ينجرون ويسارعون ويلهثون وراء أطماعهم ويحاولون زعزعة الجبهة الداخلية، من خلال طرح بعض المواضيع التي هي في الأَسَاس منبعها قوى العدوان والإجرام، ويحاولون بهذه التصريحات إثارة الفوضى والارتماء في أحضان قوى العدوان، يظنون أنهم سيجدون الحضن الدافئ ولا يعتبرون بالواقع الذي يعيشه أبناء الجنوب من دمار وشتات وانعدام لحالة الأمن والاستقرار وتباينات واختلافات وصرعات وتدمير للمصلحة العامة والخَاصَّة، لا تنتظر قوى العدوان المساءلة والمحاكمة لمن يشكون فيه أَو يريدون التخلص منه بل ينفذون على الفور، والذي لا يتابع الاختلالات والاغتيالات في الجنوب فندعوه لمتابعة وضع الجنوب عن قرب.
المشير المشاط -يحفظه الله-، في لقاءه الموسع بالوجاهات والشخصيات والجهات الرسمية والأمنية بمحافظة عمران الأبية خلال الأسبوع الماضي، أجاب عن الكثيرِ من التساؤلات حول الكثير من القضايا التي تمس وضعنا الداخلي والخارجي، التي يريد الشعب الاستفسارَ حولها، نتيجة الشبهات والتلبيس للصمود وللبناء وللتنمية والتصنيع، بالباطل الذي يصدر من أبواق العدوان التي في الداخل، فنحن في مرحلة صعبة ومهمة وتتطلب منا الصبرَ والعزمَ، خُصُوصاً ونحن في مرحلة العزة والكرامة بعد صمود أذهل العالم ثماني سنوات ونحن نعيش عامها التاسع، ثماني سنوات من الصبر والمعاناة والكفاح والمواجهة والتضحية والبناء والتطور الصناعي العسكري في شتى مجالاته، والتنموي في مجالات ذات أولوية مهمة في المرحلة الحالية.
وفي بناء وتشييد جذري وضروري وذي أهميّة تشهدُه كُـلّ محافظة من المحافظات الحرّة، واستقرار أمني وإنجازات عظيمة في كافة المجالات، هنالك حفظٌ للكرامة وللسيادة وللعزة، ورفض وقطع لكل أذيال الوصاية الأمريكية والصهيونية، ومن لم يبصر بنور الله فهو ليس أعمى عن مشاهدة واستذكار الإنجازات والتطور العسكري والأمني والتنموي والارتقاء الثقافي القرآني، هو أعمى البصيرة.
الخطاب عظيم والتاريخي الذي وضح من خلاله الرئيس المشاط، أهميّة تعزيز وحدة الصف وَمشيداً بالقبائل اليمنية في المرحلة الحالية وتاريخها العظيم الذي صفاحاته عزة وكرامة وإباء وشموخ يشهد لها التاريخ بالعزة على مر العصور، كـيف لا وهم من نصروا الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، من احتفوا به باستقبال عظيم لا زالت أبيات نشيد “طلع البدر علينـا” نردّدها إلى اليوم؟! كيـف لا وَأبناء اليمن من تحقّق على أيديهم فتح مكة وبسيوفهم وصل الإسلام إلى أرجاء العالم؟! كيـف لا والإمام علي -عليه السلام- أشاد باليمنيين أحفاد الأوس والخزرج.
الرئيس وضّح خطةَ عمل السفارة الأمريكية الاستراتيجية في اليمن، كاشفاً التحَرّكات الأمريكية في اليمن وظهور المارينز الأمريكي في جنوب اليمن في سيئون، محذراً أبناء اليمن من الانجرار وراء تلك المخطّطات ويبين من خلال كلمته لكافة أبناء اليمن الأحرار الغايات التي يتحَرّك الأمريكيون في تنفيذها، مستغلين الأوضاع المعيشية التي هي نتيجة مخطّط الإجرام والعدوان على اليمن، وَموضحًا لأبناء اليمن ضرورة تعزيز الجهود وتوحيد الصفوف وتحصين المجتمع من الانجرار وراء التحَرّكات الأمريكية وأذيالهم وعملائهم في المنطقة العربية عامة وفي اليمن خَاصَّة، وموجهاً رسالة نصح للقيادات الحزبية والرموز من كبار النافذين في المجتمع من الحذر من الانجرار وراء أهداف الأمريكيين في زعزعة صف الجبهة الداخلية، وهي رسالة قوية لكل من تسول له نفسه من أي حزب تنفيذ أجندة لصالح الأمريكيين.
وإن أصوات النشاز التي نسمعها اليوم والتي كنا نظن أننا في خندق واحد نواجه العدوان ونتقاسم الصبر والحصار ونتجرع ويلات المعاناة ونبني ونحمي بلدنا اليمن الحبيب وندافع عن مقدساتنا وحرماتنا وأعراض الأُمَّــة الإسلامية ونحمل على عاتقنا جميعاً قضايا الأُمَّــة العربية الكبرى، نراهم اليوم ونسمعهم ونذهل بما نسمع، متناسين الأهداف العظمى التي نتحَرّك على أَسَاسها، متناسين من هو سبب الأزمات الاقتصادية، متناسين أن الثروات من النفط والغاز بيد المرتزِقة وقوى العدوان، متناسين أننا في خندق واحد والعدوّ يحيك المؤامرات والخطط والدسائس لتفريق وتجزئة تماسك الجبهة الداخلية.
نحن الآن لا زلنا في وضع حرج جِـدًّا ونحتاج إلى تعزيز الجهود وتوحيد الصفوف والرؤى والدعوة إلى الإحسان والتكافل المجتمعي الشامل، نحن نعاني جميعاً ولكننا نثق بالقيادة القرآنية والسياسية، ونعلم علم اليقين أن لدينا قيادة ربانية تتحَرّك وفق توجيهات الله ولن تفرط أَو تقصر في حقوق الشعب اليمني التي ليست راتبًا فقط، بل إعادة إعمار اليمن وتعويضه سواءً في مقدرات وممتلكات الدولة المقصوفة والمدمّـرة والمحاصرة كدولة، توقفت فيها كُـلّ مقومات البناء على كُـلّ المستويات والجوانب الاقتصادية والتنموية والعلاقات السياسية، وإرجاع الأموال المنهوبة، من ثروات اليمن في البر والبحر من النفط والغاز والثروة السمكية وغيرها، وتعويض المواطنين بمختلف فئاتهم ومستوياتهم، أما عن الثأر لدماء الشهداء من المواطنين والمدافعين فهو الحفاظ على هذا التماسك الشعبي والنسيج الاجتماعي ونرسخ في أنفسنا أن قضيتنا كبيرة جِـدًّا ونحتاج استراتيجية بعيدة المدى للتحرّر من الوصاية الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية.
ونقدم نموذجًا للعالم في الدفاع عن المبادئ القرآنية ودروس في الصبر والعزة والرجولة والكرامة والإيمان الذي لا ينكسر ولا يتهاون ولا يذل ولا ينجر وراء الرغبات والملذات، فالمرحلة مرحلة صبر وتصبر؛ فالصبر في المرحلة الحالية ثمرته وجدوائيته له قيمته في مستقبل استقرار واستقلال وحفظٌ لكرامة اليمن، وإلا فنحن نبيع كرامتنا ونتنازل عن كُـلّ حقوقنا ونخون قضايا أمتنا العظمى والمقدسة، نخذل الشهداء الذي بذلوا دمائهم الزكية؛ مِن أجل كرامتنا وعزتنا ونتحمل وزر الانحطاط الذي تعيشه الأُمَّــة اليوم.
الذين يبحثون من المشاط أن يجعلهم ألواح مرتبات، نقول لهم نحن نستميت؛ مِن أجل حقوقنا جميعها ونذوق المر ونتصعد المنايا؛ مِن أجل كافة ثرواتنا، فالعدوان الذي أنجانا الله منه وأغرقهم في وحل ومستنقعات الأزمات، يدرك أكثر منكم النعيم والعزة التي وصلنا إليها جميعاً، فلا تنجروا وتعبدون أنفسكم لرغباتكم الدنيوية، التي أنتم في غنى عنها، ولو أراد الشعب المحاسبة والمساءلة فأنتم في مقدمة من سيتم محاسبتهم، فالشعب يدافع عن نفسه، فهدئوا من روعكم قليلًا ودعونا نحتفل بالانتصار العظيم ونتهيأ جميعاً للمعركة الحاسمة والأخيرة فالعدوّ هو من قتل الشعب ونهب الشعب ودمّـر الجنوب وأدخل المارينز إلى الجنوب، وهو من يريد ألا نحتفل برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، أسوتنا وقدوتنا فنحن على قرب من إحياء مولده المبارك، وأريد أن أطرح تساؤل لماذا كُـلّ المنافقين والذين في قلوبهم مرض يبرزون قبل إحياء كُـلّ مولد النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-، إن الله يكشفهم للمؤمنين كما كان يكشفهم لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.