الشعبُ اليمني لن يلتفتَ إلى الذين يعادون ذكرى المولد النبوي الشريف
عدنان علي الكبسي
بكل محبة، بكل شوق، بكل لهفة، يستقبل الشعب اليمني كما هي عادته في كُـلّ عام ذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام-، وفي هذا العام يتوجّـه أهل الإيمان والحكمة ليجعلوا من هذه الذكرى مناسبةً متميزةً -بإذن الله- لا نظير لها في كُـلّ مناسبات الدنيا، وبشكل غير مسبوق.
الشعب اليمني من جديد يعبر عن ولائه العظيم لله ولرسوله، ويحيي مناسبة مولد رسول الله ويعبر عن مشاعر الولاء والاتِّباع لرسول الله، بفرحه وابتهاجه وسروره، فتتزين المنازل والشوارع والطرقات والجبال وكلّ الأماكن بالزين الضوئية والأقمشة والرفارف الخضراء وكتابة عبارات المولد، وشعارات المناسبة، من منطلق قول الله “تَبَارَكَ وَتَعَالَى”: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وأي فضلٍ ورحمةٍ أعظم من رحمة الله ومن فضله العظيم الذي منَّ به على عباده من خلال رسوله الهادي، وكتابه الكريم، هذه النعمة التي يترتب عليها الخير كُـلّ الخير في الدنيا والآخرة، وها هو يقيم الفعاليات الثقافية في المساجد والمدارس والجامعات والمجالس، والتي تهدف إلى الاستفادة من نور هذه المناسبة، وما يتضمنه الحديث عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وعن سيرته ورسالته، من هدايةٍ، وبصيرةٍ، ووعيٍ، ونور، وأثرٍ تربويٍ عظيم، وبأنشطةٍ وأعمالٍ خيريةٍ وإغاثيةٍ وإنسانية، كنفحة رحمةٍ من رحمة الله المسداة للعالمين، ثم هو الحاضر في يوم الثاني عشر من ربيع الأول في ساحات الاحتفال بالمناسبة حضوراً كَبيراً ومتميزاً، وسيكون بإذن الله في الصدارة بين الشعوب الإسلامية، معبِّراً بذلك عن محبته وتعظيمه وولائه لرسول الله وخاتم أنبيائه محمد -صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ-، مجدداً العهد لرسول الله بالاقتدَاء والتأسي به، والسير وفق رسالة الله التي جاء بها رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-.
يحتفل اليمنيون بهذه المناسبة المقدَّسة، بكل محبةٍ، وإعزازٍ، وتقديسٍ، وتعظيم، وتوقيرٍ لخاتم أنبياء الله؛ عرفانًا بالنعمة، وشكراً لله، واحتفاءً برسول الله، وتأكيداً متجدداً للولاء، وتصدياً لكل المحاولات الشيطانية، الهادفة إلى الاستنقاص من مكانته في القلوب، وفصل الأُمَّــة عن اتِّباعه والاقتدَاء به، لا يبالون بمزامير الشياطين التثبيطية والتشكيكية، ولن يلتفتوا إلى المشككين والمثبطين من المنافقين، والذين يسيرون في دربهم، الذين يشككون في صحة إظهار الفرح والابتهاج بمظاهر الفرح المختلفة، والذين يثبطون عن الحضور الفاعل والحاشد والمهيب والعظيم في الفعاليات المتعلقة بهذه المناسبة.
وإذ أقسم المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ لأسيادهم: لنحتنكن الشعب اليمني، ثم لنبعدنهم عن الاحتفال بالمولد النبوي، وعن التعظيم والتقديس لرسول الله، وليستفزَّ المنافقون بأصواتهم من استطاعوا ولن يستطيعوا أن يؤثروا في إيمان وحكمة اليمنيين؛ لأَنَّهم ليس لهم سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانهم على أتباعهم والذين يتولونهم، سلطانهم على الذين لا يجلون ولا يقدسون ولا يعظمون الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وعلى آله-، إنما سلطانهم على الذين راتبهم قبل النبي، استهانةً واستخفافاً بخير خلق الله محمد، أُولئك الذين فسقوا، فليتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين.
الشعب اليمني لن يلتفت إلى الذين يعادون مناسبة المولد النبوي الشريف، ولن يلتفت إلى الذين يغتاظون من مظاهر الابتهاج فرحًا بمولد النور المبين، ولن يلتفت إلى الذين هم أشد غيظًا من الحضور الواسع في الفعالية الرئيسية لمناسبة المولد في الثاني عشر من ربيع الأول.
الشعب اليمني على درجةٍ عالية من الوعي، وموضوع رسول الله خط أحمر عند اليمنيين، فليست بدعة عند اليمنيين، والتعظيم لرسول الله ليست شركًا في عقيدة اليمنيين بل يؤمنون بالتعظيم والتقديس لرسول الله، وهي عند الله من تقوى القلوب {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}؛ يعني لا مجال لمن يأتي ليحاول أن يثبط، أَو يخذِّل باسم البدع أَو باسم الراتب، أَو يذرف عيون التماسيح على الفقراء، أَو.. أَو.. وإنما الذي يحاول التثبيط عن الاحتفال بمولد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- إنما هو يفضح نفسه بنفسه، فلتعرفنهم في لحن القول الدال على نفاقهم، يخرجون ما في قلوبهم بفلتات ألسنتهم وأقلامهم المأجورة، كما قال أمير المؤمنين الإمام علي -عليه السلام-: «ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه».