السيدُ الخامنئي: أمريكا تطلقُ مجموعةً لخلق الأزمات في مختلف الدول
المسيرة | متابعات
أكّـد قائدُ الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، أن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت مجموعة لخلق الأزمات في مختلف الدول، معتبرًا ضعفَ القوى الاستعمارية وصعودَ قوىً إقليمية وعالمية جديدة سِمَتَين من سمات هذه التحولات الكبرى.
وقال السيد الخامنئي، خلال استقباله حشداً من أهالي محافظتي “سيستان وبلوشستان” و”خراسان الجنوبية”، الاثنين: “إن خطوط التغيير الأَسَاسية تشمل عدة قضايا، من بينها ضعف قوى الاستكبار في العالم، فقد ضعفت قوة أمريكا الاستكبارية وبعض الدول الأُورُوبية وستزداد ضعفا”.
وأضافَ أن “معلوماتنا الاستخبارية تفيد أن الحكومة الأمريكية أنشأت مجموعة تسمى “مجموعة الأزمات” مهمتها إثارة الأزمات في دول من بينها إيران؛ لمحاولة إثارة نقاط في البلاد يرون أنها ستؤدي إلى اختلاق الأزمات“.
وتابع أنهم “ومن خلال التفكير والدراسة توصلوا إلى أن هناك عدةَ نقاط يمكن إثارة الأزمة من خلالها في إيران وهي؛ التعددية العرقية، والتباينات المذهبية، ومسألة الجنسانية والمرأة. هذا هو مخطّط أمريكا ولكن هيهات من أن تحقّق اضغاث أحلامها هذه”، وَأَضَـافَ، أن “العدوّ جاد في عداوته ومخطّطاته، ونحن أَيْـضاً جادون للغاية في مواجهة العدو”.
وفي اللقاء أشاد سماحة قائد الثورة “بالمواكبة الطويلة والمُستمرّة من قبل الشعب المؤمن وعلماء هذه المناطق من الشيعة والسنة، وتطرق، إلى ضرورة اليقظة الكاملة والمضاعفة من قبل شعوب ومسؤولي الدول في مرحلة التطورات العالمية الكبرى”.
واعتبر سماحتُهُ “هيمنةَ الاستعمار البريطاني في القرن الثامن عشر على مناطق مهمة في آسيا، بما في ذلك شبه القارة الهندية، وحكم الغربيين على مناطق واسعة من غرب آسيا بعد الحرب العالمية الأولى، نتيجةَ نوم وغفلة شعوب وحكومات هذه الدول”، وأضاف: “لقد عانت شعوب المناطق المذكورة الكثير لاحقاً؛ مِن أجل التحرّر من هيمنة المستعمرين الطامعين”.
وأكّـد السيد الخامنئي أن “العالَمَ اليومَ على أعتاب التغيير ويشهد تحوُّلًا من بعض النواحي، واعتبر ضعفَ القوى الاستعمارية وصعود قوى إقليمية وعالمية جديدة سِمتَينِ من سمات هذه التحولات الكبرى”.
وقال: “في نظرهم فَــإنَّ التعددية العِرقية والمذهبية ومسألة الجنسانية والمرأة هي من نقاط الأزمة في إيران، حَيثُ يحاولون من خلالها إثارة الازمات في البلاد لكن اضغاث أحلامهم لن تتحقّق أبدًا”.
وأشَارَ إلى تصريح بعض الأمريكيين بأنهم يريدون خلقَ وضع في إيران مثل سوريا واليمن، وأضاف: “بالتأكيد لا يمكنهم أن يفعلوا مثلَ هذا الشيء، بشرط أن نكون حَذِرِين ويَقِظِين، ولا نسير في الطريق الخطأ، لا نخلط بين الحق والباطل، وأن نعرف أساليب العدوّ، ولا نساعد العدوّ بأي قول أَو فعل أَو تحَرّك، ولا نصاب بالنوم والغفلة؛ لأَنَّه حتى الطفل يمكن أن يضربك وأنت نائم، ناهيك عن عدو مسلح وجاهز”.
عَـــدَّ السيدُ الخامنئي المعاييرَ القرآنيةَ لتمييز طريق الحق من الباطل، وقال: “يقول القرآنُ “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ” ولذلك، إذَا كان اتِّباع طريق ما يسعد الكفار، فهذا الطريق ليس طريق مواكبة النبي (ص)، أما إذَا كان المسار والفعل يسببان انزعَـاجاً وغضباً للاستكبار والقوى المعادية للدين والإسلام، فهو سبيل حسن ومواكب للنبي (ص)”.
ودعا الجميع إلى الاهتمام التامِّ بكلامهم وسلوكهم وتجنُّبِ الانحياز إلى خطة العدوّ، وأكّـد: “يجب أن نحذر من أن الكلام الذي نقوله لا يصب في خطة العدوّ ولا يكملها؛ لأَنَّه في بعض الأحيان؛ بسَببِ الإهمال، يقوم شخص ما بكلامه أَو فعله، بإكمال مخطّط العدوّ وهو أمر خطير”.
وأشَارَ قائد الثورة الإسلامية إلى فشل الأعداء منذ أربعين عاماً؛ بسَببِ اتباع الشعب لتوجيهات الإمام الخميني (رض)، واعتبر أن توجيهات الإمام مهمة لاستمرار مسيرة الشعب الإيراني الناجحة وقال: “العدوّ يستهدف نقطتين أَسَاسيتين، هما “الوحدة الوطنية” و”الأمن القومي” للإيرانيين”.
ووصف السيد الخامنئي الوحدة بأنها معنى الالتقاء مع مختلف الشعوب والمذاهب ووضع الخلافات السياسية والدينية والعرقية والفئوية جانبًا عندما تكون المصالح الوطنية على المحك، وأضاف: “لا تدع العدوّ يدمّـر الوحدة الوطنية”.
واعتبر الأمن القومي هدفاً آخر للذين يريدون الإضرار بإيران، وقال: “أُولئك الذين يهدِّدون الأمنَ القومي هم أعداءُ الشعب، ويعملون لصالح العدوّ عن عِلمٍ أَو بغير علم”.
وأكّـد ضرورةَ مواصلة تحَرّك الشعب على طريق الثورة الزاخر بالمفاخر بنفس القوة والحافز والإيمان، موضحًا أنه “بدون دعم الشعب لا يستطيع مسؤولو أي بلد القيام بعمل عظيم ومهم وقال: العدوّ جاد في عداوته ومخطّطاته، ونحن أَيْـضاً جادون للغاية في مواجهة العدو”.
وصرّح السيد الخامنئي أَيْـضاً في بداية كلمته معبراً عن معرفته بأهالي سيستان وبلوشستان ومناطق خراسان جنوبي على مدى 60 عاماً: إن “أولَ نضال علني لي ضد نظام الطاغوت تم في عام (1963م) في بيرجند ولاقى ذلك مواكبة من العلماء والناس، وفي شهر رمضان من ذلك العام، استمرت هذه الحركة في زاهدان بدعم من علماء الشيعة والسنة اليقظين وأهالي المنطقة المخلصين”.
وأشَارَ إلى فترة المنفى التي قضاها في مدينة إيرانشهر والذكريات الطيبة والزاخرة بالمعاني للتعامل مع علماء السُّنة وأهل سيستان وبلوشستان الطيبين، وأضاف: “هذه المناطقُ قدَّمت للإسلام شهداءَ أبرارًا سواء من الشيعة أَو السنة في جميع الحوادث، بما في ذلك الحربِ ضد المنافقين (زُمرة خلق) والإرهابيين، ومرحلة الدفاع المقدس (1980-1988م) وإحلال الأمن وإقامة الوحدة، وهذه هي الهُــوِيَّة المشرقة لهذه المناطق”.
وفي الجزء الأخير من كلمته، أشار السيدُ الخامنئي إلى الحضورِ الجيدِ للشعب في مراسم أربعينية الإمام الحسين (ع)، ووَجَّهَ خَالِصَ الشكر والتقدير للشعب العراقي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، لزوار الأربعين الذين بلغ عددهم أكثر من 22 مليوناً، كما شكر الحُكُومةَ العراقية والمسؤولين وقوات الأمن الداخلي العراقية، وخَاصَّة الحشد الشعبي في توفير الأمن لهذا الحدث الكبير.