مناسبةٌ فارقةٌ في تاريخ البشرية
إسماعيل ضيف الله*
مناسبةُ ذكرى المولد النبويّ هي إحدى المناسبات الفارقة في تاريخ البشريّة جمعاء، فقد كانت ولادته الشريفة مشعلاً للهداية والنور للعالم بأسره، وقد جاء -عليه الصلاة والسلام-؛ ليرسُمَ للبشر طريقَ الفلاح والنجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، ولم يكن تأثيرُ النبيّ الكريم مقتصِرًا على الزمان الذي بُعث فيه، بل كان معروفًا عند أهل مكة قبل البعثة النبويّة بأخلاقه وصدقه وأمانته، حتّى لقبته قريش بالصادق الأمين، اصطفى الله تعالى نبيه ليكون له الأخلاق العالية والسيرة القويمة، وقد كانت أخلاقه الحميدة وسيرته العطرة سبب محبة الناس له -عليه الصلاة والسلام-، كما كانت السبب في دخول الكثير من الصحابة في الإسلام، فقد صدقوه وآمنوا بدعوته والتفوا حوله يساندونه في الحقّ، فكانوا شعلة الإسلام الأولى، في مكّة المكرمة، وكانوا نواة الدولة الإسلامية الأولى التي ملأت الأرض بعد ذلك عدلًا وخيرًا، ونشرت الإسلام في أصقاع الأرض، فتأتي فرصة المولد النبوي في كُـلّ عام لتذكير المسلمين بسيرة رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، وما عاشه من المعاناة برفقة صحابته الكرام، وما واجهوه من المشاق والصعوبات في سبيل نشر رسالة الإسلام.
لا بدَّ من الإشارة إلى أنّ إحياء ذكرى المولد الشريف هو فرصةٌ ليزيدَ تمسُّكُ الناس بالقرآن الكريم وبسيرته النبوية الشريفة، وأن يسعى كُـلُّ مسلم إلى السير على نهج النبوة، كما على كُـلِّ أب مسلم أن يعلِّمَ أطفالَه سيرةَ رسول الله وأخلاقه، وأن يرويَ لهم السيرةَ النبوية منذ بداية ظهور ملامح الإسلام الأولى وحتّى قامت الحضارةُ الإسلاميّة في جميع أنحاء الأرض.
* الوكيل المساعد لقطاع الحج والعُمرَة بوزارة الإرشاد