11 سبتمبر: الخديعةُ الكبرى التي سوَّقتها أمريكا للسيطرة على العالم

المسيرة | متابعة خَاصَّة 

ما يزالُ لُغزُ الهجمات التي نفذتها 4 طائرات مدنية على أهداف داخل الولايات المتحدة الأمريكية يثير الكثير من الجدل حول منفذي تلك الهجمات، ولماذا توقفت أجهزة المراقبة الأمريكية، ويربط مراقبون بين الأحداث التالية للهجمات وبين ضلوع أجهزة كبرى وليست تنظيمات وأفرادًا 

وقتل نتيجة هذه الهجمات ما يقرب من 3000 شخص، عندما اختطف 19 مسلحًا مرتبطون بتنظيم القاعدة الإرهابي حسب الرواية الأمريكية 4 طائرات ركاب ونفذوا هجمات انتحارية ضد أهداف في الولايات المتحدة، حَيثُ ضربت طائرتان بُرْجَي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وأصابت ثالثةٌ البنتاغون وتحطمت رابعة في حقل بشانكسفيل في بنسلفانيا.  

  

نحوَ الهدف الأكبر: 

قال الدكتور قيس النوري، أُستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد والسفير السابق بالخارجية العراقية قبل عام 2003م: إن العالم تغير بشكل جذري بعد أحداث 11سبتمبر/ أيلول 2001، حَيثُ استغلت الولايات المتحدة الفرصة بعد انهيار الاتّحاد السوفييتي نظرا لاحتياجها الكبير للاستحواذ على مصادر الطاقة؛ لأَنَّها تعلم أن الطاقة ستكون هي السلاح الحاسم في أية مواجهة غربية مع الشرق.  

وَأَضَـافَ النوري لـ”سبوتنيك”، إذَا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تريد الهيمنة على العالم فلا بد لها من التحكم في مصادر الطاقة، وقد قال وزير الخزانة الأمريكي السابق في عام 1948 “من يتحكم في صنبور نفط الشرق الأوسط يتحكم في العالم”، فكان السؤال الأمريكي هو كيفية الوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي البعيد، وبحساب بسيط لتكاليف برجي التجارة العالمية ومقارنتها بالمكاسب والخسائر، نجد أن الولايات المتحدة قد حقّقت مكاسب تفوق تلك الخسارة مئات المرات.  

  

الخديعةُ الكبرى: 

وتابع أُستاذ العلوم السياسية، وقد كتب الصحافي الفرنسي، تري ميسان، كتابا تحت عنوان “الخديعة” فيه الكثير من المعلومات الدقيقة والموثقة حول أحداث سبتمبر/ أيلول 2001، والتقيته في دار الحكمة في بغداد في عام 2002 وسألته عن المعلومات الواردة في الكتاب فقال لي بالتحديد “لقد استقيت كافة معلوماتي من جهاز المخابرات الفرنسي”، حَيثُ أثبت تييري ميسان بالحسابات العملية والعلمية الدقيقة أن تلك العملية لا يمكن أن تقوم بها منظمة أَو جهة أَو مجموعة متمردين متمركزين في مغارات أفغانستان، وتلك الإمْكَانات لا تتوفر إلا لدى الولايات المتحدة الأمريكية.  

  

ما قبل وما بعد: 

وأشَارَ النوري إلى أن ما قبل الحادث يختلف كَثيراً عما قبله، فيعد حادث سبتمبر/ أيلول 2001، نجد أن هناك نمطًا جديدًا من الممارسات العدوانية الأمريكية تتسم بالوحشية، فواشنطن لا تتردّد حتى في استهداف أهداف أمريكية لتبرير أعمال كبرى، وعلينا أن نعلم أن أجهزة المخابرات الكبرى في العالم علينا أن نعلم أنها تعمل عبر أنساق غير عادية، ورغم ما جاء في الرواية الأمريكية حول الحادث إلا أن بها ثغرات كثيرة، وأول تلك الثغرات هو لقطات الفيديو التي تم نقلها من جميع الزوايا، يؤكّـد أنه كان هنا وبشكل واضح استعداد وتحضير إعلامي تسجيلي للحدث، وإلا كيف حدث هذا.  

  

شكوكٌ واضحة: 

وأوضح أُستاذ العلوم السياسية أن هناك مؤشراتٍ عديدةً سبقت ضرب البرجين بأيام، منها قيام أحد المصرفين اليهود بالتأمين على البرجين لصالحه قبل أسبوع أَو عشرة أَيَّـام من الحادث، كما أن هناك ثغراتٍ أُخرى لن تستطع واشنطن تغطيتها، حيثُ إن هناك رواياتٍ من أجهزة سيادية شككت في صحة الرواية الأمريكية، وعلينا أن نستحضر أنه قبل ضرب البرجين كانت هناك مفاوضات أمريكية مع حكومة “طالبان” للحصول على موافقتهم بشأن مد خط أنابيب نفط من آسيا باتّجاه أُورُوبا وهو ما رفضته “طالبان”، فكان على أمريكا أن تستثمر الحدث لدحر طالبان؛ وهو ما قامت به بالفعل لاستكمال السيطرة على أكبر مخزون نفطي في العالم بمنطقة الشرق الأوسط.  

ومضى بقوله، كان المخزون النفطي العراقي الذي يتجاوز الـ 250 مليار برميل وفق الإحصاءات المؤكّـدة في تلك الفترة خارج السيطرة الأمريكية، وكانت واشنطن أمام خيارين، إما أن تغض الطرف عن الاقتصاديات الناشئة والمنافسة مثل الصين وغيرها، وإما أن تستبق هذا الحدث وتؤمن نفط الشرق الأوسط وهذا ما حدث، فإذا كانت طالبان والقاعدة من قامت بالعملية، هذا الأمر يتطلب اتصالات تحضيرية مسبقة للعملية، وهنا الكثير من علامات الاستفهام حول أجهزة الاستخبارات والرصد الأمريكية، فأين كانت تلك الأجهزة؟ 

  

تغيراتٌ جيوسياسية: 

وَأَضَـافَ النوري، أن تلك العملية أحدثت تغيرات جيوسياسية وجيواجتماعية كبرى، فما كان للولايات المتحدة أن تمارس هذه الوحشية بهذا الشكل العنيف تجاه شعوب الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدا دون أن توفر المبرّرات، وانظر إلى ما قالوه عن العراق، بأنهم يريدون تحريره ونشر الديمقراطية، وعلينا أن نلاحظ ما يجري الآن في العراق، والذي تم تدمير نسيجه المجتمعي بالكامل وتم الاستعانة بالمرتزِقة والخبراء لإيجاد بيئة متناحرة ونجحوا في هذا.  

  

مشروعٌ أمني: 

وأشَارَ الدبلوماسي السابق، إلى أن للولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة إسرائيل مشروعًا أمنيًّا في المنطقة وهو مقدمة مشروع الشرق الأوسط الكبير؛ لكي تكون إسرائيل هي مدير المنطقة وبإمْكَانات المنطقة ذاتها، ولا يقتصر المشروع على الجانب الأمني فقط، وقد بدأ المشروع فعليًّا على الأرض ونرى الآن أنظمة عربية تجاهر بالتطبيع علنا مع إسرائيل؛ وهو ما لم تكن تجرؤ دولة على القيام به قبل 11 سبتمبر/ أيلول 2011م.  

  

الصدمة والرعب: 

يرى السياسي العراقي ثائر البياتي، أن 11 سبتمبر/ أيلول 2001 كانت بداية التغيير في العالم نحو مستقبل مجهول، حيثُ إن التغييرات أَو العواصف والأعاصير التي اجتاحت المنطقة كلها، كانت ناتجة عن 11 سبتمبر/ أيلول وما تبعها من مواقف وأحداث.  

وقال السياسي العراقي: إن أكبر كذبة صدقها العالم هو 11 سبتمبر (الصدمة والرعب)، بعد أن غلفها بلباس التدين واعتبرتها حربا صليبية مقدسة، كُـلّ شيء تغير في العالم لكن ليس 11 سبتمبر فقط بل باحتلال العراق وسقوط نظام صدام، وهي نقطة التحول في العالم العربي والإسلامي والمنطقة، وتحويل الصراع من عربي – إسرائيلي إلى عربي- فارسي برعاية إسرائيلية وسقوط القومية العربية والأحزاب العلمانية أمام التطرف والولاء المذهبي والطائفي.  

  

صناعةُ التنظيمات المسلحة: 

وأكّـد البياتي أن أمريكا ربحت الكثيرَ من تلك العملية وأخضعت العالم لجبروتها، لكن الهدف ليس العراق أَو إيران الآن فقد نفذت الخطة الأمريكية بشأنهما، ولا دول الخليج كما يشاع وإلا كيف يتم حلب البقرة الخليجية وإيصالها إلى الإفلاس خلال 20 عاماً، بل المشروع يريد تغيير خارطة العالمين العربي والإسلامي وظهور دول وذوبان أُخرى  

وأشَارَ السياسي العراقي إلى أن داعش والقاعدة والتنظيمات الأُخرى أصبحت ماركات تصنع في كُـلّ دول العالم حسب الطلب، والعرب فقدوا كُـلّ شيء وأصبحوا مُجَـرّد قطعان تعيش لتأكل، فالسعوديّة على سبيل المثال سيتحول ما تبقى منها إلى دولة أَو دول علمانية، وتبقى الأماكن المقدسة بعيده عن التجاذبات مثل “الفاتيكان”.  

  

مسرحية كوميدية: 

وقال الصحفي الفرنسي تيري ميسان في كتابه “الخديعة الكبرى” إن مجمل أحداث”11 سبتمبر/ أيلول 2001″ ما هي إلا مسرحية كوميدية وتراجيدية في نفس الوقت، من إخراج السلطات الأمريكية… ليس غير، واستند الكاتب في تصريحاته إلى وثائق ومعلومات مخابراتية.  

وتابع ميسان في طرح الأمثلة، حَيثُ قال “عندما سُئل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال (ريتشارد مايرز) عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الأمريكية المختصة لمنع طائرة “البوينغ” من الاصطدام بمبنى البنتاغون، تردّد وتلعثم… ولم يعرف ماذا يقول وامتنع عن الإجَابَة… وبعد ذلك بأيام، حاول مسؤولو (قيادة الدفاع عن فضاء أمريكا الشمالية) تدارك هذا الموقف المحرج بادِّعاء أنه تم إصدار أوامر إلى طائرتي (إف16) بمطاردة الطائرة (البوينغ) لمنعها من الاصطدام المتعمد بالبنتاغون.  

وتساءل الكاتب الفرنسي في كتابه “نظام الأمن الذي يتولى حماية مبنى البنتاغون متطور لأقصى درجة، وهو نظام مضاد للطيران وخاضع للمراقبة دوماً بواسطة سلطات قاعدة “سانت أندرو” الرئاسية… وهذا النظام مزوَّد بوحدتين حربيتين جويتين… وكلتا الوحدتين مزودتان بأحدث طائرات (ف16) وَ(ف18)، فأين كان هذا النظام طوال فترة اقتراب طائرة البوينغ من مبنى البنتاغون؟ ومن عطله في تلك اللحظات. 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com