تحت الخبر
محمد منصور
مُحَمَّلًا بانتصار شعبٍ عظيمٍ أسقَطَ أكبرَ عدوانٍ في التاريخ المعاصِر، يزورُ الرياضَ حَـاليًّا وفدُنا الوطني للمرة الأولى بعد أشهر طويلة من النقاش برعاية عُمانية مع الطرف الذي يمثل عاملَ العدوان وممولَه الأول: الطرف السعوديّ طبعًا.
تعودت السعوديّة في كُـلّ الملفات التي دخلت فيها عنوةً أن تعطيَ انطباعًا عن قدرتها على مخرجات إيجابية في أي خوار يجري في السعوديّة، الفارق اليوم أن الوفد اليمني محصَّنٌ جِـدًّا من الأدوات التي تلعبُ بها الرياض مع الأطراف.
الوفدُ اليمني غيرُ قابل للكسر أَو الضغط أَو الابتزاز؛ وهذا ما سيعقِّدُ الأمرَ نوعًا ما في الرياض.
ببساطةٍ شديدةٍ، ينتظرُ الشعب اليمني انفراجًا جديًّا وواضحًا في المِلف الإنساني ونهايةً لا رجعة عنها لأيِّ مظهر من مظاهر التسويف أَو الضحكِ على الذقون.
لقد حاولت الرياضُ كَثيراً، خلال أشهر خفض التصعيد، الالتفافَ على المواضيع الأَسَاسية المسبِّبة للمواجهة معها، ونجحت صنعاء في إحباط كُـلّ هذه المحاولات، وفرضت المِلف الإنساني كعنوان وحيد، وهو الملف الذي سيناقشه وفدنا في الرياض مجدّدًا.
القائدُ العظيم السيدُ عبدالملك بن بدر الدين يتابعُ هذا المِلف عن كثب، ووفدنا في الرياض يعرفُ جيِّدًا ما ينبغي عملُه، خُصُوصاً وأن هذه تمثِّلُ الفرصةَ الأخيرةَ للسلام المشرِّف الذي يجاهدُ اليمنُ لإنجازه.
لا نتمنى انهيارَ فُرصة الرياض؛ فنحن طلابُ سلام مشرِّف، لكننا في نفس الوقت لا نخشى اللحظةَ التي ربما ينتصرُ فيها الكِبْرُ السعوديّ على العقل، حينها سيُطِلُّ التصعيدُ كحَلٍّ أخيرٍ أمام اليمنيين، الذي يمتلكون كُـلّ فرص استعادةِ حقوقهم، المسألة فقط: إمَّا إنجاز واضح ومقبول للشعب اليمني تطرحه طاولات التفاوض أَو إنجازٌ حتمي مرتقَب ستجلبُه الصواريخ والمسيّرات ورجالُ الرجال في اليمن.
ربما أرادت الرياض أن يعلنَ الانفراجَ من أراضيها، وهذا بالنظر إلى خِبرتنا مع العقلية السعوديّة، وربما أنها تراهنُ على شيءٍ نجهلُه لغاية الآن.
في كلتا الحالتَينِ تفصلُنا أَيَّـامٌ قليلةٌ عن ترجيحِ إحدى الكفَّتَينِ.