الزندقةُ في تحريم المولد
احترام عفيف المُشرّف
أية زندقة تلك التي عليها علماء السوء في نجد والحجاز وأعوانهم في اليمن، كيف تدّعون بأن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بدعة وضلالة، في حين أنكم تمضون الأشهر تعدون وتستعدون للاحتفالات بذكرى مولد النبي عيسى ابن مريم -عليه السلام-، لماذا شرعنتم الاحتفالَ بذكرى مولد النبي عيسى وبدعتم من يحتفل بمولد النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين، أم أن المسألةَ ليست بدِينٍ وإنما بهوى، واتباع لما يقوم به الغرب فقط، وليس لكم من الأمر شيء، وما دمتم كذلك وأنتم كذلك أفلا تصمتون وتخجلون أن تتهموا كُـلّ من أحب وفرح واحتفل بذكرى مولد النور بالبدعة والضلالة!!
لماذا لا تنبرون على المنابر وتحللوا وتحرموا إلا في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأنتم ترون وتسمعوا طوال العام حكامكم الذين اتخذتمهم آلهةً من دون الله وهم يحتفلون بما يسمى بالكرسمس والهالوين وما تمارس في تلك الاحتفالات من الشذوذ الجنسي والدعارة وشرب الخمور والمراقص وفتح الشاليهات واختلاطـ الذكور والإناث في حفلات صاخبة وماجنة، كُـلّ هذا يمارس طوال العام ولا تنبسون ببنت شفة، حتى إذَا حلت علينا ذكرى مولد الحبيب محمد -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- بدأتم بالولولة وتخويف الناس أن المولد بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار، فلا تخجلون من يومٍ تقفون فيه أمام خالقكم منتظرين فيه شفاعة محمد نبيكم!!
أما من يسمون أنفسهم بالمتعلمين والجامعيين، ويدعون بأنهم نخب في الثقافة والأدب والذين لا نسمع لهم حِسًّا ولا نقرأ لهم حرفًا طيلة عام مليء بالمخالفات والتجاوزات، حتى إذَا حَـلّ علينا شهر ربيع الأول وبدأ المؤمنين في الإعداد والاستعداد للاحتفال بذكرى ميلاد سيد ولد آدم، قمتم من سباتكم وأهرقتم مداد أقلامكم بما ليس فيه خير لكم ولا لمن يتابعكم، كيف لا وأنتم تستهزئون وتستهينون وتنشرون المنشورات التي تسيء إلى المؤمنين المحتفلين بذكرى مولد سيد الوجود، راجعوا أنفسكم واعلموا أن كُـلّ كاتب سيحاسب بما كتب وستكون أقلامكم شاهدة عليكم وحروفكم دليل إدانتكم.
وأما قولنا لمن يرهف السمع لعلماء الباطل أَو لإنصاف المتعلمين نقول: ونحن لكم من الناصحين لا تسمعوا لهم ولا تقتدوا بهم فهم ضالين مضلين، وأية ضلالة أكبر فيمن ينكرون عليكم حب حبيب القلوب، من صلى عليه الله في عليائه وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، أينكرون عليكم أن تجعلوا من ربيع الشهور احتفالات بذكرى مولد ربيع القلوب، لا صدِّقوا كلماتهم المسمومة وتخويفهم بأن هذا ليس من الدين، ومحمد المصطفى هو أَسَاس الدين وحبه هو الدين، أعرضوا عنهم وقولوا لهم حتى وإن كنا أصغينا لكم في السياسة وأقنعتمونا بألاعيبكم أن من يحمون الديار ويذودون عن الأرض والعرض مجوس وليسوا من المؤمنين، وصدقناكم وأنتم غير صادقين، أما أن تثنونا عن حبيبنا وعن ذكرى مولده المبارك فهذا لم ولن يكون، فنحن -اليمانيين- المعروفون بحبنا وعشقنا لنبينا حَــدّ الثمالة، فلا مجال لكم في هذا الطريق، فلن نكون إلا المصلين على نبينا الملبين المحتفلين بذكرى مولده -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.
علينا جميعاً كمؤمنين محبين للنبي الكريم أن نقف أمام هذه الهجمة على من يحتفلون بذكرى المولد النبوي الشريف ونقول لهم ما قاله الإمام والعالم الرباني الصفي أحمد بن علوان قدس الله سره، حَيثُ يقول لمن هذا شأنهم:
“الشمس قد بلغت آفاق عالمها نوراً
وَأَنتَ إلى الظلماء تدعوني
الشمس أحمد وَالآفاق شيعته
وَالتابعون لهم بالخلق وَالدين.