ذرائعُ 11 سبتمبر.. أهدافٌ وَمساعٍ تتجدَّد
فضل فارس
تحت ذرائع واهية أرسلت أمريكا مؤخّراً العديد من السفن وَالبوارج الحربية معززة في ذلك بقوات من المارينز إلى البحر الأحمر بمسميات وادِّعاءات كاذبة.
فيما أنه يأتي هذا التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر وتلك الحقيقة لتلبية أهداف استعمارية كثيرة وأولها لضمان بقاء المصالح الأمريكية في المنطقة والسيطرة كذلك على الثروات العربية ونهبها وما إلى ذلك، أَيْـضاً من مضمون مخطّطاتها العدائية في تغذية الصراعات وزرع الفتن وشق الصفوف بين أبناء وشعوب دول المنطقة.
وتأتي كذلك هذه التحَرّكات الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب نظراً لما يتمتع به البحر الأحمر من أهميّة استراتيجية على مستوى الأمن الدولي والعربي؛ باعتباره الرابط وحلقة الوصل بين العديد من القارات والمحيطات، كذلك لدوره المهم والحساس فيما يتعلق أَيْـضاً بالتجارة الدولية والعالمية.
أضف إلى ذلك أن هذا التواجد الأمريكي في البحر الأحمر بمحاذاة الممر المائي وَفيما يمثله للإدارة الأمريكية من تعزيز لأنشطتها الصهيوسيادية كما تدّعي وَأطماعها الاستعمارية التي هي كانت ولم تزل من أهم الأهداف التي تحلم بها، يأتي في إطار التنافس العالمي على هذا الممر وهذه الملاحة وخُصُوصاً في ظل ما يحصل من متغيرات إقليمية مفاجئة في هذه المرحلة والتي من أهمها ظهور محورًا ومنافسًا قطبيًّا جديدًا بقيادة روسيا والصين.
ومع كُـلّ ذا وذاك فما الداعي إن لم تكن هذه هي النوايا والأهداف الشريرة للإدارة الأمريكية في البحر الأحمر وذلك فرضاً بحسب ادِّعاءاتها وَذرائعها في تأمين الملاحة الدولية من شر ليس موجودًا أَسَاساً.
ما الداعي إن لم تكن تلك كما قلنا أهدافًا وذرائع مبيَّتة لنشر كُـلّ تلك الوحدات من المارينز في الأراضي اليمنية جنوب البلاد، ما كل تلك الهيمنة والسيطرة على مكامن الثروة والمواقع الاستراتيجية في أرض الجنوب.
ففي محافظة عدن وعبر السفير الأمريكي إدارة كاملة وسيطرة تامة على القرار والعائدات يماثلها أَيْـضاً نفس التوجّـهات في محافظة المهرة سيطرة واستحكام على كُـلّ المواقع ذات الدخل التجاري والحضاري، كذلك أَيْـضاً سيطرة وتحكم في القرار والجوار في محافظة حضرموت النفطية ذات الثروة والموقع الجغرافي المهم.
إن كُـلّ تلك التحَرّكات المستجدة والتواجد الفعلي وَالمتزايد للإدارة الأمريكية -وبشواهد ما تقدم من المعطيات- في البحر الأحمر والمحافظات الجنوبية وما يتعلق بذلك أَيْـضاً من علاقات وتمهيد لاستحداث وإقامة قواعد وثكنات عسكرية في المحافظات والجزر اليمنية المحتلّة.
هي سياسات عدوانية استعمارية تسعى وتحت غطاء ومظلة تلك الأوراق العميلة والذرائع الزائفة إلى بسط نفوذها وتقوية وتدعيم وجودها الاستعماري في الأراضي المحتلّة، أضف أَيْـضاً أن ما يحصل وَعلى خلفية الصراع القائم المتجدد والمكشوف للإدارة الأمريكية في هذه المرحلة إنما هو امتداد استعماري مكشوف لمساعي ومخطّطات تلك الذرائع المختلقة والمدبرة في الحادي عشر من سبتمبر للعام ٢٠٠١م، تلك السياسات وَالسيناريوهات الزائفة ذات الطابع الانتهازي وَالعدائي بكل ما تحويه من عداء صريح لأبناء الإسلام.
طبعاً بغض النظر عن كون هذه السياسات الأنجلو أمريكية لهذه المرحلة “وبحسب اتّفاقيات وَمعاهدات مبهمة” تقدم وكضمانات واشتراطات أمنية مغرية لحكومة السعوديّة.
وهم جميعاً بذلك وفي كلا الحالين “وهذا صوت الحرية” فيما هم عليه من مكر وخطط عدوانية واهمون وَمنهزمون بل وَغارقون في الوحل وذلك لوجود صنعاء عاصمة الدولة وذات اليد الطُّولى والسيادة الوطنية.